الأحد 14 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2.. البنفسج بين صالح عبدالحى وبليغ حمدى!

كلمة و 1 / 2.. البنفسج بين صالح عبدالحى وبليغ حمدى!

أغلبكم لا تتذكرون المطرب القديم صالح عبدالحى، لم تحتفظ له المكتبة التليفزيونية سوى بتسجيل يتيم بعد أن حملوه على كرسى متحرك حتى يصل للاستوديو وغنّى: (ليه يا بنفسج/ بتبهج / وانت زهر حزين)، كلمات بيرم التونسى، تتناول التناقض بين الشكل والمضمون، الحزن الظاهرى والبهجة المستترة. الزمن كان قاسيًا على صالح، حتى إن الشاعر الكبير كامل الشناوى زاره قبل رحيله بأسابيع قليلة وكتب (صالح عبدالحى يتمنى الحياة، ولكن جسده لا يستجيب، وصار الآن يتمنى الموت  والقدر أيضًا لا يستجيب).



صالح عبدالحى كان أحد أساطين الغناء قبل محمد عبدالوهاب، إلا أنه لم يطور أدواته، لم يستطع التعامل مع الجديد، وعندما سألوه منتصف الخمسينيات عن المطربين الجدد، وكان من بينهم عبدالحليم حافظ ونجاة وشادية وفايزة أحمد؟ أجابهم إنهم لا يستطيعون بتلك الأصوات سوى منافسة الصراصير.

القدرة على هضم المستجدات، هو فقط ما يمنح الإنسان سنوات قادمة، يتعايش فيها مع الواقع، رفض كل ما هو مغاير للنمط الذى ألفناه وتعودنا عليه بداية طريق الانزواء والسقوط.

استمعت بالصدفة إلى حوار للملحن الكبير بليغ حمدى، مطلع التسعينيات، قبل رحيله بعامين أو ثلاثة، سألته المذيعة عن الأصوات الجديدة ؟ راهن على عمرو دياب وأنغام.

هكذا قرأ جيدًا المستقبل الذى نعيشه الآن، وأضاف أنه ضد الهجوم الضارى على كل ما يخالف أذواقنا، كان وقتها الإعلام يكرر باستهجان تعبير (الأغنية الشبابية)،  الأغلبية من الموسيقيين يعتبرونها المعادل الموضوعى لمانديل (الكلينكس) ينتهى بها الحال لصناديق القمامة.

حكى «بليغ» عن علاقته باللون (البنفسجى)، قائلا أنه أثناء تجوله فى شوارع باريس رأى أن كل المحلات تعرض هذا اللون زيًا للرجال، جاكيت وتى شيرت وبنطلون وشراب وغيرها، أول رد فعل هو قطعًا الرفض، وعندما عاد للمنزل أعاد التفكير، ووجد أن هناك تغييرًا فى الشارع، فقرر شراء  كل ما هو بنفسجى، وارتداه، إلا أنه لم يجرؤ على مغادرة باب الشقة، بعد يوم أو اثنين ارتدى بنفسجى، وواجه الناس فى الشارع.

سر بقاء أم كلثوم حتى الآن أنها تعاملت غنائيًا مع البنفسجى، عندما غيرت موجتها الغنائية فى مطلع الستينيات مع موسيقى بليغ حمدى وكلمات عبدالوهاب محمد وهما دون الثلاثين، ورددت (حب إيه اللى أنت جاى تقول عليه) لتقف على الجانب الآخر من (عزة جمالك فين / من غير ذليل يهواك) للسنباطى وأحمد رامى.

صالح عبدالحى غنّى للبنفسج، ولكنه لم يواكب زمن البنفسج، قتله الزمن، بينما بليغ حمدى عرف كيف يحيل الزمن إلى إكسير حياة، ولا تزال ألحانه تحقق أعلى معدلات الانتشار لأنها ترتدى البنفسج!