الخميس 6 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
100 سنة روزاليوسف
لمحة من ملحمة

روزاليوسف 100 عام فى الدفاع عن الحرية

لمحة من ملحمة

عشت وتنفست فى هذا البيت نصف قرن، ربما كنت أكثر كاتب صحفى فى تاريخ روزاليوسف، فى كل عهودها ظل يكتب على صفحاتها خمسة عقود من الزمان.



 

مهما تبدلت الأيام، وتغيرت السياسات، وأغلقت أمامى نوافذ وفتحت أخرى، وربما بمقابل مادى أكبر، أجد قلمى يبحث عنها، سعيد وفخور بانتمائى لها، مدرسة صحفية لا مثيل لها فى الصحافة العربية، مهما تغيرت الأحوال السياسية، وفرضت عليها معادلات خارجة عن إرادتها، ربما تنحنى قليلا أمام تلك العواصف والأنواء، إلا أنها أبدًا لا تحيد عن مبدأها، سوف تلمح رغم كل تلك الضربات، روح روزاليوسف المشاغبة، تُطل عليك هنا أو هناك فى مقال أو كاريكاتير أو تعليق أو خبر.

 

 

مهما تضاءل بين الحين والآخر الهامش المتاح، روزا قادرة على النفاذ، حتى من (خرم إبرة)، ستلمح على البعد ضوء شمس يطل عليك، سرعان ما يفرض حضوره على الجميع.

 

حكاية هذه المجلة وقضيتها هى الحرية، لا يطلب أحد من الصحفى وهو تحت التمرين أن يتبنى مثلا تلك القضية، أو يبتعد عن أخرى، من يحبو على بلاط روزاليوسف يكتشف أن (جيناته) الصحفية، لا تتوافق إلا فقط مع هؤلاء المدافعين عنها دومًا، أقصد طبعًا الحرية، ليس الأمر مرتبطًا بالضرورة -كما يعتقد البعض ـ بكتابة مقال مباشر، تدافع فيه عن الحرية، عندما تتبنى حق الناس فى ارتداء أو الاستماع أو مشاهدة ما يتوافق مع قناعاتهم تلك هى الحرية، يصبح قلمك أحد الأسلحة للدفاع عن حق المبدع فى التعبير تلك أيضًا حرية.

 

قال عميد الأدب العربى طه حسين لا يوجد أدب عظيم وأدب ردىء، ولكن فقط أدب حر وأدب مقيد، أستطيع أن أقرأها أيضًا على هذا النحو، توجد صحافة تردد فقط ما يقوله النظام، وفى كل العهود، لا تملك سوى أداء تلك النغمة، وتوجد صحافة قضيتها فقط هى الدفاع عن الحرية لتصبح هى قضيتها، وهذه كما أراها هى فقط الصحافة، وروزاليوسف على مدى 100 عام، لم تعرف صفحاتها أبدًا سوى الدفاع عن حتمية ارتفاع سقف الحرية فى بلادى.

 

كثيرة هى تلك المعارك التى خاضتها كتيبة روزاليوسف للوصول إلى شاطئ الحرية، لا تدافع روزا عن سلطة ولكن عن حقوق الشعب، ولو اطلت النظر فى كل عناوينها، ستكتشف أن صفحات الفن والثقافة لعبت دورها فى كل المعارك، وكنت شاهد عيان ومُشاركًا طوال النصف الثانى من أعوامها المائة.

