الأحد 14 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أول منصة إلكترونية للعمل الحر فى مصر .. نرمين النمر مؤسسة «الحريفة» لروزاليوسف: نعمل على تدعيم المرأة للعمل من المنزل

لم تشعر أن الوظيفة المستقرة ذات الدوام والدخل الثابت تلبى طموحها وشغفها بأن تقدم شيئًا يخدم ملايين الناس، تركت الفتاة الثلاثينية خلفها خبرة مدتها ثماني سنوات فى قطاع التسويق والعلاقات العامة فى شركات متعددة الجنسيات، لتصبح إحدى رائدات الأعمال بمشروعها لبناء مجتمع فعال للفريلانسرز (المستقلين) المصريين والعرب.



 

هى «نرمين النمر» مُؤسسِة أول منصة إلكترونية للعمل الحر والعمل عن بعد freelancers فى مصر تدعى «الحريفة»، فكرة المشروع جديدة على السوق المصرية، وكما تحكى نرمين أنها لم تعثر على أى بيانات أو أبحاث سابقة عن العمل الحر فى مصر أثناء تدشين منصتها، «سواء كنت صاحب شركة أو باحثا عن عمل أونلاين أو فريلانسر خليك معانا وتابعنا على #أنت_مش_لوحدك_مع_الحريفة هناقش من خلاله تفاصيل كل التحديات اللى بتقابلك فى شغلك» هكذا ترفع منصة الحريفة شعارها لكل باحث عن وظيفة من خريجى الجامعات، فهى منصة تسعى لتوفير فرص عمل للشباب وتؤهلهم لمجال العمل الحر.

«النمر» خريجة كلية الإعلام والحاصلة على دبلومة التسويق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تقول فى حوارها لروزاليوسف: «مجال ريادة الأعمال صعب وملىء بالصعود والهبوط، بيقولوا علينا مجانين، إزاى نترك وظائفنا المستقرة ونذهب لتنفيذ مشروع جديد لا نعلم مدى نجاحه؟!» 

نالت « النمر» تكريمًا من «منتدى الخمسين سيدة» الذى ينظم « قمة المرأة المصرية» -  تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء -  فى نسختها الثانية مارس الماضي، بصفتها إحدى رائدات الأعمال الشابات الناجحات بعد تدشينها منصة «الحريفة»

 فى البداية.. نلاحظ مؤخرًا انتشار فكرة العمل الحر وزيادة أعداد المستقلين أوfreelancers.. ما السبب؟ 

- فى الحقيقة مفهوم العمل الحر معروف فى مصر منذ زمن بعيد، لو نتذكر ذلك المصور الذى يجوب المطاعم على كورنيش النيل لالتقاط الصور للزائرين، فهو مصور مستقل أو حر. ولكن تزايد الإقبال على أسلوب العمل الحر بعد الثورة ومع تطور التكنولوجيا والاعتماد على الإنترنت بشكل أساسي، وهو ما فرض نمطا جديدا للعمل عن بعد، وبعيدًا عن المكاتب، وأصبح عليه إقبال لفئات تسعى لزيادة دخلها حتى بجانب وظيفتها الأساسية ذات الدوام والراتب الثابت. ولا يمكن إغفال ما تركته جائحة الكوفيد - 19 التى ألزمت الجميع على البقاء بالمنازل، وفرضت بقوة نظام العمل الحر على السوق المصرية، حتى إنه بعودة الحياة الطبيعية ظلت هناك شركات تخصص للموظفين يومين أو أكثر للعمل بالمنزل. ومن ثم أصبحت طريقة توظيف مفيدة لجميع الأطراف سواء الشركات أو الموظفين فهى توفر الوقت والمجهود واستهلاك الوقود ومن ثم الحد من انتشار الزحام وعوادم السيارات.

 ولكن ماهى المميزات التى يتفوق بها العمل الحر على العمل بدوام ثابت ودخل مستقر؟

- ليس هناك طريقة توظيف تناسب الجميع، وتختلف مميزات أو عيوب كل طريقة حسب طبيعة كل شخص. ولكن يبقى العمل الحر يحظى بمميزات أهمها المرونة فى مواعيد ومكان العمل، حيث لا يشترط الالتزام بساعات محددة من 9 إلى 5 مساءً، كما يمكن العمل من أى مكان سواء منزلًا أو حتى على البحر وليس المكتب، لأنه النتيجة النهائية وإنجاز المهام المطلوبة من مقدم الخدمة  أو الموظف هو المحدد النهائى لكفاءته، ويتسم العمل الحر أيضًا بالتجديد والتنويع والتشبيك على أعلى المستويات ويكسر الروتين اليومى.

