
طارق مرسي
ليالى الفن واللعب والهندسة عادت من تانى
اعتاد الزمالك على خوض «المعارك» ليقضى على كل «العوائق» هكذا تقول نتائجه فى هذا الدورى الساخن بعد تصدره جدول الدورى على عكس كل التوقعات والنظريات وعلم علوم الكرة، وحتى قدرات الذكاء الاصطناعى، فالفريق فى طور التكوين فتح أبواب الفن واللعب والهندسة وأبدع فجأة، بينما جالس فوق صفيح ساخن إداريًا وفنيًا وبدنيًا ونفسيًا.
فعلى مستوى الإدارة يواجه المجلس أزمة كبيرة تخص أرض النادى بحدائق 6 أكتوبر بعد قرار وزارة الإسكان بسحب الأرض التى تمثل مستقبل النادى، وحق أصيل له وهو ضربة موجعة للإدارة التى انشغلت بتسوية الديون على مدار العام الماضى، والحقيقة أنها لم تعرف طعم الراحة بعد توالى الأزمات والتخبط فى إدارة بعض الملفات وفى مقدمتها ملف الكرة الذى يشغل الجميع وخسارة النادى ملف التجديد أو تسويق أبرز نجومه، لكن تظل الحسنة الوحيدة لهذه الإدارة عندما أعطت العيش لخبازه بإسناد ملف الكرة إلى المدير الرياضى الساحر جون إدوارد الذى قاد بنفسه ثورة تصحيح على المستوى الفنى باختيار جهاز فنى كامل بقيادة البلجيكى يانيك فيريرا، وعبدالناصر محمد مديرًا للكرة، والفرنسى بيير باهرلى مدربًا مساعدًا وحازم إمام مدربًا إلى جانب البلجيكى جوجوسلاف لازيتش، لتدريب حراس المرمى، وهذه الخلطة نجحت فى قيادة الفريق، ورغم تصدر القمة فإن الأداء لم يصل للمستوى المأمول مع وجود أخطاء فنية من الممكن تداركها مع الوقت والعمل على تجاوز الثغرات والابتعاد عن العناد، والجهاز الفنى فى العموم فى مرحلة الاختبار وإن كانت المقدمات الجيدة تؤدى إلى نتائج مميزة مع توافر التركيز والإخلاص فى العمل وفرض السيطرة والانضباط منذ البداية.
إن الفارس الأبيض بتوليفة تجريبية لم تعرف طريق التجانس وبجهاز فنى جديد عزفت سيمفونية اللعب والفن والهندسة بقيادة «عفريت العلبة» البرازيلى «خوان ألفينا» وهو مفأجاة الزمالك وسيكون هو ترمومتر الأداء فى الفترات القادمة ومعه الأنجولى «شيكو بانزا» والفلسطينى «عدى الدباغ» هذا الثلاثى صنعوا الفارق فى المباريات السابقة مع استمرار التجانس بينهم سيكون تأثيرهم أكبر وفقًا للمستويات التى قدموها، بالإضافة إلى الدفع تدريجيًا بالعناصر الجديدة فى التوقيت المناسب وفى مقدمتهم محمد إسماعيل وأحمد ربيع، وهى عناصر جيدة بعد أن قدمت أسماء استمارة تعارفهم بكفاءة مثل الفلسطينى آدم كايد وهو لاعب مهاراته عالية والمغربى عبدالحميد معالى صانع ألعاب ويمتلك مهارات خاصة، والمهاجم أحمد شريف الجناح الواعد، والمهاجم عمرو ناصر وهؤلاء قوة إضافية إذا أحسن المدير الفنى الدفع بهم فى توقيتات مناسبة دون ضعوط، إلى جانب العمل على استعادة بريق أسماء لها تأثير مثل أحمد فتوح وأحمد حمدى ومحمود جهاد.
الزمالك على أرض الواقع فى مبارياته الافتتاحية التى دفعت به إلى الصدارة قدم مستويات مبشرة رغم تباين الأداء، ففى مباراة سيراميكا قدم الفريق عرضًا متواضعًا باستثناء الربع الأخير الذى نجح الفريق فيه بتسجيل أهداف جميلة أبرزها هدف الواعد محمد شحاتة، وهو أجمل أهداف الدورى حتى الآن، وفى مباراة المقاولون تحسن الأداء رغم تعادل الفريق، لكن الفريق نجح فى استعادة ذاكرة الانتصارات فى مباراة مودرن القوية والأجمل فيها تألق النجمين المحترفين الساحر البرازيلى ألفينا والأنجولى المشاكس شيكو بانزا وتسجيلهما هدفى المباراة، وفى مباراة فاركو الصعبة أكد تألقه وفاز بهدف بانزا ليعتلى الصدارة بجدارة مع تحيات مدرسة الفن والهندسة من جديد.
ويظل الداعم الأكبر للزمالك هو جمهوره وهو سر انتصاراته فى الفترة الأخيرة فاعلاً ومنفعلاً وفعالاً وراء الفريق فى كل مكان وهو حرفيًا بطل القصة أمس واليوم وغدًا.