الإثنين 23 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نكشف تفاصيل حواديت الشانزليزية قبل عرضه بساعات

نكشف تفاصيل حواديت الشانزليزية  قبل عرضه بساعات
نكشف تفاصيل حواديت الشانزليزية قبل عرضه بساعات


عادت الدراما فى فتراتها الأخيرة تعتمد بقوة على حكايات الزمن الجميل، وأصبح من المعتاد أن يتابع المُشاهد مسلسلات تليفزيونية تدور أحداثها فى حقبة زمنية ماضية، ويتفاعل معها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (ليالى أوچينى، جراند أوتيل، طريقى، حارة اليهود، أهو دا اللى صار)،ومؤخرًا يستعد صناع مسلسل (حواديت الشانزليزيه) لعرض أولى حلقاته على شاشة التليفزيون خلال هذا الأسبوع.

 وهو من نوعية المسلسلات التى تدور أحداثها فى فترة أربعينيات أو خمسينيات القرن الماضى أيضًا، وبقدر المتعة التى يحدثها تناوُل مصر فى تلك الفترة للمُشاهد؛ فإنها تطلب مجهودًا من نوع خاص؛ حيث تشكل أحداثه نوعًا من التأريخ لفترة زمنية لم يعاصرها كُتّاب المسلسل بالطبع، وفى (حواديت الشانزليزيه) كان التحدى أكبر؛ حيث إن صناع العمل جميعهم من الشباب، فالمسلسل هو العمل التليفزيونى الأول لمؤلفيه «أيمن سليم»، الذى له عدة تجارب ناجحة فى كتابة الأغانى والأفلام القصيرة وأيضا هو العمل الأول للكاتبة «نهى سعيد»، وهو كذلك أيضًا بالنسبة لمخرجه «مرقس عادل» الذى أخرج العديد من الإعلانات وأغنيات الفيديو كليب، بالإضافة إلى 3 تجارب سينمائية آخرها (الرجل الأخطر) من بطولة «سامح حسين»..
> تفاصيل مهمة
البداية مع المخرج «مرقس عادل» الذى تحدَّث عن التجربة قائلًا: «اجتهدنا كثيرًا فى تنفيذ العمل حتى يخرج للمشاهدين بشكل لائق؛ حيث تم الاهتمام بالتفاصيل، فالمسئولية هنا على المخرج لا تقتصر على إخراج الصورة فنيًّا، بل تشمل أيضًا توصيل المعنى والرسالة والفكر، والاهتمام بأن تكون الملابس والديكور والإكسسوار عاملًا أساسيّا للحفاظ على الحقبة الزمنية، بما فى ذلك التفاصيل الصغيرة التى قد لا يلحظها الجمهور مثل نوعية السجائر التى يستخدمها الأبطال، وشكل(الطفايات) وما إلى ذلك، ومع ذلك؛ فإن هذا المجهود الكبير هو نفسه سببٌ فى حدوث المتعة لى ولكل فريق العمل، فقد استغرقنا فى تحضير هذا المسلسل نحو 12 شهرًا، والتصوير كان يوميّا منذ شهر يوليو حتى الآن، ولا أستطيع هنا أن أغفل مجهود مساعدى الإخراج فى المسلسل الذين كانوا على مستوى عالٍ من الاحترافية، والذين ساعدونى ألّا أمرر تفصيلة لها علاقة بالمرحلة من دون مرجع سواء كان هذا المرجع فيلمًا أو وثيقة تؤكدها».
> القبح X   الجمال
وعن الفكرة التى يدور حولها المسلسل يستكمل «مرقس» قائلًا: «نركز من خلال الأحداث على الصراع بين القبح والجمال، وبما أن حياتنا أصبح يسودها القبح حتى اعتادت أعيننا عليه، فقد جعلت المسلسل يركز على كل ما هو جميل فى السلوكيات والمظهر والأخلاق ويطرح حلولًا وأفكارًا وقيمًا لهذا الجمال على شكل حواديت وحالة حلوة وحكايات ممتعة».
وعن اختيار توقيت عرض المسلسل ليفتتح الموسم الشتوى يقول: «لا يشغلنا توقيت العرض؛ لأننا نقدم مشروعًا له نفس مقومات ومعطيات رمضان فى توقيت خارج الموسم، بمعنى أننا نقدم عملًا من عدد كبير من النجوم وله إيقاع سريع، وأحداثه مليئة بالتشويق، وأعتقد أن عملًا بهذه المقومات سيُحدث طفرة فى شكل المسلسلات التليفزيونية التى تتناول حقبة زمنية ماضية».
