الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقلمى .. الفيتو الأمريكى الملعون

أنا وقلمى .. الفيتو الأمريكى الملعون

النقض أو الفيتو هو حق يستخدمه مسؤول ما فى الدولة مثلاً، من أجل إيقاف عمل رسمى من طرف واحد، ونشأة هذا المفهوم كانت مع القناصل والمدارس الرومانية، حيث يمكن لأى قنصل يشغل منصبه فى سنة معينة أن يُعوِق أى قرار عسكرى أو مدنى من قِبَل الطرف الآخر، أو أنه من المحظيين أن يكون لديه السلطة لعرقلة التشريعات التى أقرها مجلس الشيوخ الرومانى من جانب واحد «جانبه»، ومع تطور الأمور- وفى وجود مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- أصبح حق الفيتو هو حق الاعتراض على أى قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويُمنح للأعضاء الخمسة دائمى العضوية فى مجلس الأمن وهى: روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، ويكفى اعتراض أو دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن ليرفض القرار ولا يُمرر نهائياً، حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربع عشرة الأخرى، وهذا ما حدث مؤخراً عندما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار فوراً فى غزة، بعد مرور شهرين من القتال الذى خلّف عدداً غير مسبوق من الشهداء والدمار، والذى كان يتطلب الوقف الفورى لإطلاق النار، رغم أن النتائج النهائية لعملية التصويت على قرار وقف إطلاق النار فى غزة يوم الجمعة الماضى، هى «13» دولة صوتت لصالح القرار، عدا بريطانيا التى امتنعت عن التصويت، والولايات المتحدة التى استخدمت حق الفيتو ضد القرار، ورغم أن مشروع القرار كان يدعو لوقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، والذى أكد أيضاً على ضرورة الإفراج الفورى - وغير المشروط- عن جميع المحتجزين، وضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أنه قوبل بالاعتراض عليه، مما أثار غضب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، الذى قال إن بلاده تشعر بخيبة أمل شديدة من استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار فوراً فى غزة، بينما صرح نائب المندوب الروسى الدائم العضوية أيضاً لدى الأمم المتحدة، بأن الولايات المتحدة بهذا الفيتو تحظر على مجلس الأمن التدخل لحل الأزمة فى غزة، مما يجعل من هذا الفيتو تصريحاً صريحاً لقتل الأطفال الفلسطينيين فى غزة، وهو أيضاً حكم من جانب الولايات المتحدة - وأمام أعين العالم كله - بالموت، على عشرات آلاف المدنيين فى فلسطين، وتركت الدبلوماسية الأمريكية خلفها أرضاً محروقة، ودماراً ليس له مثيل، وتجاهلت الدول الكبرى المتقدمة أن نظام الفيتو هذا يتناقض مع القواعد الأساسية التى تشترطها النظم الديموقراطية، ناهيك عن أن هذه الدول الخمس لم تُنتَخب لعضوية هذا المجلس بصورة ديموقراطية أصلاً، وهى أيضاً لا تصوت على القرارات بنظام الأغلبية المعروف، وفى العشر سنوات الأخيرة تعالت أصوات مطالبة بتعديل نظام الأمم المتحدة، وتوسيع مجلس الأمن بإضافة دول أخرى مقترحة، مثل اليابان وألمانيا والبرازيل، وأصوات أخرى طالبت بصوتٍ لإفريقيا وأمريكا الجنوبية، ولكنها كلها دعوات للتوسيع دون المساس بمبدأ الفيتو، وأنا أعتقد أن إلغاء نظام التصويت بالفيتو نهائياً والاعتماد على نظام التصويت بالأغلبية سيكون أكثر شفافية، وديمقراطية وتوازنًا، وإلا ما فائدة مجلس الأمن إذا لم يكن قادراً على حفظ الأمن والسلم الدوليين بسبب الفيتو الملعون.. وتحيا مصر.