المتحدث باسم الأونروا لـروز اليوسف:
الاحتلال يحاصر غزة بالجوع والمـــــوت والمرض

شوقى عصام
لم يعد هناك ما يصف ممارسات دولة الاحتلال التى تفوقت على نفسها فى جرائم الإبادة الجماعية، ليس فقط من خلال قصف الأبرياء فى قطاع غزة، لكن باستخدام سلاح «تجويع» الأطفال.
المتحدث باسم وكالة الأونروا، عدنان أبوحسنة، أكد فى حوار لـ«روز اليوسف»، أن غزة أصبحت وصمة عار على جبين المجتمع الدولى الذى يقف متفرجًا، ويرتدى ثوب التواطؤ، فى وقت يحاصر الفلسطينيين مثلث الموت، إما قتلًا أو جوعًا أو مرضًا، وصلت الأمور إلى نهاياتها فى قطاع غزة، ووصل العمل الإغاثى إلى نقطة الانهيار الكبير.
وأوضح «أبوحسنة» أن المناعة الذاتية الفردية انهارت لأهل القطاع بسبب سوء التغذية، فى ظل عدم وجود نقطة مياه نظيفة فى غزة، وهناك حالة عجز حقيقى للمجتمع الدولى أمام إصرار إسرائيل على عدم دخول كيس طحين أو رغيف خبز إلى القطاع.
وشدد «أبوحسنة» على أن الدور المصرى كان ولا يزال مهمًا جدًا فى دعم الشعب الفلسطينى وأيضا الأونروا، وأن مصر شكلت دعمًا سياسيًا آمنًا للغاية للأونروا، مساندًا بقوة لعملياتها، والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى يؤكد علنا أهمية دورها ويدعمها دائمًا. وأوضح «أبوحسنة» أن الهجمة ضد الأونروا لا مثيل لها، وتستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
كيف ترى موقف العالم من جرائم إسرائيل فى غزة وسقوط أبناء القطاع شهداء الجوع؟
- بلا شك أن ما يجرى فى قطاع غزة غير مسبوق، الآن الفلسطينيون يحاصرهم مثلث الموت، إما الموت قتلا أو جوعا أو مرضا، الأمور وصلت إلى نهاياتها فى قطاع غزة، لا يوجد أى شيء يمكن أن يقدم لـ2.3 مليون شخص، المواد الغذائية نفدت، حتى الأطقم الطبية وموظفو الأونروا والعاملون فى المنظمات الإغاثية جوعى أساسًا، ولا يملكون ما يقدمونه على الإطلاق، الأمراض تفتك بالسكان، وهناك مئات الآلاف من المرضى، المناعة الذاتية الفردية انهارت بسبب سوء التغذية والمياه الملوثة، مياه القطاع أصبحت ملوثة، والأوضاع وصلت إلى نقطة الانهيار الكبير لكل منظومة العمل الإغاثى فى غزة، ما يحدث يحتاج إلى تدخل حاسم كبير من المجتمع الدولى لوقف هذا العار الكبير، وصمة فى جبين المجتمع الدولى الذى يقف متفرجًا، الصمت الآن على ما يجرى فى غزة يعنى بكل وضوح أن المجتمع الدولى متهم بالتواطؤ، لأن ما يجرى الآن هو تدمير لكل قيم الإنسانية، واتفاقية جنيف الرابعة، ولكل النظام متعدد الأطراف، هذا النظام الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية.
هل تحولت الإبادة على يد نتنياهو من قتل بالرصاص إلى القتل بالتجويع؟
- إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح الآن فى قطاع غزة، ولا مبرر على الإطلاق لما يحدث، وكل الادعاءات كاذبة، الأمور واضحة وفى صورة دراماتيكية غير مسبوقة.
هل ترى أن هناك مخططًا للتجويع، وهل هو شكل جديد من أشكال الجرائم العسكرية؟
- الأوضاع خطيرة وغير مسبوقة، والسكوت يشكل وصمة عار فى جبين العالم، لا يمكن ترك الفلسطينيين فى غزة للاستفراد بهم والفتك بهم على يد نتنياهو، الناس تتساقط فى الشوارع من شدة الإعياء والجوع والأمراض، عوضا عن القتل اليومى بالرصاص الذى تتصاعد وتيرته، المطلوب الآن هو تدخل عاجل لوقف هذه المأساة، هذا العار، لا يمكن الانتظار أكثر من ذلك.
كيف ترى الدور المصرى الداعم للأونروا وإدخال المساعدات فى مواجهة مخططات إسرائيل؟
- الدور المصرى كان ولا يزال مهمًا جدًا فى دعم الشعب الفلسطينى وأيضا الأونروا، مصر شكلت دعمًا سياسيًا آمنًا للغاية للأونروا، ومساندًا بقوة لعملياتها، والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى يؤكد علنًا على أهمية دور الأونروا، مصر هى شريك للأونروا وداعم أساسى لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهذا الدور المصرى الكبير هو دور دائمًا متصاعد ومتلازم باستمرار مع احتياجات اللاجئين، وأيضا فى الدفاع عن الأونروا والقضية الفلسطينية.
هل استنفدت جميع المحاولات الدولية لمنع جريمة التجويع الإسرائيلية؟
- من الواضح أن هناك حالة عجز حقيقى من المجتمع الدولى أمام إصرار إسرائيل على عدم دخول كيس طحين أو رغيف خبز إلى قطاع غزة، هذا العجز دليل على فشل المنظومة الدولية تمامًا فى التخفيف من معاناة الفلسطينيين أو وقف الحصار أو إنهاء الحرب، واستمرار هذا العجز يعنى تواطؤ، لا يمكن أن يكون هناك مكيالان، لا نريد أحدًا أن يتهم المجتمع الدولى بالتواطؤ لكن الصمت يعنى ذلك عمليًا، كيف يمكن أن لا تستطيع 25 دوشلة منها بريطانيا ودول حليفة لإسرائيل إدخال شاحنة واحدة من الاتفاق بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، الأوضاع تتدهور وخطيرة وغير مسبوقة.
ما رسالة الأونروا إلى العالم لوقف تدهور وضعها المالى؟
- الهجمة ضد الأونروا لا مثيل لها، وتستهدف تصفيتها وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتصفية معايير الحل السياسى المنتظر، هذا بوضوح تحدث به مسئولون إسرائيليون، الهدف أيضا هو قطع صلة الفلسطينيين بالقيم الإنسانية وقيم التحضر، الأونروا هى حلقة الوصل بين قيم الحضارة والإنسانية، القيم التى كنا دائما وما زلنا نربط الفلسطينيين بأنهم جزء من هذا العالم، والإيمان بالتعايش والسلام وبحقوق الإنسان والديمقراطية.
الأونروا تعلم الطلاب أنهم جزء من هذا العالم، تعلمهم الديمقراطية، والفنون والأدب الإنساني، والمسرح والرسم والرياضة، تعلمهم أنهم جزء من هذا العالم، يريدون قطع هذا الجسر الذى علم ملايين الفلسطينيين يريدون ربط الفلسطنيين بالتوحش، يريدون أن ينظر العالم إلى الفلسطينيين على أنهم ليسوا جزءًا من منظومة العالم الإنسانية.