الإثنين 1 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أنا وقـلمى .. بوتين وترامب.. من الفائز ومن الخاسر؟

أنا وقـلمى .. بوتين وترامب.. من الفائز ومن الخاسر؟

العلاقة بين الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» والرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» كانت محط تحليل واسع منذ فترة رئاسة الأخير الأولى للوﻻيات المتحدة الأمريكية وحتى الآن، حيث اتسمت بمزيج من العلاقة الشخصية الغامضة والتنافس الجيوسياسى بين البلدين، ومن الصعب تحديد من الفائز ومن الخاسر بشكل قطعى، خاصة بعد اللقاء الذي جمعهما فى «أﻻسكا» مؤخرًا، لكن يمكن تحليل المواقف بناءً على المصالح الاستراتيجية لكل طرف، ولو سألنا من الذي استفاد أكثر من لقاء الرئيسين الأخير سنجد أن «بوتين» كان سعيدًا باستقبال ترامب له، الذي كان استقباﻻً أسطوريًا وبشكل مبالغ فيه وكان مزهوًا بالنصر منذ نزوله من الطائرة وحتى انتهاء المؤتمر الصحفى الذي لم يكن مؤتمرًا صحفيًا بالمعنى الذي اعتدنا عليه لكنه كان مؤتمرًا بلا أسئلة وكانت كلماته- بوتين- صادمة للجميع، حيث صرح بجملة دبلوماسية أن اللقاء كان مثمرًا والمحادثات بنَّاءة للغاية ويمكن البناء عليها، ولم يتناول حديثه عن الحرب الروسية الأوكرانية إﻻ ضمن أحاديث أخرى أهم كثيرًا بين روسيا وأمريكا، وهو ما يعد هدمًا لكلام ترامب كله قبل انعقاد هذه القمة وخلالها وما بعدها، حيث كان هدف ترامب الأول من هذه القمة هو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكن اتسم المؤتمر الصحفى بجمل مقتضبة ﻻ تعنى شيئا، ولأول مرة يظهر فيها الرئيس ترامب منذ توليه الحكم منكسرًا ومقهورًا طوال دقائق البيان الصحفى المقتضب، حيث ذكر نفس الجملة التي قالها بوتين بأن المحادثات كانت بناءة ويجب البناء عليها ثم تحدث عن وجود نقاط خلاف سيتم العمل مع روسيا على حلها دون الإشارة إلى نوع هذا الخلاف، وعندما قال ترامب إنه سيتصل بشركائه الأوروبيين وأوكرانيا لإبلاغهم بنتائج المحادثات، قاطعه بوتين قائلًا «ننتظرك فى الزيارة القادمة فى روسيا»، ومن هنا يتضح أن نجاح بوتين يكمن فى كسر العزلة التي فُرِضت عليه السنوات الماضية، ومع أكبر دولة فى العالم، كما فاز باستقبال أسطورى لم يحدث من قبل إﻻ نادرًا من رئيس أمريكى كما أنه نفذ وعده القديم لشعبه بنهاية العالم القديم، وأن روسيا ستعود عظمى من جديد كما أن بوتين يبدو أنه خرج من الاجتماع دون تقديم تنازل واحد من أى نوع، بل وأجبر ترامب أن يكرر ما يقول حرفيًا ويؤكد عليه، وعندما نتحدث عن خسائر ترامب سنجد أن بوتين كسره وسيطر على القمة حرفيًا وأصاب ترامب باهتزاز نفسى، وكسر غروره بنفسه وأظهر فشله أمام العالم كله، لعدم قدرته على تحقيق حرف من وعوده حيث إنه وعد بأنه سيعرف مدى جدية بوتين بعد دقيقتين فقط من اللقاء وأنه سينسحب فورًا إذا كان غير جاد لكنه استمر فى اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات وخرج بدون أى نتيجة، ناهيك عن تأكيده فى أكثر من مرة أنه سيُنهى الحرب الروسية الأوكرانية فورًا، النتيجة هى أن أوكرانيا ستكون فى حالة رعب وخوف شديد مما سيحدث إذا استمرت روسيا فى الحرب، خاصة بعد تأكيد ترامب بأنه لن يمد أوكرانيا بأموال أو أسلحة مجانًا، أما باقى دول أوروبا فهى بين نارين فهى تؤيد ما فعله «بوتين» وكسر ترامب المعادى لكل الدول بما فيها الماسونية والغرب بل والمعادى لنفسه أيضًا، وبين الخوف من نيران روسيا العظمى، التي أعلن ترامب انتصارها من قلب أمريكا، أن تحرق أوروبا كلها، لذا سارعت بعض قيادات أوروبا للإعلان عن تضامنها مع الرئيس الأوكرانى «زيلنيسكى» ومصاحبته فى القمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكى «ترامب» فهل سنشهد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية قريبًا، وهل حققت روسيا أهدافها؟ سننتظر ونرى.. وتحيا مصر.