
الفت سعد
أحلف بسماها .. ترامب وإبيستين والموساد
أصبح الإعلام الموجّه الوسيلة الأحدث لإخضاع الشعوب وتغيير سماتها القومية أو الوطنية وأيضًا الشخصية.. من أبرز تلك الأنواع من الإعلام ما يسمى بالمنصات.. (نتيفلكس) هى أهم من يقوم بهذا الدور من خلال عرض أفلام ومسلسلات تروج للعنف والجنس والمِثلية.. لكن أهم ما تعرضه تلك المنصة ما يسمى بالسلاسل الوثائقية والتسجيلية وتحوى حقائق مهمة عن فترات أو شخصيات معروفة.. من ضمن تلك السلاسل التى شاهدتها منذ عام أكبر جريمة للاتجار الجنسى قام بها الملياردير المعروف جيفرى إبيستين فى التسعينيات وبداية الالفينات، وكان يستدرج الفتيات الصغيرات دون سن السادسة عشرة ويجبرهن على ممارسة البغاء، وذلك بمساعدة صديقته جيلين ماكسويل المشهورة بصداقاتها القوية لرجال السلطة والمال، وكانت تعمل على جذب مزيد من الفتيات بإغراء المال.. ما فجّر القضية وقتها شكاوى الفتيات للجهات الشرطية التى تراخت فى البداية لكن مع دأب المحامين لسنوات تكشفت أكبر فضيحة للاتجار فى البشر، ليس فقط لتعدد الفتيات القُصّر اللاتى وصلت لمائتين ولكن لأن القضية شملت أشهر شخصيات العالم من أمراء إلى رؤساء إلى رجال أعمال.. منهم الأمير الإنجليزى أندرو وبيل كلينتون وبيل جيتس ودونالد ترامب الذى تثار حوله حملة إعلامية كبرى الآن..ما أثار الدهشة والاستغراب فى الماضى حتى الآن كيف لمدرس رياضيات (إبيستين) لم يكمل تعليمه أن يتحول إلى ملياردير يدير شركات له ولغيره ويساهم فى صفقات، ويمتلك فى سنوات قليلة جزرًا وقصورًا وطائرات ويخوتًا.. وتتحول تلك الأماكن إلى بؤر للفجور واغتصاب الفتيات القاصرات.. والأخطر هو مشاركة الشخصيات المشهورة فى ممارسة الفاحشة كعطايا يقدمها إبيستين..رغم أن القضية أغلقت بانتحار جيفرى إبيستين عام 2019 فى سجن نيويورك؛ إلا أن الغموض اكتنف وفاته بعد اكتشاف إلغاء ثلاث دقائق من شريط الكاميرات المصورة للزنزانة، وأن هناك محاولات لطمس القضية وإبعادها عن الأذهان بعد أن ثبت أن إبيستين وصديقته ماكسويل كانا يسجلان الجلسات واللقاءات الحميمية لمشاهير السلطة والمال مع الفتيات الصغيرات بهدف الابتزاز والتحكم.
الجديد ما فجّره الإعلامى الأمريكى الشهير تاكر كارلسون عن علاقة ترامب بجيفرى إبيستين مؤكدًا أن الأخير كان عميلًا للموساد الإسرائيلى وأنه يجب فتح ملف القضية مرة أخرى وكشف عملاء إبيستين التى أخفتها وزارة العدل الأمريكية عقب انتحاره.
بعد تصريحات كارلسون أثارت الصحف والمجلات القضية مرة أخرى وركزت صحيفة وول ستريت جورنال على علاقة الرئيس ترامب بإبيستين من خلال الرسائل والصور الجنسية المتبادلة بينهما، مما دعا ترامب إلى إقامة دعوى سب وقذف ضد الصحيفة مطالبًا بعشرة مليارات دولار.. وفى الوقت ذاته؛ تفجّرت صدامات داخل الإدارة الأمريكية وخلافات حادة بين نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى والنائب العام حول قائمة عملاء المتهم بالاتجار الجنسى وطريقة التعامل مع ملف القضية.
ما يهم هنا أن الكيان الصهيونى لا يتورع عن التحكم والسيطرة على العالم بما فيه الدول والشخصيات التى تمنحه كل المساعدة مستخدمًا الأساليب غير المشروعة لنيل كل ما يحتاجه وإلا انقلب عليهم.. لذلك ليس بغريب خضوع رؤساء الغرب للكيان الإرهابى.. وليس بغريب أن يُدفن إبيستين فى مقبرة نجمة داود رغم أنه مسيحى!