الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
طفل فلسطينى يموت كل  ساعة..  والعالم يتفرج

طفل فلسطينى يموت كل ساعة.. والعالم يتفرج

«ما يحدث فى غزة يفوق الوصف هناك طفل يموت كل ساعة، آلاف الأطفال قُتلوا منذ بدء الحرب،  والكلمات لا تسعفنا لتصوير حجم الكارثة الإنسانية هناك»، هذا ما قاله ريكاردو بيريس، المتحدث باسم منظمة اليونيسيف، خلال تصريحاته منذ أيام فى قناة القاهرة الإخبارية، وهى كلمات تكشف عن جريمة يشارك فيها العالم كله، إما بالقتل المباشر والمتعمد الذى تمارسه إسرائيل برعاية ومباركة أمريكية وموافقة غير مشروطة، وإما بالصمت التام من بعض الدول، أو بالاستكانة والاستسلام والاكتفاء بالإدانة والشجب من دول أخرى ومن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، الشجب والتنديد وحده لا يكفى لوقف المذبحة، والكلام لا يُغنى عن الفعل الإيجابى، ووقوف العالم مكتوف الأيدى إزاء ما يحدث فى غزة من إبادة جماعية  خاصة لأطفالها بمثابة إعلان وفاة للإنسانية، والعجز عن اتخاذ موقف إيجابى يؤكد أن العالم تحكمه البلطجة، وأن القوة أكبر من الحق، والباطل أقوى من العدل، الكل مشارك فى جريمة قتل أطفال غزة ولا أعفى من حكومات العالم أحدا، إلا عدد محدود اتخذ إجراءات فعلية وعلى رأسها جنوب إفريقيا  التى تقدمت بدعاوى ضد نتنياهو وعدد من قادة المجرمين الصهاينة فى المحكمة الجنائية الدولية وساندتها فى الدعوى البرازيل وعدد من دول أمريكا الجنوبية، ورغم صدور قرار من المحكمة بتوقيف نتنياهو والتحقيق معه فإن الدول الغربية لم تتخذ خطوات فعلية لتنفيذ القرار، لقد قرأ العالم كله تقارير منظمة اليونيسيف وتداولت وسائل الإعلام العالمية تصريحات المتحدث باسم المنظمة التى أدلى بها منذ أيام، وكشف فيها ما يعانيه أطفال غزة، وباختصار هم أطفال تحت الحصار وكل طفل منهم هو مشروع شهيد إما بالموت بالرصاص أو تحت أنقاض  المنازل التى يتم قصفها يوميا  أو جوعا، لم يتألم العالم وهو يرى ويسمع أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا من الجوع وبسبب سوء التغذية وصل إلى 72 طفلاً حتى الآن، وآخرهم طفلة لم تتجاوز الرابعة من عمرها، وذلك من بين 900 فلسطينى كانوا شهداء الجوع، والعدد قابل للزيادة كل يوم، فهناك 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية وهناك مليون طفل فلسطينى تحت الحصار فى غزة معرضون للموت إما قتلا وإما جوعا فى أى وقت حسب إحصاء منظمة الأونروا، هل يتخيل أحد أن طفلا يظل يعانى لأيام من الجوع والعطش حتى يفقد حياته؟ وأن هناك أطفالا كثيرين يتمنون الموت سريعا بدلا من عذاب الانتظار البطىء، ووسط كل هذه المأساة ما زالت إسرائيل تضغط على العالم لكى لا يتم إعلان المجاعة فى غزة حتى لا يترتب على ذلك مساءلة قادتها، والسؤال: ماذا تنتظر حكومات العالم، خاصة الدول التى تصف نفسها بأنها راعية للإنسانية، حتى تتخذ موقفا قويا لوقف العدوان الغاشم على غزة؟



لقد قصفت إسرائيل البيوت والمنازل وصبت عليها الجحيم فلم يتحرك أحد إلا بالإدانة، هدمت المساجد فلم يفعل العالم والدول الإسلامية شيئا سوى الشجب، دمرت الكنائس فلم يتحرك العالم المسيحى والدول ذات الأغلبية المسيحية إلا بالكلام والتنديد والبيانات، إننى أؤكد هنا على إدانة الحكومات لأنها الأكثر فاعلية وقدرة على التحرك واتخاذ خطوات فعلية، أما الشعوب فمعظمها لها مواقف مشرفة وجديرة بالاحترام، ويكفى ما يفعله شباب الجامعات فى أمريكا والعالم الغربى، فمنذ أيام رفع طلاب قسم علوم الأرض بجامعة أدنبرة بأسكتلندا علم فلسطين خلال حفل تخرجهم ورددوا هتافات تطالب بوقف الحرب على غزة، وهو مشهد تكرر خلال العام الماضى فى كثير من الجامعات، التى بدأتها جامعة كولومبيا بأمريكا حيث تضامن طلابها مع غزة رافضين العدوان الإسرائيلى عليها، ورغم الإجراءات  القاسية التى اتخذها ضدهم  الرئيسان الأمريكيان الحالى ترامب والسابق بايدن فإنهم استمروا فى إعلان تضامنهم ورفضهم الحرب، وتبعهم فى ذلك العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية، مثل أمستردام فى هولندا وجنت فى بلجيكا وبولونيا فى إيطاليا وفيينا فى النمسا وكوبنهاجن فى الدنمارك، بجانب جامعات فى فرنسا وإسبانيا وإنجلترا والعديد من دول العالم غربا وشرقا، كما أن كثيرًا من مدن العالم المختلفة شهدت مظاهرات ومسيرات تضامن، وظهرت الأعلام الفلسطينية فى بعض الفعاليات والمهرجانات الفنية والمباريات الرياضية، الشعوب تعرف الإنسانية، والحكومات والمنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة تذبحها بدم بارد، طفل فلسطينى يموت كل ساعة هذا هو الخبر، والعالم يتفرج هذا هو الواقع، والجميع سيدفع الثمن إن آجلا أو عاجلا هذا هو المؤكد.