الجنس وصل أفلام كارتون الأطفال! «بات مان» متهم بالاغتصاب.. والأميرة «ياسمين» تتعرى لإرضاء «علاء الدين»!

سمر فتحي
فصل جديد من التحرش، لكن هذه المرة عن طريق أفلام الأطفال التى أصبحت تتضمن مشاهد الحب والرومانسية وتجاوزت الخطوط الحمراء بلقطات أخرى للعرى وتبادل القبلات التى تخدش حياء الأطفال وتنتهك بالتالى براءتهم.
الكارثة لمن يهمة الأمر هو تداول أفلام كارتون فى مواقع التواصل الاجتماعى وبالأخص الموقع الشهير «اليوتيوب» مما يؤكد خطورة الظاهرة التى من الممكن أن تتسلل إلى الأطفال وتدفعهم من باب الفضول وحب الاستطلاع المرتبطين بهذه الأعمال إلى الانفلات الأخلاقى فى سن مبكرة جداً .
المؤسف أن اللقطات الممنوعة على الأطفال حشروها فى الأفلام الشهيرة والتى نشأ عليها أجيال لشخصيات كرتونية ترسخت بأذهانهم مثل «مازنجر»، «توم وجيرى»، علاء الدين والمصباح السحرى»، «الجميلة والوحش»، «باتمان»، «سنو وايت»، «طرازان»، «كابتن ماجد»، «عائلة سيمبسون» وأخيراً يقترب نفس الاستغلال من مسلسل «بوجى وطمطم» هذا التشويه البشع.. الكارثة الأكبر أن هذه النوعية من الأعمال تعرض فى بعض القنوات الشهيرة والتى تحظى بنسبة مشاهدة عالية وتدخل كل البيوت.
قائمة الأعمال المستهدفة فى مقدمتها مسلسل «مازنجر» وهو مسلسل يابانى للمؤلف «جو ناجاى»، وأنتج سنة 1972 ولانتشاره ونجاحه فى المنطقة العربية ترجم إلى اللغة العربية فى الثمانينيات وكان يحس الطفل على البسالة والشجاعة، خاصة تتر المسلسل له تأثير على الأطفال فى ذلك الوقت ويقول «مازنجر مازنجر.. المارد الشجاع، قواه الجبارة.. تحارب الأعداء، يقاتل يحارب.. فى البر أو فى الماء، يضرب يحطم.. يطلق الصاروخ، لقد حان الوقت.. قد بدأ النهار تهيأ تحضر.. لإطلاق النار» لكن الجديد هو نشر فيديو لنفس المسلسل يحمل عنوان «المشهد الساخن فى مازنجر +18» وحصل على نسبة مشاهدة تخطت حاجز المليون و689 ألفاً والنسبة فى تصاعد ولا نعرف إذا كانت تخص الأطفال أم للكبار معا؟!
يتضمن الفيديو لقطات خادشة للحياء ويظهر فيها «مازنجر» مع حبيبته فى كوخ صغير ويبدو عليهما التعب فيبدأ هو بخلع ملابسه لتندهش حبيبته وتخجل من رؤيته عارياً لتطلب هى منه أن ينظر إلى الخلف حتى تقوم هى الأخرى بتغيير ملابسها ليلتف «مازنجر» ويراها شبه عارية مرتدية فقط ملابسها الداخلية فى إشارة واضحة لبدء مشهد حميمى.
المؤكد أن «جوزيف باربيرا» مبتكر شخصيتى الرسوم المتحركة الشهيرتين «توم وجيرى» لم يكن يتوقع وهو ثانى الأعمال التى بين أيدينا أن يتم تغير نمط هاتين الشخصيتين والتين تتركز جميع الحلقات حول القط «توم» الذى يحاول كل مرة مطاردة الفأر «جيرى» ويكمن سبب مطاردة «توم لجيرى» لمحاولة الأخير إفساد منزل سيدة القط «توم» وأكل طعامها لكن المطروح حاليا على موقع «اليوتيوب» نرى فيه الفأر «جيرى» وهو يحضر لعروسه ليأتى مشهد ضمن أحداث الفيلم عن ليله الدخلة، ولا نعرف هنا ما جدوى تقديم هذه الليلة وتفاصيلها وتصديرها للأطفال وما جدوى عرضها؟.
سلسلة أفلام «علاء الدين والمصباح السحرى» والتى تعتبر من تراث كتاب «ألف ليلة وليلة» لم تنج من هذا التشويش والتشويه والتى تعتمد على الخيال وأحلام اليقظة وتحقق أحلام الثراء للبسطاء التى تتيح لشاب فقير أن الجنى الذى يخرج من المصباح بتنفيذ أوامره.
لكن أمنية «علاء الدين» بالزواج من الأميرة «ياسمين» بمفهوم تكوين الأسرة والرباط المقدس بينهما، وصل إلى ظهور مشهد يجمع فيه كلا من «علاء الدين» والأميرة «ياسمين» وهما يتبادلان القبلات حتى يصل بهما الأمر إلى إقامة علاقة تقوم بعدها «ياسمين» بالنظر إلى «علاء» قائلة: كيف حدث ذلك يا علاء؟ أشعر بالخجل من نفسى.. ليرد «علاء» لا تقلقى يا ياسمين فلن أتخلى عنك مطلقاً!.
