الأحد 7 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أكاذيب «مجدى خليل» محاولة رخيصة لإثارة الفتنة

اتهم الأقباط وقيادات الكنيسة بالنفاق والرياء والخوف

أكاذيب «مجدى خليل» محاولة رخيصة لإثارة الفتنة

هى محاولة لزرع الفتنة بين المسلمين والأقباط، يقودها واحد من أقباط المهجر، وهو مصطلح أرفضه لأنه يميز بين المصريين المهاجرين على أساس دينى وطائفى، وهو ما لا نريده فى بلدنا التي نسعى أن تتعمق وتتجذر فيها المواطنة. 



هذا المدعو اسمه مجدى خليل ويزعم أنه يتكلم بلسان معظم الأقباط، وكتب على صفحته فى الفيس بوك «أن الفجوة كبيرة وواسعة جدا بين المسلمين والأقباط حول رؤية ما يحدث فى الشرق الأوسط، وأن الأقباط أجبروا على نفاق المسلمين خوفًا من الإيذاء»، ويقول أيضًا: «إن معظم الأقباط يحبون اليهود ولا يكرهونهم عكس معظم المسلمين الذين  يعتبرون كراهيتهم واجبًا دينيًا»، وهو هنا يخلط بين رفض الصهيونية واستيلاء إسرائيل على الأراضى العربية وبين اليهودية كديانة سماوية، فالمسلمون لا يكرهون اليهود إلا إذا كانوا صهاينة يؤيدون العدوان على بلادهم، والدليل على ذلك أن اليهود كان لهم شأن ووضع ومكانة فى البلاد العربية خاصة مصر فى نفس الوقت الذي كانت فيه أوروبا المسيحية تضطهدهم.

 

 والخلط هنا متعمد فاليهود بالنسبة للمسلمين أهل ديانة سماوية أما الصهاينة فهم معتدون، ويزعم فى كلامه أيضًا «أن بعض الأقباط أجبروا على نفاق المسلمين فى القضية الفلسطينية»، السؤال هنا هل كان بابا الفاتيكان الحالى والراحل مجبرين عندما وقفا بجانب الفلسطينيين وأدانا العدوان الإسرائيلى على غزة؟ وهل اعتراف الفاتيكان بالدولة الفلسطينية تم تحت الإكراه؟.

الواقع أن كلامه عن إجبار ونفاق الأقباط هو إهانة لهم جميعًا وللقيادات الدينية المسيحية فلم يجبر أحد البابا تاوضروس للوقوف بجانب الحق الفلسطينى ورفضه للعدوان الإسرائيلى، وقد كان شجاعًا عندما وقف ضد الإخوان المسلمين خلال فترة حكمهم للبلد، فمن أى شيء يخاف الآن؟.

وأيضًا هل كان المتنيح البابا شنودة مجبرًا عندما ألقى محاضرة وكتب دراسات عميقة عن أكذوبة أرض الميعاد وشعب الله المختار، وقال فيها «إنه ليس وعد إبراهيم ولكن بلفور»، وهل كان الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح مهادنًا عندما كتب دراسة مهمة عن إسرائيل وحقيقتها ومستقبلها كشف فيها زيف الادعاء الإسرائيلى بأحقيتهم فى أرض فلسطين وقال عنهم «قتلوا الأنبياء وتوجوا جرائمهم بصلب المسيح وما زالت كلمات المسيح التي وجهها إليهم تدوى - هو ذا بيتكم يترك خرابًا».

ويضيف «لقد حملهم المسيح دم الأبرياء منذ إنشاء العالم» ويشرح أيضًا «إذا كان الله قد غضب على إسرائيل قديمًا وشتت اليهود فى أرجاء العالم وصب عليهم اللعنات فماذا حدث حتى يرضى عليهم الآن ويردهم إلى أرضهم المزعومة؟» ويضيف «نحن نعلم أن التوبة الحقيقية ورجوع الإنسان عن خطئه هما السبب الوحيد الذي يجلب رضا الله فهل تابت إسرائيل؟ وهل رجعت إلى الله؟».