 

أول خبر لى تصدر الغلاف، كان يحمل فى عمقه دفاعًا عن حق الناس، فى اختيار أغانيها ومطربيها، ولا مصادرة، وفضحت من خلال ذلك ازدواجية المثقفين والفنانين، نشرت صورة عبدالحليم حافظ وهو يغنى خلف أحمد عدوية (السح الدح امبوه)، ويومها أنكر عبدالحليم الواقعة، ولم يجرؤ أن يؤكدها أحد من شهود العيان، خوفًا من غضب عبدالحليم، مر عام فقط ورحل حليم عن دنيانا، وكل الصامتين بمن فيهم عدوية أكدوا الخبر، وبدأنا نتابع آراء كتّاب كبار بحجم نجيب محفوظ يدافعون عن حق عدوية وإخوته فى الغناء، ويجهرون برفض المصادرة، التى لجأت إليها الدولة بدعوى حماية الذوق، وأمسكت هى فقط هذا (الترمومتر) الزئبقى.

 

 

علاقتى بالكتابة النقدية على صفحات روزاليوسف، كان وراءها أيضًا هاجس الدفاع عن الحرية، فى عام 1983 تحديدًا سبتمبر كنت لا أزال فى السنة الثالثة بمعهد السينما، وأتوق لكتابة رأى نقدى على صفحات المجلة، وقتها كنت أغطى مهرجان الإسكندرية السينمائى، وعرض فى اليوم قبل الأخير من الفعاليات فيلم (سواق الأتوبيس) لعاطف الطيب، وتسربت نتيجة لجنة التحكيم قبل الإعلان الرسمى، بأربع وعشرين ساعة، منحوا فى المهرجان، المخرج يوسف شاهين الجائزة الذهبية عن (حدوتة مصرية) والمخرج كمال الشيخ الفضية (الطاووس) والمخرج هشام أبو النصر البرونزية (قهوة المواردى)، والجوائز ستعلن رسميًا فى مساء اليوم التالى، وفى الصباح أقيمت ندوة، للفيلم، ولم يحضرها أحد من صنّاع الفيلم لا عاطف الطيب المخرج ولا نور الشريف البطل، كنا مجموعة من الشباب، خضنا معركة للدفاع عن الفيلم، أتذكر محمود سعد وسمير شحاتة وتوماس جورجسيان ومحمد رفاعى ومحمد دسوقى، ووصل صوتنا لإدارة المهرجان، وحصل (سواق الأتوبيس) فى اللحظات الأخيرة، على الجائزة (البرونزية)، بعد أن كان مستبعدًا تمامًا، من كل الجوائز، ومع الزمن صار يُشار إليه باعتباره من أفضل الأفلام المصرية طوال تاريخها، وعلى صفحات (روزاليوسف) كتبت مقالا محدودًا فى كلماته عنوانه (أتوبيس الطيب آخر الخط)، وكانت تلك هى بداية السماح لى بكتابة رأى على صفحات المجلة.

 

وفى فيلم (الأفوكاتو) لرأفت الميهى عرض نهاية 1983 دافعت روزاليوسف عن حق الميهى فى التعبير الساخر، رغم أن الفيلم كان يتشابك مع ما يجرى فى السجون، وداخل قاعات المحاكمة، واعتبرنا شخصية المحامى (حسن سبانخ)، تتجاوز الشاشة لتصبح من الشخصيات التى تفضح كل سلبيات المجتمع، نال كاتب ومخرج الفيلم رأفت الميهى فى أول درجة تقاضى حكم سنة بالسجن، وسقط الحكم فى الاستئناف، وكانت أول مرة أقف فيها أمام القاضى، حيث استدعت المحكمة عددًا من النقاد الذين تناولوا الفيلم نقديًا، لسماع أقوالهم.

