منى عشماوي
الإعدام للمتهمين بالبيدوفيليا.. حكم عدل
حكم سريع قوى أثلج صدور الملايين مانطق به قاضى محكمة الجنايات بالإسكندرية بإحالة أوراق المتهم بالاعتداء على أطفال مدرسة اللغات بالإسكندرية إلى فضيلة المفتى تمهيدًا لإعدامه.
وبالرغم من أنها ليست القضية الأولى التى يحكم فيها بالإعدام على المتهم باغتصاب طفل ،حيث سبقتها قضية عرفت إعلاميا بقضية طفلة البامبرز التى حصل فيها المتهم على الإعدام فى الحكم الأولى والإعدام المؤكد فى النقض.
كذلك تم الحكم بالإعدام على المتهم باغتصاب وسحل وقتل طفلة المنيا فى 2014.
كما تم تأييد الحكم بالإعدام كحكم أولى وتأكيد على الإعدام بالنقض فى قضية اغتصاب رضيعة بالدلتا.
سنجد العديد من القضايا التى أيدت حكم الإعدام على المتهمين باغتصاب الأطفال طيلة سنوات مضت، إلا أن الحكم الذى صدر منذ أيام على المتهم الذى يعمل «جناينى» بالمدرسة الدولية للغات بالإسكندرية يعد هو الحكم الأسرع على الإطلاق فى خطوة فى اعتقادى قد تمهد لتعديل قوانين هتك العرض والتحرش بالأطفال إلى عقوبات اغتصاب وخطف لتشديد العقوبة للإعدام أو المؤبد كحد أدنى دون استثناء على كل من اعتدى جنسيًا على طفل أقل من 12 سنة، حيث تطالب المؤسسات الحقوقية بالمحاكمات السريعة،كما حدث فى قضية المتهم بالمدرسة الدولية بالإسكندرية والذى وصل عدد من اعتدى عليهم جنسيا إلى حوالى 14 طفلًا فى المدرسة!
كذلك تطالب المؤسسات الحقوقية فى مصر بتقليل عدد مراحل التقاضى فى جرائم الاعتداء الجنسى على الأطفال.
بالإضافة إلى مطالبات قوية بأن تتم محاسبة المتهم بالاعتداء الجنسى على الطفل والذى من الممكن أن يكون عمره أقل من 18 سنة بعقوبة تماثل فى شدتها عقوبة البالغ المعتدى جنسيًا على الأطفال مثل قصة الطفل الذى اعتدى جنسيًا على الطفلة آيسل عمرو وقتلها فى حمام السباحة وهو لم يتجاوز عمره 15 سنة!
الحقيقة أن الطفل المعتدى عليه جنسيا لا تنتهى عذاباته بمجرد الحكم على مغتصبه لا سيما أنه يكون مضطرا إلى وصف الحادثة وصفًا دقيقًا بنفس الملابسات والتفاصيل الأمر الذى يستدعى علاجًا نفسيًا منذ بداية رواية القصة أمام جهة التحقيق حتى يأذن الله له بالشفاء، ولكن مجرد أن يعرف الطفل أن مغتصبه قد تم إعدامه سيكون ذلك بمثابة أولى خطوات عودة ثقته بنفسه ومن حوله مرة أخرى.
هذه الفرحة الكبيرة بوصول متهمى الاعتداء الجنسى على الأطفال إلى حبل المشنقة هى دليل صريح على ضرورة السير بخطوات حقيقية تجاه تعديل القوانين الخاصة بهذه الجريمة البشعة التى باتت عبئا ثقيلا يؤرق كاهل الكثير من أولياء الأمور فى مدارس دولية أو مدارس حكومية أو فى أى مكان يسمح باختلاء بالغ بطفل لظروف كثيرة فعند تغليظ عقوبات الجريمة سيكون ذلك بمثابة الرادع لكل مختل يعانى من البيدوفيليا) فى مجتمعنا المسالم لما فى ذلك من أبلغ الأثر على أجيال نريدها متزنة جنسيا ونفسيا وأخلاقيا.
لذا بات من المنطقى بل لعله قمة العدل فى ميزان العدالة تنفيذ آية الحرابة كما وردت فى القرآن الكريم (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم).>