> دماء جديدة
وعن التحدى الذى يواجهه كمخرج شاب يؤكد أنه على مدار تاريخ السينما يأخذ المخرجون الشباب الفرصة كاملة ليثبتوا أنفسهم حتى يتحولوا إلى أسماء بارزة، مثل «صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وعاطف الطيب»، وكلهم تمت محاربتهم كثيرًا فى بداياتهم، وهذا مثبت فى التاريخ، فالسينما المصرية دائمًا ما تولد الشباب وتصنع النجوم، ربما هذا غاب مؤخرًا عن الدراما ولكن على ما يبدو أننا نعود مجددًا لهذا التنوع بين الشباب والأساتذة لتجديد الدماء وجعل الشكل والفكر أكثر حداثة وعصرية بما يعود بالنفع على الفن وعلى المشاهد، ورُغم أن المسلسل هو عملى الدرامى الأول؛ فإننى لم أجد أى تدخُّل من شركة الإنتاج، بل كلها كانت مجرد اتفاقات على الخطوط العريضة ثم تركت لى مساحة الحرية والإبداع كاملة.
> جريمة قتل
أمَّا المؤلف «أيمن سليم» فيقول عن (حواديت الشانزليزيه): «الكتابة لعصر مختلف متعبة ولكنها فى الوقت نفسه ممتعة جدّا، وأنا استعنت فيها بكتُب قديمة وبالكثير من المراجع لمعرفة الجو العام والكثير من التفاصيل الخاصة بهذه الحقبة الزمنية، كما أننى شاهدت نحو ثلاثة أرباع الأفلام التى تم إنتاجها منذ عام ٤٨م حتى عام ٥٢م، وحاولت أن أخذ اللغة نفسها، رُغم أن السينما فى هذا الوقت كان لها لغة مختلفة عن لغة الشارع والواقع، وقد كان معيارى فى الكتابة هو أن أكتب ما يعجبنى وأستوحى ممّا أقرأ وأشاهد ما يستهوينى؛ لأنه بالضرورة سيعجب الناس أيضًا، و(حواديت الشانزليزيه) يختلف عن غيره من المسلسلات التى تناولت فترات زمنية سابقة؛ حيث إننا نتحدث عن 5 طبقات فى المجتمع (فنانين، وتجار، وباشوات، وأجانب، والطبقة الشعبية) مع التركيز فى كل طبقة على العادات المصرية والشرقية التى اختفت فى الوقت الحالى، كما أننا نتناول فى الحلقة الأولى جريمة قتل فى إطار تشويقى ومثير، ولكن بداية من الحلقة الثانية تأخذنا الدراما لاتجاه آخر، فالمسلسل (حواديت) فعلًا وكل دور له صراعه وجوانبه، والأهم أنه لا يوجد به حشو أبدًا، فكل مشهد يقول شيئًا، ويحمل نفس تيمة مسلسلات رمضان فى دسامة الدراما وعدد النجوم المشاركين وسرعة الأحداث، وأعتقد أنه سيكون مبادرة لعمل مسلسلات ضخمة بميزانيات كبيرة خارج رمضان».
وعن قصة اشتراك الكاتبة الشابة «نهى سعيد» معه فى كتابة الحلقات يقول: «وقت إعدادى للمسلسل كنت أعد برنامجًا كوميديّا مع الكاتبة نهى سعيد والكاتب عبدالله غلوش، فاقترحت على «نهى» أن تشارك معى فى السيناريو وبالفعل  تشاركنا معًا فى كتابة الحلقات،  ومن يومها نجلس سويّا لنكتب كل حرف فى المسلسل، فعندما كتبتُ القصة وعرضتها عليها وجدتها تتجاوب معى وتشاركنى فى كل التفاصيل، رُغم أنها لم تدرس الكتابة وليس لها تجارب سابقة فيها؛ لذلك لن يشعر أحد أن هناك أكثر من كاتب، وليس على طريقة ورش الكتابة هذه الأيام، التى تُخرج الأعمال بصورة مهلهلة».