«الرجل الوطواط» أو شخصية «باتمان» التى تركت بصمة للرجل الشجاع والمحارب والمنقذ أيضاً لأعمال الشر الذى يمارسها الرجل البطريق وهو من ضمن أعداء «باتمان»، لكن المطروح الآن لـ«باتمان» على مواقع التواصل الاجتماعى «اليوتيوب» وحاز على نسبة مشاهدة عالية وصلت إلى 2 مليون و986 ألفاً يظهر فيه وهو يتجه نحو منزل «الرجل البطريق» لمقابلته وحين يجلس فى منزله يقدم له «رجل البطريق'' مشروبا به مخدر يذهب العقل ويجعله يتصرف تصرفات تقلل حب الناس له مما يسقط شعبيته وبعد أن قام «باتمان» بشراب هذا المشروب بدأ يسير فى الشارع وهو ينطق ببعض الألفاظ الخادشة للحياء حتى وصل به الأمر إلى التعدى على فتاة واغتصابها.
«طرزان» أيضا هو شخصية خيالية ظهرت لأول مرة فى أكتوبر 1912 فى رواية طرزان القردة للمؤلف الأمريكى «إدغار رايس بوروس» والتى حققت فى حينها نجاحا واسعا.
وتكشف الأحداث عن طفل رضيع يموت والداه بعد غرق سفينتهم يقوم قرد ضخم الحجم برعايته ويتم إطلاق اسم «طرزان» عليه والذى يعنى ذا البشرة البيضاء فى لغة القردة، وعندما يبلغ «طرزان» مرحلة الشباب يقع فى حب فتاة أمريكية اسمها «جين» وتنتهى قصتهما بنهاية سعيدة بزواج «طرزان» من «جين» ويرزقان بابن اسمه «كوراك». ويعيشان لفترة فى لندن ولكنهما يقرران العودة إلى نقاء الطبيعة بعيدا عن ازدواجية ونفاق المدينة، لنفاجأ بوجود فيديو يجمع بين «طرزان» و''جين'' فى وضع مخل للآداب العامة ولا يتناسب مع فيلم كرتونى يعرض للأطفال.
«سنو وايت والأقزام السبعة» هو فيلم رسوم متحركة أمريكى، أنتجته شركة «والت ديزنى» فى العام ,1937 يعد الأول من نوعه عالمياً كفيلم رسوم متحركة طويل والذى يحكى عن تواجد «سنو وايت» فى بيت الأقزام السبعة هاربة من زوجة والدها التى ترغب فى قتلها، لتكتشف أن هؤلاء الأقزام بهم صفات تبدو سيئة مثل الكسل وعدم الاهتمام بنظافة المنزل لتبدأ هى بتوجيههم ومساعدتهم على تنظيف غرفهم وطهى الطعام.
الفيديو المنتشر لتشويه هذا الفيلم كان أخطر الفيديوهات التى تم الحصول عليها بعد أن تضمن المشهد هجوم الأقزام السبعة على «سنو وايت» والاعتداء عليها.
أما الكارثة الأعظم فهى عرض المسلسل الكارتونى «عائلة سيمبسون» حاليا، هو مسلسل أمريكى كرتونى كوميدى الموقف من إنتاج شركة «فوكس» وهو موجه للكبار فقط إلا أن عرضه على قنوات الأطفال الشهيرة «أم بى سى3» و«سبيس تون» وهذا ما دفعنا لنسأل كيف يصنف هذا المسلسل من ضمن مسلسلات الأطفال وهو يحتوى على مشاهد جنسية صريحة من قبلات وأحضان ومشاهد فى غرف النوم، ولمصلحة من خدش حيائهم بأعمال بعيدة عن مستوى أعمارهم وتنتهك براءتهم الجميلة.
التطاول على أعمال الأطفال وتويجهها إلى أهداف غامضة طالت أيضا المسلسل الشهير «بوجى وطمطم» ونرى فيه «بوجى» رجل لديه علاقات نسائية متعددة ودائمان ما تثير له أزمة عند زوجته «طمطم» ففى أحد المشاهد نرى فيها «بوجى» وهو ينتظر «طمطم» لتغادر المنزل حتى تأتيه امرأة أخرى ولحظه السيئ تعود «طمطم» إلى المنزل لترى «بوجى» فى وضع مخل بغرفة النوم.
«روز اليوسف» سألت زوجة الفنان الراحل «محمود رحمى» مصمم شخصيتى «بوجى وطمطم» «فوقية خفاجى» التى أبدت انزعاجها من التصرفات المشينة التى يخلقها المجرمون والتى وصلت إلى حد التلاعب بغرائز الأطفال وتشويه عقولهم بهذه الأعمال.
أما د.«سامية خضر» أستاذة علم الاجتماع فقد حذرت أن هذه المشاهد تهدد مستقبل الطفل المصرى وتجعله أشبه بفرد يبحث فقط عن غرائزة الجنسية دون التفكير فى غيرها وعلى الدولة أن تعى ذلك لمخاطبة الجهات المسئولة والرقابة التى من المفترض أن تحد من هذه المشاهد وتقف لها بالمرصاد حتى إذا وصل الأمر لغلق قنوات أو مواقع تمارس هذه الجريمة فى حق جيل بأكمله.