
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. عندما غضب عادل إمام من يحيى الفخرانى!!
كل من عادل إمام ويحيى الفخرانى من أكثر النجوم قدرةً على ضبط الانفعال واختيار التعبير الملائم وإعلان الكلمة الصحيحة فى التوقيت الصحيح، ورغم ذلك أفلتت كلمة من الفخرانى أثارت غضب عادل.
أتذكر فى منتصف التسعينيات، وعلى صفحات «روزاليوسف» سألت يحيى الفخرانى عن رأيه فى نجومية عادل إمام، وهل يتمنى أن تحقق أفلامه إيرادات عادل ؟
أجابنى «أتمنى طبعًا، ولكن بطريقتى». لم يتعامل عادل مع رأى الفخرانى ببساطة، رد ساخرًا (يعنى إيه بطريقتى؟!)، الناس هى التى تختار وتحدد المواصفات، لا أحد يقول للجمهور حبّنى بهذه الطريقة، وإلّا فلا.
التوتر فى العلاقة بينهما يعود إلى عام 1984، عندما كان نور الشريف عضوًا فى لجنة تحكيم مهرجان (قرطاج) السينمائى الدولى، بدولة تونس، وشارك فيلمان مصريان فى المسابقة، كان التنافس على جائزة أفضل ممثل، بين عادل إمام بطل فيلم (حتى لا يطير الدخان)، ويحيى الفخرانى بطل (خرج ولم يعد).
ومن الواضح أن هناك من سَرّب ما حدث فى كواليس المناقشات، إلى عادل، كانت المعلومة التى أغضبت عادل، عندما قالوا له، إن نور الشريف انحاز إلى الفخرانى على حسابه، ومنحه صوته، وظلا عادل ونور منذ ذلك التاريخ فى حالة برودة فنية وشخصية، ولم يلتقيا أمام الكاميرا، إلا بعدها بنحو عشرين عامًا فى (عمارة يعقوبيان).
الغريب أن فريد شوقى الذى كان يشارك أيضًا فى بطولة (خرج ولم يعد)، كان يرى أنه الأحق من عادل ويحيى، بجائزة (التانيت الذهبى) لأفضل ممثل، إلا أن غضب فريد شوقى، لم يتجاوز أكثر من أيام أو ساعات، وبعدها نسى أساسًا، أنه كان غاضبًا !!.
(أهل مكة أدرى بشعابها)، هذه حقيقة لا جدال فيها، والممثل على سبيل المثال يستطيع تحديد بالضبط أين تكمن لمحة الإبداع، وفى الوقت نفسه؛ يدرك سر النجومية، فهى تتجاوز قدرات التعبير الفنية، إنها منحة إلاهية، لا تخضع لمقاييس علمية مطلقة، وأظن أن كلاً من عادل والفخرانى، كان موقنًا من موهبة الآخر، وأن نجومية عادل الاستثنائية، هى تعبير عن إرادة الجمهور، وربما كان سر غضب عادل إمام وقتها من الفخرانى أن الفخرانى يعلم أن نجومية عادل إشارة ربانية، لا يمكن إخضاعها لأى أسباب، ورغم ذلك قال أنه يتمنى تحقيق نجومية بشروطه!!