
الفت سعد
أحلف بسماها.. معاهدة عالمية لإنقاذ الأرض من البلاستيك
يحتفل العالم فى شهر يونيو باليوم العالمى للبيئة، وأقيم هذا العام تحت شعار «معا نتغلب على التلوث البلاستيكى»، وركزت الأمم المتحدة فى خطابها عند إطلاق الاحتفالية على أهمية مواجهة تحديات ظاهرة البلاستيك وآثارها الخطيرة، لأن الجهود التى بذلتها معظم دول العالم لم تؤت بالثمار المرجوة، فما زالت النفايات البلاستيكية تهدد البيئة البحرية والتربة، وتشكل خطرًا على صحة البشر والكائنات الحية.. وضح ذلك فى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش إلى العالم التى أكد خلالها أنه رغم اهتمام الحكومات والمجتمعات بتقديم سياسات وحلول للتخلص من التلوث البلاستيكى والحد من المنتجات البلاستيكية الأحادية، إلا أن ظاهرة تفشى النفايات البلاستيكية تتطلب بذل المزيد من الجهد والعمل بوتيرة أسرع.
منذ سنوات قام الكثير من الدول بتفعيل مبادرات جيدة لتقليل استخدام البلاستيك وإعادة تدويرها.
فى مصر تعاونت وزارة البيئة مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص للحد من استخدام البلاستيك والإعلان عن مختلف المبادرات التى شاركت فيها الجمعيات الأهلية، والأهم وضع استراتيجية وطنية للحد من استخدام البلاستيك.. ما أدى إلى قيام محلات السوبر ماركت الكبرى «الهايبر» بتوفير أكياس قابلة للتحلل واعتماد محلات الملابس والأحذية الشهيرة على الشنط الورقية، كل ذلك جيد لكن مصر ليست فقط الهايبر والمحلات «البراند»، فالأكياس البلاستيكية الرديئة تملأ الأسواق والمطاعم ومحلات الخضروات والفاكهة فى الأحياء الشعبية وأيضًا فى المراكز والأقاليم بالمحافظات.. تلك الأكياس تتحول إلى قنابل موقوتة لامتزاجها بالأطعمة فى صناديق القمامة أو تتعرض للحرق وذلك أخطر لانبعاث غاز الدايوكسين السام.. وبذلك فشلت المؤسسات التنفيذية فى الاستراتيجية الوطنية للبلاستيك فى المناطق المتوسطة والفقيرة اقتصاديًا.
الدليل على ذلك آخر تقرير أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أشار خلاله إلى أن نسبة النمو السنوى للطلب على البلاستيك فى مصر بلغت 7.5 ٪ ما أدى إلى زيادة الاستهلاك السنوى حيث بلغ 5 ملايين طن فى نهاية 2023، بالإضافة إلى ذلك يعمل فى صناعة البلاستيك فى مصر أكثر من 550 ألف عامل، ما يجعلها واحدة من أكبر الصناعات من حيث حجم القوى العاملة فى مصر، فى رأيى أن ذلك يعقد المشكلة أكثر فيما يخص العمالة العاملة فى صناعة المستلزمات البلاستيكية أحادية الاستخدام، هل بإغلاق تلك المصانع سيتم الاستغناء عن آلاف العمال؟ وهل سيسبب ذلك مزيدًا من البطالة؟! تساؤلات كانت ولابد أن توضع فى الاعتبار عند وضع الاستراتيجية الوطنية للبلاستيك.
ما يحدث فى مصر من آثار مدمرة للتلوث البلاستيكى ينطبق على معظم دول العالم، لذلك يتم حاليًا مشاورات جادة لإنشاء معاهدة عالمية للتلوث البلاستيكى.. وتشارك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات وسيكون التلوث البلاستيكى على رأس موضوعات أجندة المؤتمر.. ولعل المعاهدة العالمية التى ستخرج من المؤتمر تضع نهاية لمعاناة كوكب الأرض من البلاستيك.