الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بامبو وكروشيه وتريكو.. الإبداع على طريقة برايل

بامبو وكروشيه وتريكو.. الإبداع على طريقة برايل
بامبو وكروشيه وتريكو.. الإبداع على طريقة برايل


لم يقفن عند حرمانهن من نور البصر كثيرًا، إذ كان لديهن مهمة شاقة من أجل الإنسانية وهى توصيل رسالة أن من يريد يستطيع مهما كانت المعوقات.
فتيات حُرمن من نعمة الإبصار، لكنهن استطعن أن يقدمن قصصًا ملهمة للجميع عنوانها «لا للمستحيل»، فبأرواحهن استطعن تقديم أعمال تتحدث عنهن فى الصناعات اليدوية.
زينب إبراهيم، 59 عامًا، أقدم الكفيفات بدار النور والأمل، قالت: تعلمت صناعة الأعمال من البامبو منذ 44 عامًا، وجئت للدار وعمرى 6 سنوات، وتربيت هنا، وعملت بالأعمال اليدوية بقسم البامبو منذ عام 1974، ويتم عرض الأعمال اليدوية التى ننفذها فى معارض مختلفة لبيعها.
وأضافت: يبدأ عملنا هنا من الثامنة صباحًا، للساعة الثالثة ويوجد استراحة نصف ساعة من الساعة الثانية عشرة إلى الساعة الثانية عشرة والنصف، ويبدأ التعليم معنا شفويًا أو عمليًا، من خلال مدربات للفتيات، وبعد 6 أشهر من دخول الدار التحقت بقسم السجاد، وتخصصت بقسم البامبو وأقوم بإنتاج «سبت غسيل» منقش البامبو، وتربو للبصل والثوم، وشنطة سيدات وزهريات ورد وترابيزات، ومهمتى لف القش على الحديد أو الخشب.
وتابعت: «التحقت فى مدرسة الدار وتعلمت الصناعة بطريقة «برايل»، وحينما كنت بالصف الثانى الابتدائى التحقت بقسم الموسيقى بالمدرسة، ومنه التحقت بمعهد الموسيقى قسم الكمانجة بالصف الثالث الابتدائى وحتى الصف الخامس، ثم التحقت بآلة نفخ تسمى أبور، والأساتذة الذين كانوا يدرسونها لى يشجعوننى دائمًا، ويقولون: «سيكون لكِ مستقبل كبير»، ورغم تقدمى بالعمر،  فإنني ما زلت حتى الآن بمعهد الموسيقى وأدرب الفتيات سواء كفيفات أو مبصرات على آلة «أبور».
هناء عبدالله، 39 عامًا، جاءت للدار منذ 25 عامًا، وتقول: «أعتبر صناعة البامبو فناً، إبداعًا، واستمتع بما أقوم به من صناعات خاصة بالبامبو، وكل الفتيات هنا يفضلن قسم البامبو عن باقى أقسام الصناعات اليدوية، لأن باقى الأقسام تعتمد على استخدام الألوان كالسجاد والخياطة، ولذلك الشخص المبصر سيحس بمتعة أثناء تصنيع السجاد لأنه يرى الألوان المتعددة التى يصنع منها السجاد، ومتعة الشخص الكفيف يجدها فى الأعمال اليدوية الملموسة».
وعن صعوبة عمل الكفيفات بـ«البامبو»، أوضحت أنه لا بد من رش مياه على القش، لأن خامته صلبة جدًا ورش المياه يجنب تعرض الفتيات العاملات للإصابة، والمياه تعطى للقش مرونة أثناء مراحل الصناعة.
أحمد عبدالله، مدرب الكفيفات على صنع البامبو، يقول: «أعمل على تدريب الكفيفات منذ 25 عامًا، وهن يحتجن تعاملًا خاصًا، فيتم تعليمهن من خلال الإحساس واللمس بدلًا من الإبصار، وتبدأ الفتيات تعلم الصناعة منذ 8 سنوات.. وأكد «عبدالله» أن المعارض التى تعرض منتجات الفتيات تشهد إقبالًا كبيرًا على المنتجات، وأكثر دليل على الأقبال هو استمرار عمل أقسام الأعمال اليدوية، خاصة أن صناعة البامبو نادرة تستورد من شمال آسيا، واستيعاب المكفوفات للصناعة يؤكد تميزهن، فلا يوجد فرق فى تعليم المبصر والكفيف والاستيعاب هو الذى يحدد سرعة استجابة كل منهما، الذى يصل عدد منتجاته لـ300 صنف مختلف، ومتوسط صناعة الفتاة باليوم (سبتان) فأكثر.