ويجيب «ها نحن نرى صلفها وغرورها ونرى الوسائل الشيطانية التي يلجئون إليها للفتك بالأبرياء والأطفال فهل بعد ذلك يمكن أن نتصور أن الله يرجع ويرفع غضبه عن إسرائيل، كلا بل المكيال يمتلئ وسيحصدون ثمار ما زرعوه قديمًا وما يزرعونه حاليًا»، وهل كان الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى المتنيح - وهو الذي تولى الرد على كل من هاجم المسيحية  -  خائفًا ومرتعدًا عندما ألقى محاضرة قال فيها «إن إسرائيل تحت غضب الله وقد حلت عليهم اللعنة إلى النهاية فليس لهم أمام الله كيان معترف به وليس كل جهدهم إلا محاولة إنسانية مصيرها الفشل المحقق».

ويضيف «لن يرتد عنهم غضب الله ما لم يدركوا خطأهم وخطيئتهم برفضهم المسيح الذي أتى لخلاص البشرية ويتحولوا عن عنادهم وترقبهم لمسيح آخر على طراز شمشون الجبار وغيره من المحاربين الأشداء يؤسس منهم مملكة تقهر غيرهم من الأمم وتحقق أحلامهم فى دولة كبرى تحكم العالم بأسره».

ويستطرد «لم يعودوا شعب الله المختار كما كانوا وإنما هم الآن أعداء المسيح الذي يصرخ ضدهم دمه منذ اليوم الذي قالوا فيه دمه علينا وعلى أولادنا»، وهل لم يسمع من أهان الأقباط وقلل من قدرهم وشجاعتهم عن كتاب الدكتور إكرام لمعى «الاختراق الصهيونى للمسيحية»، وكتاب كمال  استينو «معنى إسرائيل فى الكتاب المقدس» وكتاب د.مراد كامل «إسرائيل فى التوراة والإنجيل».

وأيضًا كتابات سمير مرقس وجمال أسعد عبدالملاك وفرانسوا باسيلى  والأخير ابن أحد أشهر القساوسة المصريين الأب بولس باسيلى، وغير هؤلاء هناك دراسات وأبحاث وكتابات كثيرة لرجال دين وعلمانيين وكلها ضد إسرائيل دينيًا وإنسانيًا.

فهل معظم الأقباط ضد عقيدتهم وضد رؤية قادة الكنيسة قديمًا وحديثًا؟.. وهل لم يعرف هذا الشخص أيضًا قرار البابا شنودة بمنع التعامل مع الإسرائيليين وحظر سفر الأقباط إلى القدس احتجاجًا على استيلاء سلطات الاحتلال على دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية ومنحه دون وجه حق للأحباش، فهل كان البابا شنودة منافقًا خائفًا متملقًا للمسلمين أم مدافعًا عن حق الكنيسة المصرية والذي للأسف لم تحصل عليه حتى الآن؟ وهل طالب  من زعم خوف الأقباط وأهانهم بعودة الدير المسلوب لحضن كنيستنا القبطية؟، وهل شعوب أوروبا والعالم مجبرون وهم يتظاهرون شبه يوميا ضد إسرائيل وعدوانها على غزة أم أن موقفهم كان لصالح الإنسانية.

يقول من أهان الأقباط «إن معظم الأقباط ضد العداوة لإسرائيل طالما أنها لم تعتد على مصر وأعادت أرضها، وبينها وبين مصر معاهدة سلام، ولكن معظم المسلمين مع هذه العداوة»، والحقيقة  أن معظم المصريين مسلمين ومسيحيين  يرفضون ما تقوم به إسرائيل من محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وهو ما رفضته القيادة السياسية ورفضه كل شعب مصر بمختلف طوائفه.