 

وتكرر الأمر مع فيلم (للحب قصة أخيرة) لرأفت الميهى أيضًا، وكان معه فى قفص الاتهام بطلا الفيلم يحيى الفخرانى ومعالى زايد، والجريمة المعلنة (فعل علنى فاضح وخادش للحياء)، استقطع أحد المتزمتين لقطة ثابتة لمعالى زايد (كادر) واحد بين 24 كادرًا فى الثانية التى يتحرك خلالها الشريط السينمائى، رغم أن هذا قطعًا مستحيل حدوثه عمليًا، ولكن كان هناك من يريد اغتيال الفيلم أخلاقيًا، ووقفت المجلة بكل قوة وقناعة، ضد محاكمة العمل الفنى بزاوية أخلاقية مباشرة، ولاتزال روزاليوسف تلعب نفس الدور وتواجه، كل أعداء الفن، الذين يضعونه فى مواجهة مباشرة مع ميزان الأخلاق، رغم أن الفن، لا يمكن أن يتناقض مع الأخلاق، إلا أننا يجب أن نضعه تحت مجهر (ترمومتر) أخر اسمه الاستاطيقا (علم الجمال).

 

وجرت وقتها مناقشات داخل أجهزة الدولة شارك فيها وزير الثقافة دكتور أحمد هيكل للدفاع عن حرية التعبير، وانحازت روزاليوسف إلى حق التعبير وانتصرنا، وحفظت النيابة بلاغ جريمة ارتكاب فعل فاضح الموجه ضد (للحب قصة أخيرة) وتم تبرئة كل من يحيى الفخرانى ومعالى زايد.

 

 أتذكر أيضًا (القانون 103) الذى اعتصم من أجله فنانو مصر فى نقابة السينمائيين، ولا يعلم كُثر حكاية هذا القانون، إلا من خلال فيلم يوسف شاهين (إسكندرية كمان وكمان)، ورغم أن الفيلم أشار كذبًا إلى أن الفنانين انتصروا فى النهاية، وتم إلغاؤه بالقانون، إلا أن الحقيقة هى أن (103) حتى كتابة هذه السطور لا يزال مطبقًا، أصدرته الدولة عام 1987، وكان يقضى بفتح الباب أمام نقباء المهن الفنية بالبقاء عددًا لا نهائى من الفترات الزمنية، وتدخل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وتواصل مع تحية كاريوكا التى كانت قد بدأت إضرابها عن الطعام وداعبها قائلا (عايزين يقولوا يا تحية إنك كنت مبسوطة وبتاكلى فى عهد فاروق وعبدالناصر والسادات، وفى عهدى موتك من الجوع) وضحكت تحية، وتم فض الاعتصام وسط تصفيق وتهليل بانتصار الفنانين وإجبار الدولة على تغيير القانون، ولا يزال أغلبنا يصدق تلك الكذبة.

 

هناك دائمًا داخل الدولة وفى كل العهود أصوات ترى أن هامش الحرية يجب تقنينه وتحجيمه وتقليم أظافره، يصدرون للمجتمع تلك المقولة إننا إذا فتحنا الباب سنكتشف أننا نقف على بعد خطوات قليلة من الفوضى، روزا دائمًا تناصر الحرية، ووقفت على الجانب الآخر ضد هذا الرأى.

 

 مؤسسة صحفية كبرى طالبت عام 1991 بنزع جواز سفر يوسف شاهين، بمجرد عودته من مهرجان (كان)، بعد أن عرض هناك فيلمه (القاهرة منورة بأهلها) فى قسم (أسبوعى المخرجين) اعتبروه مسيئًا لمصر، دافعت روزاليوسف عن الفيلم ومخرجه الذى اعتبرته مصريًا حتى النخاع، أكثر ممن طالبوا بنزع جواز سفره!!.

 

وهو ما تكرر فى فيلم(ناجى العلى) 1992، وهذه المرة اتسعت الدائرة لتشمل بطل ومنتج الفيلم نور الشريف والمخرج عاطف الطيب والكاتب بشير الديك، كلهم صاروا فى القائمة السوداء، أكثر من ذلك، أضافوا أيضًا للقائمة بوسى، رغم أنها لم تُشارك ولا حتى كضيف شرف فى (ناجى العلى)، فقط لأنها زوجة نور الشريف، كان ينبغى أن تدفع الثمن.