وفى قسم السجاد تحدثنا مع هالة سعد، 35 عامًا، والتى تعمل بأعمال صناعة السجاد منذ 10 سنوات، وتأتى هالة كل يوم لتعمل بقسم السجاد بالدار، وتؤكد هالة أنها فكرت فى تطوير نفسها ولذلك كان لا بد من تعلم صناعة السجاد وأصبح لديها دخل خاص بها ولم تكن عبئًا على أهلها، ورغم صعوبة صنع السجاد، فإن ذلك كان حافزًا لى على الاستمرار فيها، وأبدأ بعقدة السجاد ثم التفويتة الأولى فالثانية ثم الدقة والبرواز، ونتيجة أننى كفيفة أتعرف على الألوان من خلال مكان بكر الخيط، بالطبع تعتمد على حاسة اللمس، وتفوقت على المُبصرات فى صناعة السجاد، والآن أتولى تعليم الفتيات الجدد الكفيفات من خلال حاسة اللمس، ونستغرق فى صنع السجادة 3 :5 شهور وقد يكون أكثر من ذلك وفقًا لمقاسها.
آمال أحمد، مدربة لصناعة السجاد بالدار، قالت: «أعمل على تدريب الفتيات، ومنهن من خرجت من هنا للزواج، أصبحن مدخل رزق لأسرهن بل هناك العديد من الفتيات بالدار يصرفن على أسرهن، والفتاة تستمر فى التعليم بقسم السجاد 15 يومًا».
وعن مرحلة تعليم الفتيات صناعة السجاد، أكدت آمال أنها تُعلم الفتاة فى البداية قبل أن تمسك العقدة وتحدد نوع خامة القماش صوفا أم قطنا، ثم تبدأ تتدرب على نول بعد ذلك، ويتم تثبيت أماكن ألوان الخيوط بشكل دائم حتى تدرك الفتاة أن لون الخيط بيدها، وأنواع السجاد الذى يتم تصنيعه بالدار جزاك ووبخاره وتبريزى ورسومات جديدة ورد، وأكدت أن ردود الأفعال على المنتجات جيدة، والخامات تعيش العمر كله ومصنعة يدويًا بدقة عالية.
فريدة إسماعيل، مسئول قسم التريكو بالدار، مدربة كفيفة، قالت إنها فى الدار منذ 29 عامًا، والقائمون على الدار كانوا يخشون من فكرة تعليم التريكو للفتيات الكفيفات، لكن مع أول تجربة استطعنا التفوق فى تعليم التريكو، والدخول بمنتجاتنا فى معارض عديدة.
وعن نوعية المنتجات التى يصنعنها، قالت: «نصنع كل شيء بلوفرات وجواكت وشيلان وبلوزات وبناطيل ومفارش وبيجامات، وصناعة التريكو تكون صعبة فى البداية، لأنها تحتاج حفظ كل مكونات الماكينة، لأنها تعمل من الأمام بإبر والخلف إبر أيضًا، وبها 3 تقسيمات، وكل منتج له تقسيمة معينة وكل جسم يكون مختلفًا عن الآخر، لكن تعليم مهارة التريكو سهلة طالما أن الفرد يحب المهنة».
بسمة النجار المدير التنفيذى لدار النور والأمل قالت: «تم إنشاء قسم السجاد والتريكو والبامبو للكفيفات، والفتاة الكفيفة تعتمد على إحساسها أثناء العمل، ونفكر فى إضافة أنشطة أخرى، والفتيات يحصلن على رواتب شهرية، ومن تعمل بقسم لمدة سنتين يتم التأمين عليها اجتماعيًا وصحيًا.
وأضافت: «الفتيات تقسم مقيمات وغير مقيمات ويوجد بالجمعية سيارات تنقل الفتيات غير المقيمات بالدار ثم إلى منازلهن عند عودتهن، ولدينا 65 فتاة موزعات على الأربعة أقسام الخياطة والتريكو والبامبو والسجاد، ولدىّ أكثر من 60 فتاة من الأقاليم يأتين لتعلم ودراسة الصناعات الموجودة بالدار حتى يفتحن مكانا خاصا بهن فى محافظاتهن، والفتاة التى لا تجد نفسها بأى قسم بالدار يكون ليس لديها نازع لتنمية مهاراتها، وكل يوم نجد كفيفات لديهن قدرة على تحدى الإعاقة، فمنهن من تعلم الكروشيه وصناعة الإكسسوارات وتنظيف الخضار وتغليفه، وصنعنا النجف الذى يأتى بالخيوط والأباجورات، ونحن نهدف لزيادة الأنشطة بالدار وحاليًا ندرس إمكانيات الفتيات لتنفيذ ذلك، ويوجد فتاة تعمل فى كل الأقسام وتستخدم الكمبيوتر والموبايل، وتريد أن تثبت لنفسها أنها أكبر من الإعاقة، وأنا أؤكد أن الفتيات الكفيفات لديهن قدرات قد تفوق المبصرات.
وأوضحت نحن بالدار نقبل فتيات التأهيل من الأعمار من 13 سنة حتى 35 سنة، والفتاة الجديدة بالدار تتعلم من زميلاتها بجانب المدرب الذى يدربها، فالأعمال اليدوية تستغرق وقتًا أكبر ولكنها تكون مميزة.
وتابعت: «يوجد بالدار معرض دائم، وهناك معرضان كل 6 أشهر بناديى الجزيرة والأهلى، وتحضر الفتيات هذه المعارض ليتعرف الزبائن على من صنعت هذه المنتجات».