سوء فهم!!

سناء قابيل
لم يعد مقبولا أبداً أنه كلما حدثت جريمة عنف أو اعتداء على كنيسة أو ماشابه أن نسارع فى أجهزة الإعلام باستدعاء رجال الدين ليقولوا للشعب وللعالم بأسره أن الإسلام دين تسامح وأنه لا يعرف العنف أو الإرهاب أبداً وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أهديت إليه هدية يسأل أهل بيته قبل أن يأكل منها هل أهديتم منها جارنا اليهودى.. إن هذا السلوك الغريب لا نراه إلا مع الدين الإسلامى الحنيف العادل المتسامح الذى يسارع أتباعه بالدفاع عنه كدين كلما قام أحد الأفراد أو الجماعات بارتكاب عمل إجرامى.. هل نخشى أن نقول أن من قام بهذا العمل هو مجرم يستحق العقاب فنقول أنه مسلم والإسلام برىء منه.. إن بهذه الفكرة لانخدم الإسلام أبداً بل أوجدنا ذريعة لأعداء الإسلام لكى يتهموا كل من يقوم بعمل إجرامى أنه إرهاب إسلامى.. هل سمعنا عن آية جريمة تم إرتكابها مهما بلغت بشاعتها مثل إطلاق النار على أطفال المدارس فى أمريكا فى مذابح بشعة هل قيل أن من ارتكب هذه الجريمة مسيحى وأن الديانة المسيحية بريئة منه وأن المسيحية دين تسامح لا تعرف الإرهاب أو العنف. كما لم نسمع أن رجال الفاتيكان قاموا يدافعون عن المسيحية عندما قام مجرم إيطالى باغتصاب الأطفال فى المغرب!
حتى اليهود عندما يقوم أحدهم بإطلاق النار على المصلين فى الحرم الإبراهيمى وغيره ويقتلون المسلمين فى مذابح على مرأى ومسمع من العالم لا يسارعون بقول أن الديانة اليهودية بريئة مما يفعل هذا المتطرف بل يقولون إنه مجرد شخص مجنون.
بالطبع لا توجد آية ديانة سماوية أنزلها الله تدعو الى العنف أو الإرهاب ومن يقوم بمثل هذا العمل من الناس إنما هو مجرم يستحق العقاب ولا صلة لذلك بدينه أو عقيدته.
فهل كففنا عن الإساءة لديننا الإسلامى وتوقفنا عن نفى التهم عنه من جراء مايرتكبه المسلمون من جرائم كالتى يرتكبها المسيحيون واليهود ولكنهم لا ينسبونها إلى دينهم أوعقيدتهم.