الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كرموا جوارديولا

كرموا جوارديولا

«ما نشاهده في غزة أمر مؤلم للغاية، نشاهد وفاة الآلاف من الأبرياء والأطفال ومعاناة الآلاف من العائلات، ربما يعتقد البعض أنه ليس من شأننا أن نشاهد قتل أطفال أعمارهم 4 أو 5 أعوام بسبب قنبلة، بينما لا يوجد مستشفى من الأساس لعلاج المصابين.. أقول لهؤلاء فكروا كما تريدون، ولكن أنت القادم.. طفلك سيكون الضحية القادمة»، هكذا تحدث مدرب كرة القدم الكبير بيب جوارديولا خلال حفل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة  مانشستر منذ أيام، مدرب نادى مانشستر سيتى الإنجليزى لم يخف من اللوبي الصهيوني ولا من مؤيدى إسرائيل، ولا من عقوبات قد يوقعها عليه الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم والذى سبق وعاقب لاعبين أظهروا تعاطفهم مع الفلسطينيين، انتهز جوارديولا فرصة تكريمه ليعلن موقفه الإنسانى تجاه ما يحدث في غزة من إبادة جماعية على يد إسرائيل، المدرب الإسبانى الجنسية والذى ينتمى إلى إقليم كاتالونيا وهو الإقليم المؤيد للحق الفلسطيني؛ يحذر كل من يعتقد أن المذبحة والإبادة الجماعية بعيدة عنه لأنه ليس فلسطينيًا ويقول له «أنت القادم وطفلك في خطر وإن بعدت المسافات»، صحيح أنه يقصد بكلماته كل إنسان في أى مكان في العالم ولكننا يمكن أن نهديها لبعض المحسوبين على العرب والعروبة ممن  يساعدون إسرائيل وحلفاءها بالمعونات والأموال أو بالصمت المريب، وأيضا نرسلها لمن يشاهدون قتل الأطفال الفلسطينيين بقلوب من حجر وعيون من بلاستيك، هذا الرجل الشجاع يستحق منا التكريم وتوجيه الشكر له، لدينا مؤسسات رياضية يمكنها أن تتفاعل مع ما قام به وتدعوه إلى بلادنا وتكرمه وتحيي فيه إنسانيته، وإذا كانت هذه المؤسسات ستغمض عينيها وتغلق أذنيها وتكمم أفواهها وتغض الطرف وكأنها لا ترى لا تسمع لا تتكلم، فلدينا مؤسسات حقوقية وخاصة من يهتم منها بالقضية الفلسطينية، ويقيم من أجلها الندوات والمؤتمرات وهؤلاء يمكنهم القيام بهذه المهمة، وأيضا أدعو  النقابات المهنية إلى استضافة الرجل وتكريمه في حفل كبير، خاصة أنها جميعا تحاول أن يكون لها دور في دعم الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، بل أننى أطلب من كل المثقفين المصريين والعرب توجيه خطاب شكر إلى المدرب الرائع على غرار البيانات التى يتم جمع توقيعات عليها وإرسالها إلى المنظمات الدولية المختلفة، وإن تعذر ذلك فليقم كل واحد منا بإرسال خطاب أو كتابة كلمة شكر له على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعى أو على موقع نادى مانشستر سيتى وللعلم أن ملاكه أمراء إمارتيين، وكثير من عشاق كرة القدم ومشجعيها يدخلون إلى مواقع كرة القدم العالمية ويدلون بأصواتهم في مسابقات اختيار أحسن لاعب في العام أو لاعب الشهر، وهؤلاء يمكنهم القيام بهذا الدور بسهولة، من حق الرجل علينا أن يشعر بامتناننا له وتقديرنا لموقفه الشجاع وفرحتنا بإنسانيته، ولعل ذلك يجعل الكثيرين غيره يسيرون على دربه ويعلنون موقفًا رافضًا لما تفعله إسرائيل في غزة، خاصة مع تزايد التعاطف مع الفلسطينيين في كثير من المدن والعواصم الأوروبية، كما أن هناك اتجاهًا الآن في بعض الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية وقد يحدث ذلك خلال المؤتمر المقرر عقده تحت رعاية الأمم المتحدة بدعوة من فرنسا وبريطانيا ودول أخرى بين 17 و20 يونيو الجارى، حيث سبق للرئيس الفرنسى ماكرون القول «إن الاعتراف بفلسطين واجب أخلاقي ومطلب سياسي».



علينا دائما أن نوجه الشكر لكل من يقف بجانب الفلسطينيين سواء دول أو أفراد، وما أتمنى أن يحدث مع جوارديولا أتمنى أيضا أن يحدث مع أصحاب مبادرة السفينة مادلين الذين أبحروا متحدين كل المصاعب، محاولين الوصول إلى غزة، حاملين معهم مساعدات غذائية وطبية رمزية، وبالطبع منعتهم السلطات الإسرائيلية وألقت القبض عليهم ورحلتهم إلى بلادهم، كان على متن السفينة اثنى عشر بطلا أرادوا إيصال رسالة إلى العالم بالصوت والصورة عما تفعله إسرائيل من حصار وتجويع لأهل غزة وأطفالها وقد نجحوا فى ذلك، فقد تتبعت وكالات الأنباء رحلتهم وصورتهم فى عرض البحر وأذاعت أن الاسرائليين احتجزوا السفينة وقبضوا عليهم، كانوا «دستة أبطال» قاموا بمهمة صعبة ،ولكنها  إنسانية وعرضوا أنفسهم لخطر كبير فى مواجهة البطش الإسرائيلى، قد يرى البعض أن رسائل الشكر عمل صغير وغير مجد، وهؤلاء أرد عليهم بما قاله جوارديولا خلال حفل تكريمه «ربما تسأل ما الذى يمكننا فعله ولكنه أشبه بقصة غابة تتعرض للحريق وكل الحيوانات تعيش في رعب ولا يمكنهم إيجاد المساعدة، ولكن طائر صغير يطير وهو يحمل نقاط قليلة من الماء يحاول إطفاء الحريق، ويضحك الثعبان ويسأل ساخرا، لماذا؟، أنت لن تتمكن من إطفاء النار أبدا، ويرد الطائر نعم أعرف، فيقول له الثعبان إذا لماذا تفعلها مرة تلو الأخرى؟، ويجيب الطائر أنا أفعل الجزء الخاص بي، الطائر يعرف أنه لن يوقف النار ولكنه يرفض عدم فعل شيء».

يضيف جوارديولا «في عالم دائما ما يظهر إننا أصغر من أن نصنع الفارق، أتذكر أن القوة لا تتعلق بالمدى ولكن بالاختيار، والقوة هنا أن تختار ألا تصمت عندما يكون الأمر مهمًا».