> نجوم كثيرة وميزانية ضخمة
وعن قصة ظهور المسلسل للنور ووصوله لشركة (سنيرچى) لإنتاجه يقول: «قبل عام ونصف العام كتبتُ القصة كاملة بتتابعها من البداية للنهاية، ثم ذهبت بها إلى شركة سنيرچى للإنتاج السنيمائى فى شهر نوڤمبر العام الماضى أى قبل سنة تحديدًا، فأعجبتهم كثيرًا ورحبوا بها، كما أنها تقدم الدعم الكامل للمسلسل بكل ما يحتاج إليه رُغم أن تكلفته كبيرة جدّا بحجم ٣ أو ٤ مسلسلات، وتعاقدت للمسلسل مع كل الأسماء التى تم ترشيحها من خلالنا، فالمسلسل يضم مجموعة كبيرة من النجوم على رأسهم إياد نصار وداليا مصطفى وإدوارد وإنچى المقدم ومى سليم وغيرهم الكثير من النجوم، والحقيقة أنا محظوظ؛ لأن كل من تصورتهم من أبطال أثناء الكتابة اشتركوا فى العمل، فمثلًا الفنانة داليا مصدطفى ممثلة مرعبة يعتبر دورها اكتشافًا جديدًا لها، أمَّا مى سليم فتقدم دورًا صعبًا وتَخرج من عباءة الأدوار السهلة التى قدمتها سابقًا حتى إنها ذهبت لمدرب تمثيل من أجل الشخصية، وإنجى المقدم سوف تؤدى دور «ركلام» لأول مرَّة، وإدوارد سوف يقدم شخصية «المحقق» فى قضية مقتل إياد نصار وشخصية جادة جدّا ومختلفة عن كل ما قدمه سابقاً، أمَّا الفنانة فريدة سيف النصر فهى نجمة كبيرة جدّا رُغم أنها مُقلة فى أعمالها ولكن لأنها تعرف جيدًا كيف تختار الأدوار التى تؤديها». أمَّا الكاتبة الصحفية «نهى سعيد» التى يُعَد المسلسل أولى تجاربها فى عالم الدراما، فتقول إن المؤلف أيمن سليم شجعها كثيرًا على خوض المغامرة حينما عرض عليها فكرة المسلسل الذى يدور حول شخصية (رياض) الذى يُقتل، وتُتهم خمس سيدات فى قتله، من بينهن زوجته، وجميعهن معترفات بارتكاب الجريمة، وتستكمل قائلة: «الحقيقة أعجبت جدًّا باختلاف الفكرة، ووافقت على كتابة المسلسل معه؛ حيث قمنا سويًا بالمعالجة الدرامية، وخَلق الشخصيات، ووضع خلفيات لها، وإضافة روابط بينهم، والجميل أن وجودنا سويًا كان يجعل كل واحد منا يعمل عمل الناقد الفنى على كتابة الآخر، ولا يتم تمرير أى مَشهد أو تفصيلة دون موافقتنا معًا، وهو ما أثرى العمل». وعن فكرة الإصرار على مناقشة أحداث المسلسل فى حقبة زمنية ماضية رُغم أن الجريمة يمكن أن تحدث فى أى عصر دون تحديد تقول: «نعلم جيدًا أن الجمهور يفضل دائمًا العودة بالزمن إلى الوراء، والمؤلف أيضًا؛ حيث يمنحه ذلك مساحة أكبر للخيال، بالإضافة إلى أننا فضَّلنا أن نقدم صورة جميلة، بملابس فخمة، وطريقة تعامُل راقية، وكل هذا توافر فى مصر فى فترة الخمسينيات التى لايزال مواليدها معاصرين لنا، وقد لجأنا إلى بعضهم لسؤالهم عن تفاصيل هذه الفترة الزمنية». وعن تعامُل النجوم معهما كمؤلفَين شابَّيْن لم يسبق لهما العمل فى الدراما من قبل تقول: «كل النجوم الذين اشتركوا فى العمل منحونا من خبرتهم ومدّوا لنا يد الدعم والمساندة، كما يحسب أيضًا لشركة الإنتاج أنها وثقت فى مجموعة شباب ورصدت لهم هذه الميزانية الضخمة التى ساهمت فى جلب النجوم إلى العمل، بالإضافة إلى خروجه فى أبهَى صورة».>