الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2.. فلوس عمر الشريف حرام !!

كلمة و 1 / 2.. فلوس عمر الشريف حرام !!

  قال لى أحد الزملاء  وابتسامة الانتصار تعلو وجهه: هل استمعت إلى عمر الشريف فى هذا الحوار الذي أجراه قبل نحو15 عامًا، وأضاف قالها عمر بلا مواربة (فلوس الفن حرام)؟ أجبته أشك أن عمر يقصدها، استمعت للحوار الكلمة فى سياقها تؤكد أن عمر يرى أنه لا يستحق الفلوس التي يحصل عليها، مشبهًا نفسه بـ(البلياتشو)، ومن وجهة نظره أن كاتب ومخرج الفيلم يبذلان جهدًا أكبر ويحصلان على أموال لا تُذكر قياسًا بالنجوم، وأن العامل والمهندس والطبيب يبذلون فى عملهم مجهودًا أكبر، ولا مجال هنا للحديث عن الحلال والحرام بالمعنى الدينى المباشر.



كثيرًا ما ننتزع الكلمات من سياقها، حتى نقتنص إجابة نريدها، عمر مثلا فى حوار قبل ذلك ببضع سنوات ربما من ربع قرن قال حرفيًا (عبدالناصر كان عميلاً لأمريكا)، أعلن ذلك فى إطار ندوة له بمهرجان القاهرة السينمائى، أدارها الإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله، ويومها كاد أن يتحول الفندق -المقر الرسمي للمهرجان- إلى قنبلة موقوتة لم يستطع أحد أن يمنع انفجارها، حتى أوضح عمر أن ما يقصده أن عبدالناصر كان يتعامل مع الأمريكان، والفارق شاسع طبعًا بين التعامل والعمالة، أحيانًا تتداخل المعانى، ولا يستطيع عمر اختيار الكلمة الصحيحة، فنجد أنفسنا بصدد معنى كارثى، خاصة أننا فى العادة نفترض سوء النية من غير سبب، فما بالكم عندما نجد السبب!

مثلا كان لعمر الشريف رأى إيجابى ذكره عن الشيخ محمد متولى الشعراوى، رآه  كممثل عتويل ومحترف كان يتابع لغة الجسد عند الشعراوى، ووجد نفسه مشدودًا لطريقته فى التعبير، وقدرته على الوصول إلى الجمهور بأقل جهد وبأبسط الكلمات، ومن الممكن أن يستخدم أيضًا العامية من أجل تحقيق هدفه، قدرة الشعراوى على الإقناع بتعبير الجسد، أبهرت عمر الشريف، ولهذا كان يضبط ساعته وكل مواعيده  فى توقيت لا يتعارض مع البرنامج.

هل يعنى ذلك أن عمر مؤمن بكل أفكار الشعراوى، عمر إنسان مؤمن بالله، ورؤيته التي من الممكن أن تنساب فى ثنايا أحاديثه هى التسامح مع كل الأديان، وعلاقته مع الله يحكمها الحب.

عمر نموذج للإنسان الذي يعلن رأيه بدون أن يضع أى حسابات أخرى، مفترضًا فى السامعين حسن النية، بينما صرنا جميعًا نطل على الأحداث  ونقرأها من خلال تلك الحسابات الأخرى، قطعًا عمر لم ولن يقصد أن فلوس الفن حرام، وبالتالى الفن حرام، ولكنها (تلكيكة)، لمن يجيدون فى هذه الأيام لعبة (التلكيك)!