وفى رأيى أن العمل الحر ليس بالسهولة التى يتصورها البعض، بل هو يتطلب من الموظف أو الفريلانسر تطوير نفسه باستمرار، فالعمل الثابت اليومى ربُما يصل بالموظف للمنطقة الآمنة التى تصيبه بالكسل أو عدم الرغبة فى التجديد والتطوير، بينما العمل الحر يجعل الموظف فى سوق شرسة من المنافسة، فهو يعمل لدى جنسيات وثقافات وعملاء مختلفين، ويكتسب خبرات جديدة باستمرار ويعمل مع عملاء من خارج مصر ولا ينافس فقط فريق عمل محدود بالمكتب، ولكن هو ينافس ويسعى أن يحصل على مكان فى المجال المتخصص فيه. فمثلا لو مصمم جرافيك فهو لا ينافس 5 مصممين جرافيك محليين ولكن ينافس ملايين من مصممى الجرافيك حول العالم، لذا مقدم الخدمة المستقل يحفر فى الصخر حرفيًا ليحظى بمكانة واسم ممتاز يضمن له الحصول على فرصة عمل جديدة وبدون تطوير لمهاراته وخبراته العملية لن يجد هذه الفرصة.

تركتِ عملك الثابت لتؤسسى مشروعًا رائدًا كـ«الحريفة» كأول منصة للعمل الحر فى مصر.. كيف وما الدافع رغم المخاطرة؟

- شخصيتى مُحبة جدا للعمل، وحقًا العمل عبادة وليس مجرد وظيفة نحصل منها على راتب فقط، ولكنها عالم يُكوِن شخصيتنا ومجتمعنا ويكشف لنا الكثير عن خبراتنا وقدراتنا، وكان يلاحقنى  حلم دائمًا ورغبة طيلة حياتى تقديم أو صنع شيء يخدم ملايين الناس، ولكن لم أعرف ما هو!، حتى عثرت على شغفى فى هذه «المنصة الحريفة» واستلهمت فكرتها من متابعتى لمنصات العمل الحر العالمية والإقليمية، التى كانت تضم عددا هائلا من المصريين العاملين عن بعد أو كـfreelancers، وشعرت بغيرة واندهاش بدأت الرحلة بسؤال لماذا لا توجد منصة مصرية للعمل الحر، كيف لبلد كبير مثل مصر لا يكون موجودًا على الخريطة العالمية بمنصة محلية تصبح فيما بعد «براند عالمى» يقوم بهذا الدور فى سوق العمل الحر، وبدأ تفكيرى منذ عام 2017 فى المشروع ولكن بدأت المنصة العمل بشكل رسمى مع أوائل 2019 من خلال فريق عمل يسعى جميعًا للتعلم والتطوير وتوفير فرص العمل لملايين الشباب المصرى الباحث عن وظيفة عن بعد. 

 حدثينا أكثر عن طبيعة عمل منصة الحريفة  فى توفير فرص العمل للشباب؟

- «الحريفة» منصة إلكترونية ووسيط مالى وإدارى بين العملاء وبين المستقلين أو العاملين عن بعد عبر الأونلاين (freelancers)، لا نقدم خدمة التوظيف التقليدى ذات الدوام الكامل ولكن نُقدم فرص عمل بالمهمة أو المشروع مثل مطلوب مبرمجون لإنجاز مشروع محدد وهكذا. وطريقة عمل المنصة تعتمد على دخول الباحث عن وظيفة للموقع وتدشين portfolio  خاص به يضم مهاراته، دراسته، خبراته، سنوات عمله، نماذج من أعماله السابقة، وكذلك يوجد لدى المنصة العميل سواء فردا أو شركة والذى يقوم بالإعلان عن الوظيفة أو المشروع على المنصة، ويتواصل كلا الطرفين معًا عبر المنصة، وحال الاتفاق واختيار مقدم الخدمة، يقوم العميل أو الشركة بدفع المقابل المادى مقدمًا للمنصة، وبعد إنجاز مقدم الخدمة للمشروع أو المهمة task يحصل على العائد المادى.

وفى النهاية يحصل الموظف أو الفريلانسر والشركة على تقييم ويظهر على المنصة ونحمى حقوق كلا الطرفين.  و«الحريفة» تسعى لتشبيك أصحاب المهارات والخبرات للشركات وأصحاب العمل، المعيار للحصول على فرصة عمل هو امتلاك الباحث عن الوظيفة للمهارات والخبرات.

 كم عدد الوظائف التى وفرتها المنصة حتى الآن؟

- نجحنا أن نكون مجتمعا يضم أكثر من 50 ألف مقدم خدمة أو فريلانسر وشركة. ولدينا مجالات عمل متنوعة تحظى بإقبال شديد فى السوق حاليًا مثل: البرمجة، التسويق الإلكترونى، المونتاج، التصوير، كتابة المحتوى، الترجمة، الموارد البشرية، المبيعات، المحاسبة. كما نجحنا فى تدريب أكثر من ثلاثة آلاف «فريلانسرز» على مدار السنوات الماضية فى كل محافظات مصر، سواء كانت تدريبات، أونلاين، أو حضورية.