هذا التهجير يمثل عدوانًا إسرائيليًا على مصر تم التصدى له، وستظل إسرائيل تحاول تنفيذ ما تتمناه ولكن تماسك الشعب سيفشل مخططهم، كما أنه سيفشل أيضًا حلمهم ويمزق خريطتهم التي رفعتها قيادات إسرائيلية منذ أسابيع وكانت تجعل حدود إسرائيل من النيل للفرات، فهل يوجد مسيحى واحد مع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟ وهل هناك قبطى يؤيد إسرائيل فى رغبتها فى الاستيلاء على أراضٍ عربية ومنها أراضٍ مصرية، وهل هناك مسيحى لا يدين   العدوان الغاشم  على غزة وإبادة أهلها  مسلمين ومسيحيين.

المؤمن الحقيقى مسلم أو مسيحى سيكون ضد إسرائيل ومن ساعدها فى قتل الأطفال والعزل والمسالمين وهدم البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وأعود وأسأل من يصف نفسه بأنه أحد قيادات أقباط المهجر لماذا لم تدن هذه الجرائم وعلى رأسها تدمير الكنائس فى غزة مثل كنيسة «القديس برفيريوس» ثالث أقدم كنيسة فى العالم وكنيسة« العائلة المقدسة» وكنيسة «المعمدانى»؟ وهل هو موافق ومحب لمن فعلوا هذا؟.

ويقول مثير الفتنة «إن معظم الأقباط يرفضون تحويل قضية فلسطين إلى قضية إسلامية بينما معظم المسلمين يؤيدون ذلك»، وهذا إفك وكذب لأن معظم المصريين مسلمين وأقباطًا يرفضون تحويل قضية فلسطين إلى قضية دينية، بل إن حماس نفسها تراجعت وقالت عن نفسها: إنها حركة مقاومة ذات مرجعية إسلامية، ونحن مع المقاومة طالما هدفها تحرير وطنها، وضدها إذا حولت سلاحها من الشرق حيث العدو إلى الغرب نحونا، ولكن لا بد من نصرة حركة المقاومة طالما كانت فى الطريق الصحيح.

وتستمر أكاذيبه عندما يقول: «إن معظم المسلمين يؤيدون السردية الإسلامية عن فلسطين»، وهذا غير صحيح لأن الأغلبية تؤيد سردية المقاومة دون صبغها بدين، ويقول أيضًا «إنه ومعظم الأقباط معه ضد الدولة الدينية فى إيران»، فى نفس الوقت لم نسمع له صوتًا ضد إسرائيل رغم أنها دولة دينية بامتياز ويرفع قادتها شعارات دينية فى كل وقت، بل هى قامت على أساس دينى توراتى حسب تفسيراتهم المغلوطة للعهد القديم.

ويكذب أيضًا عندما يقول «إن الأقباط يأسفون لسقوط ضحايا مدنيين مهما كان دينهم  بينما المسلمون يفرحون»، والحقيقة أن الجميع فى مصر يأسفون على الضحايا المدنيين، ولكن هذا الذي يتباكى على الضحايا الإسرائيليين لم نره يدين قتل المدنيين الفلسطينين والأطفال والنساء بالسلاح والقذائف والحصار جوعًا، أم أن أسفه وحزنه ينحصر فى الإسرائيليين فقط.

يدعى مجدى خليل أن معظم الأقباط معه فى رؤيته رغم أنه لا يعيش فى مصر وبالطبع ليس له اتصال بأغلبية الأقباط ولم يجر استفتاء ليعرف رأيهم، وقد يكون معه عدد فى نفس اتجاهه فكل دين به المتطرف والمتعصب والمغيب، وهم أقلية ضئيلة على كل حال، ولذلك ليس له الحق فى التحدث باسم المسيحيين.

ويبقى سؤال إذا كان واثقًا من كلامه وأن بعض الأقباط أجبروا على نفاق المسلمين، فلماذا لم يخف عليهم وكشف سترهم وسرهم أمام المسلمين الغلاظ، قساة القلوب، المحبين لسفك  الدماء، والمتعطشين للقتل، والمرحبين بقتل الأبرياء والمدنيين؟ أليس من الواجب عليه ألا يشى بهم، وأن يحافظ على أمنهم وسلامتهم؟ أم أن له أغراضًا أخرى وأن كلامه بالفعل محاولة رخيصة لإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط فهل ننتبه له؟