
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. هل حارب ناصر الموسيقار محمد فوزى؟
فى إطار احتفالنا بثورة 23 يوليو، وعلاقتها بالفنانين خاصة نجوم الطرب، كثيرًا ما نكرر الحكاية الساخنة ونحن سعداء بالمغزى الذى يُعبر عن قناعاتنا أو رغباتنا أو حتى إحباطنا، يقول عشاق محمد فوزى -وأنا بالمناسبة واحد من المتيمين به- إنه كان الفنان الوحيد الذى قال لا لعبدالناصر ورفض الغناء باسمه، فأصابته طعنات ناصر ورجاله، طال التأميم مطلع الستينيات شركته (مصرفون)، بينما لم يقترب أحد من شركة منافسيه (صوت الفن) لمحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.
زمن ثورة 23 يوليو دفع الفنانين أو لنقل العدد الأكبر منهم إلى رؤية ملامح الوطن فى ملامح الزعيم، مراهقة شعورية، الكل غنى لعبدالناصر وتتباين درجات الإيمان بالرجل ومبادئه.
أين فوزى من كل ذلك؟ لا أتصور سوى أنه أراد مثلهم أن يغنى، كان يبحث عن الفكرة، واضعًا فى المعادلة النجاح الذى حققه الثلاثى صلاح جاهين وكمال الطويل وعبدالحليم، كما كانت هناك أيضًا ثنائية بين عبدالوهاب والشاعر حسين السيد، ووجد فوزى أنه من الممكن أن يغنى لعبدالناصر من خلال الأطفال، وهو اللون الذى لا ينافسه فيه أحد، وجاءت أغنية (كان وإن/ إن وكان) التى كتبها حسين السيد، تبدأ بهذا المطلع: (بابا كان له صاحب /ضابط جوه الجيش)، وتنتهى: (عارفين مين كان صاحب بابا) يرد الأطفال (بابا جمال)، ويغنى فوزى: (وحبيبنا وقائد ثورتنا) يرد الأطفال: (بابا جمال) ويغنى فوزى: (واللى رجع لنا وحدتنا) يرد الأطفال: (هو بابا جمال هو بابا جمال هو بابا جمال) والأغنية مسجلة فى حفل نهاية الخمسينيات.
السؤال كان وسيظل: لماذا أمم فقط شركة فوزى؟ ليس لدىّ إجابة قاطعة كيف تم استثناء عبدالوهاب وعبدالحليم، سوى أنهما كانا على علاقة قوية ومؤثرة بناصر وعامر، ورغم ذلك لا أستطيع أن أجزم بأن تلك هى فقط الحقيقة، إلا أن ما أجزم به أن فوزى لم يتم عقابه، لا هو ولا غيره، كان يملك أن يقول أساسًا لا لعبدالناصر، حاول فوزى إعادة تقديم أغنية عبدالوهاب (ناصر كلنا بنحبك)، بصوته لولا أن عبدالوهاب باعتباره صاحب اللحن الأصلى رفض أن يسمح له بذلك، وصادر تسجيل (ناصر كلنا بنحبك) بصوت فوزى، ورغم ذلك سيظلون يرددون أن فوزى قال: لا!