السبت 18 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدكتور رأفت

الدكتور رأفت أستاذ للحشرات فى كلية العلوم وهو أرمل وأب لثلاث بنات: فوزية وسوسو ونادية. يعيش واهبًا حياته لهن منذ وفاة والدتهن، وبعد كده بيقابل حب حياته «عصمت» اللى صبرت واستحملت معاه رحلة طويلة لحد ما بناته تكبر وتتجوز فيقدر هو يلحق بما تبقى من قطار العمر ويتزوجها.



المسرحية اتعرضت سنة 1980 يعنى من حوالى 44 سنة ومع ذلك مبنزهقش من إننا نشوفها ونتذكر دوماً الأب الدكتور رأفت وأحداث المسرحية مع بناته.

خلاصة القصة أن سوسو بنته بتعرف إنه ناوى يتجوز عصمت لما بتسمعه بيكلمها فى التيلفون وهنا تتغير الأحوال ويدخل الأب وبناته فى مفارقات عديدة.

البنات التلاتة غير بعض تماماً: 

فوزية، وهى أكبرهم سناً، شخصية هلهلية ومهرجلة جداً وبتتجوز حنفى اللى يظهر لنا شخصيته كراجل عصامى بيشتغل كتير وفى نفس الوقت منفصل عن الحياة فميعرفش مثلاً مين عُمر الشريف.

أما نادية فهى الوسطى ودى سترونج إندپندنت من يومها وبتحب كريم الراجل المتجوز العملاق فى الحجم صاحب واحدة من أشهر إيفيهات المسرحية: الحاج عبدالموجود موجود.

نيجى لسوسو ودى الصغيرة دلوعة أبوها وبتحب الرقص وهى وصديقها محسن بيكونوا دويتو راقص جميل.. طول المسرحية ينادوا على بعض: سوسو يا ويكا فترد عليه بمحسن يا ويكا.. الدكتور رأفت بيحاول يقنع سوسو بأنها تسيبها من الرقص ومن محسن ده وتتجوز من تلميذه سامح عبدالشكور المعيد فى قسم الحشرات.

بين اللى عايزه الدكتور رأفت فى حياته وبين بناته ومشاكلهم تدور القصة كلها لنجد الأب يتعامل فى حياة بناته كأنه الأب والأم.

الدكتور رأفت يمر بصراع كبير بين أبوته للبنات وبين حبه لعصمت فبنشوفه متأرجح بين التصرف الصح وبين التصرف اللى بيعمله وفى حيرته دى حيرنا معاه وصعب علينا وتعاطفنا جداً معاه فى الأختيار الصعب اللى بيمر بيه.

نرى فى الدكتور رأفت نموذجا مشابها للأب الشرقى اللى تمتزج شخصيته بين الصرامة والرقة والحنان مع بناته، قدم الدكتور رأفت فى المسرحية نموذجا لأبو البنات اللى عايش معاهم يوم بيوم ومعاصر مشاكلهن فتتشابك حياته فى دوامة حياة بناته.

الدكتور رأفت برغم حبه الجمّ لبناته لكنه كأى إنسان ممكن يغلط...وده ظهر فى تعامله مع منظومة الجواز بتاع بناته فنجده يحاول بشتى الطرق أن يتزوجوا بناء على رؤيته هو مش رغبة كل بنت فى شريك حياتها، وإن كان فى آخر المسرحية بتظهر العبرة لما بيقول:

«يروحوا يشوفوا حياتهم ومستقبلهم، فى حاجات كتير فى كلامهم صح وفى حاجات كتير فى كلامى صح، بس لازم نتقابل، لازم نتقابل عشان الحياة تمشي، فى رأيى إننا لازم نسك على بناتنا، بس نديهم المفتاح». انتصر الأب فى القصة وكانت بناته هن أولويته، جئن قبل نفسه ولا عزاء للجميلة «عصمت».