 وما التدريبات التى يجب أن يحصل عليها الشاب/ ة الباحث عن فرصة عمل؟

- نحرص على تقديم تدريبات تطلبها طبيعة العمل الحر، وأبرزها تعلم مهارات التواصل والاتصال وكيفية صناعة Portfolio محترف وجذاب للشركات وأصحاب العمل، التدريب أيضًا للفريلانسرز على كيفية تحديد سعر الخدمة التى يقدمونها، وكذلك كيفية التعامل مع العملاء. نهتم بالمهارات الحياتية بجانب المهارات التقنية والعملية.

وما الشراكات التى تصلون من خلالها للشباب الباحث عن فرصة عمل؟

- فخورون فى منصة الحريفة بعقد شراكات مع المعهد القومى للاتصالات التابع لوزارة الاتصالات المصرية، وكذلك جامعة النيل، ونسعى من خلال تدريب الخريجين توفير فرص عمل لهم أونلاين، وكذلك نعقد شراكات مع شركات القطاع الخاص. ونسعى لتوفير تأمين صحى للعاملين المستقلين حتى نوفر لهم بيئة مشجعة وآمنة توفر لهم تأمينًا صحيا فى حالة المرض مثًلا مثل العاملين بالوظائف الثابتة. منصة الحريفة تسعى لخلق مجتمع متكامل للعاملين المستقلين  يحافظ على حقوقهم ويشجعهم للبحث عن فرص عمل، ويصبحون منتجين ويصدرون خدماتهم. نحن فى منصة «الحريفة» نعمل على تصدير الثروة البشرية المصرية المحلية للعالمية. 

 وماذا عن نصيب النساء فى مجال العمل الحر؟

- نصيب مرتفع جدًا، وندعم فى الحريفة النساء اللواتى يفضلن العمل من المنزل، ويعتبر العمل الحر لهن فرصة جيدة جدًا، خاصة هؤلاء المتزوجات الحاصلات على شهادات وخبرات، ولكن توقفن بعد الزواج، يعتبر العمل من المنزل فرصة للحصول على عائد مادى جيد جدا بجانب الحفاظ على مسئوليتها العائلية وتربية الأطفال، حيث لا يتطلب العمل يوميًا سوى خمس ساعات من المنزل. خاصة أن الظروف الاقتصادية الحالية تحتاج لشراكة بين الرجل والمرأة لتلبية مسئوليات المنزل والأسرة. ونشارك فى «الحريفة»  خلال الاحتفالات السنوية للمرأة من خلال فعاليات للحديث عن تجربة ريادة الأعمال وكذلك عن فرص العمل المتاحة عبر الإنترنت للنساء. 

ما التحديات التى واجهتك كرائدة أعمال لتأسيس منصة «الحريفة»؟

- بصراحة كنت محظوظة، حصلت على دعم وتشجيع كبير، من جنسيات مختلفة ليس من مصر، وكان دائمًا هناك اندهاش بالفكرة وحداثتها فى مصر، وكان يتم وصفى بالشجاعة والإصرار على طرق مجال جديد غير موجود فى مصر من قبل. وأرى أن المناخ فى مصر الآن محفز جدًا للنساء على العمل والإبداع وهناك برامج متعددة فى مجالات مختلفة. وعلى النساء الإصرار وعدم الاستسلام لأى عراقيل تثنيهن عن تحقيق أحلامهن. 

 ماذا عن تكريمك ضمن «منتدى الـ50 سيدة» مؤثرة فى مارس 2023 من قمة المرأة المصرية فى نسختها الثانية؟ 

- التكريم مهم جدًا خاصة لنا كرائدات أعمال، لم تكن رحلتنا سهلة على الإطلاق. نحن فى مجال صعب للغاية نعانى فيه من الصعود والهبوط المتكرر، نحن كرائدات أعمال دائما نسمع هذا التعليق «أنتم مجانين، إزاى تتركوا وظيفة مستقرة وتذهبوا لتأسيس صناعة أو تقديم فكرة غير موجودة من قبل!»، عندما تم تكريمى من قمة المرأة المصرية بحضور عدد من الوزيرات المصريات الملهمات كان لدى شعور بالفخر والثقة، أنِ أسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق حلمى، وأننا صنعنا أثرا حقيقيا فى المجتمع،  وأن أحلامنا بخدمة ملايين الشباب/ ات الباحثين عن فرص عمل بعد التخرج أصبحت حقيقة، التكريم يعطى دفعة للأمام وثقة فى استكمال المشوار وعدم الاستسلام لليأس أو الإحباط، وإيمانًا كاملاً بأن بلدنا يستحق المعافرة والإصرار أن ينمو ويتقدم بسواعد شبابه. 

 ما خططك المستقبلية لمنصة «الحريفة»؟

- نخطط للتوسع فى تقديم خدمات الحريفة بشكل أكبر فى عدة بلاد عربية مثل المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات، الكويت. نحن نستطيع تصدير طاقات شبابية بشرية لهذه البلاد فى مجالات مختلفة.