 

اعتبرت نفس المؤسسة أن الشريط يمجد فى فنان الكاريكاتير ناجى العلى وكان له أكثر من كاريكاتير ضد أنور السادات ولا يجوز سياسيًا أن ينتجه فنان مصرى وأن توافق الدولة رسميًا على عرضه.

 

دخلت وزارة الثقافة المصرية طرفًا فى تلك المعركة، وكنا بصدد المهرجان القومى للسينما، والذى تنص لا ئحته، على أحقية كل الأفلام التى تم إنتاجها فى نفس العام، الاشتراك فى التسابق، وهكذا انطبقت الشروط على (ناجى العلى).

 

 

تكونت لأول مرة لجنة تصفية اختارتها وزارة الثقافة بدقة، كان الغرض منها استبعاد الأفلام الضعيفة التى لا ترقى للتسابق فى المهرجان، هذا هو السبب المباشر المعلن، بينما الحقيقة، هى أن الهدف وصم (ناجى العلى)، بالضعف الفنى، وعلى هذا يتم استبعاده، ليس لسبب سياسى ولكن لأسباب فنية، وهو بالفعل ما حدث، ورغم أنى أتذكر أسماء، النقاد الذين تم اختيارهم بدقة، لتحقيق هذا الهدف، إلا أننى أتحفظ على ذكر أسمائهم، وخاصة أن أغلبهم غادروا الحياة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.

 

فى روزاليوسف كان الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة يشغل موقع نائب رئيس التحرير، ومنحه الكاتب الصحفى الراحل محمود التهامى رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، كل صلاحيات رئيس التحرير، وكان يتولى رئاسة قسم الفن، أحد أهم الموهوبين فى الصحافة والإعلام الكاتب الصحفى الصديق العزيز محمد هانى، الذى عاد قبل أشهر قليلة لكى يغرد على صفحاتها، بدعوة من رئيس التحرير الأستاذ أحمد إمبابى بعد انقطاع دام سنوات ليكتب الصفحة الأخيرة، وما أدراكم ما الذى كان ولا يزال تعنيه الصفحة الأخيرة، فى تاريخ المجلة.

 

وقررنا فى المجلة إنشاء لجنة تحكيم موازية للدولة، كان من بين أعضائها، كل من سمير فريد وعلى أبوشادى وكمال رمزى ورءوف توفيق وماجدة موريس وكاتب هذه السطور، أتذكر أننى قلت قبل أن تبدأ اللجنة أعمالها، إذا كانت الدولة قد تعسفت واستبعدت(ناجى العلى) بحجة ضعف مستواه الفنى، فإننا لن نقف على الجانب الآخر لمجرد إحراج الدولة ولكننا فقط سنمنح الفيلم حقه العادل فى التسابق.

 

ورغم أن بعض الأصوات انحازت لناجى العلى إلا أن (الكيت كات) فاز بفارق صوت واحد بجائزة أفضل فيلم، ومحمود عبدالعزيز أفضل ممثل، ومنحنا بالإجماع (ناجى العلى) جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ووصلت الرسالة للجميع أن روزاليوسف فى دفاعها عن حرية التعبير، لا تخلط الأوراق بين الفنى والسياسى.

 

أتذكر أيضًا فيلم (مذكرات مراهقة) 2001 إخراج إيناس الدغيدى، بطولة هند صبرى وأحمد عز.

 

كانت المطربة الكبيرة فايدة كامل فى تلك المرحلة رئيسة اللجنة الثقافية بمجلس الشعب وقررت عرض الفيلم تحت قبة البرلمان، ومصادرته بحجة أنه يسىء لأخلاق المجتمع، بعد أن تقدم كثُر بشكاوى ضد الفيلم بحجة أنه ينال من قيمنا الراسخة.

 

وكتبت يومها مقالا عنوانه (أرفض الفيلم مرة وأرفض المصادرة ألف مرة)، لم تدافع المجلة عن الشريط السينمائى، كعمل فنى، حيث كانت هناك ملاحظات سلبية فنية عديدة، ولكن واجهت بقوة المصادرة، وهو ما حدث بعدها مع فيلم (دنيا) 2005 إخراج اللبنانية جوسلين صعب، بعد عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى، قالوا إنه يهين مصر ويقدم أحياءنا الفقيرة، ويفضح ختان البنات، ودافعت روزاليوسف عن الفيلم، وأسقطت المجلة الشعار إياه (نشر غسيلنا القذر)، والمقصود به تجريم الاقتراب من أى مشكلة يكتوى بها المجتمع، خوفًا من اتهامه بـ (نشر الغسيل).

 

ولم يكن الأمر فقط مجرد انحياز سياسى ولكن هناك رؤية فنية استندنا إليها، وهو ما تكرر مثلا مع فيلم (هى فوضى) 2007، ليوسف شاهين وخالد يوسف.

 

ولعبت روزاليوسف نفس الدور فى مجال الأغنية، وبينما كانت العديد من الأصوات تهاجم ما أطلقوا عليه فى التسعينيات أغان شبابية، ووصفوها بأنها مثل أوراق (الكلينكس) تستخدم مرة واحدة، ثم مصيرها سلة المهملات، دافعت روزاليوسف عن الأغانى الجيدة منها، وطالبت بدراسة متأنية لها وعدم التسرع فى الحكم عليها، وعندما طالب نقيب الموسيقيين السابق المطرب هانى شاكر، قبل ثلاث سنوات مطربى المهرجانات بتغيير أسمائهم، تصدت المجلة لتلك الفكرة التى تخاصم المنطق وتضرب عرض الحائط بحق الإنسان فى اختيار اسمه، حتى لو كان مجرد اسم شهرة.

 

فى قضية أغنية (من غير ليه) آخر ومضات الموسيقار محمد عبدالوهاب، الأخيرة والأثيرة والتى اتهم فيها عدد من الشيوخ، عبدالوهاب بإزدراء الأديان بسبب مطلع الأغنية (جايين الدنيا ما نعرف ليه) تصدت روزاليوسف كالعادة للدفاع عن الحرية.

 

تلك هى مجرد محاولة لاقتناص بعض المواقف، التى لعبت فيها المجلة دور البطولة فى الدفاع عن حق الإنسان المصرى، أن يعيش فى مجتمع يُقدس الحرية، التى هى ليست فقط وقود الصحافة، ولكنها وقود الحياة!!

 

وقبل أن أنهى تلك الكلمة، أقول لكم أن تاريخ روزاليوسف لن تعثر عليه فقط من خلال الأسماء العظيمة الذين تألقوا فى الكتابة على صفحاتها، ولكن أيضًا ستجده أمامك فى عمالها الأوائل، الذين شكلوا ملامحها، منذ أن ترى فى الاستعلامات (عم أبو طالب)، بزيه اللامع المكوى وعلى (سنجة عشرة) الذى يقابلك بابتسامة على المدخل، ويتأكد من اسمك، ولا بأس من أن يطل على الرقم القومى ثم (عم عبدالراضى) فى الدور الخامس المسئول عن البوفيه، والذى كان نحو 50 فى المائة من المحررين، وبينهم كاتب هذه السطور، يكملون آخر أسبوع من الشهر على حساب تلك القروض الميسرة، التى كان يوفرها لنا عم عبدالراضى إلى حين ميسرة، و(عم عوف)، عامل السويتش فى عز أزمة التليفونات الأرضية، كان عوف يستطيع العثور على خط وأكمل بعده المسيرة (عم فليفل)، نسيت أن أذكر لكم زميلنا (محسن) فى الخزنة، الذى كان يصرف لنا رواتبنا، وعدد كبير منها دون المائة، تلك فقط لمحة من ملحمة مجلة عريقة عانقت ولا تزال المجد من كل أطرافه!.