الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الدروس المستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية العفى محدش بياكل لقمته ووهم المساواة وحقوق الإنسان سقط على الحدود

الدروس المستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية العفى محدش بياكل لقمته ووهم المساواة وحقوق الإنسان سقط على الحدود

من أهم الدروس المستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية أن مفهوم حقوق الإنسان الغربى هو وهم مطلق، وأن ما حدث على الحدود الأوكرانية الرومانية والبولندية يكشف الوجه القذر لعنصرية الغرب.



كان يلفت نظرى دائمًا فى الإعلام الغربى فكرة القطة المحتجزة فوق شجرة فى شارع وول ستريت ولا تستطيع النزول.

 

ينقلب العالم من حولها ويأتى الفاير مان البطل لينقذ القطة ويهبط بها بسلام وسط صيحات الإعجاب وتصفيق الجمهور. 

كنا نتغنى بحقوق الحيوان فى الغرب المرهف الحس ونقول: إذا كان هذا ما يحدث مع القطط فما بالك مع الإنسان!  أحياء الزنوج والأقليات كنا نشاهدها فى الأفلام الأمريكية كمنبع لموسيقى ورقص الهيب هوب وفريق هارلم العالمى لكرة السلة.

أصحاب دكاكين حقوق الإنسان وبعض المتثاقفين يبيتون الليل ودمعتهم تغرق المخدة حزنًا على حال المواطن المصرى الذى لا يحصل على حقوقه مثل قطة شارع وول ستريت. 

طبعًا كان يغيب عنا طوابير القتلى والمشردين والمهجّرين فى معظم الدول العربية التى كانت تبحث عن حقوق قطة وول ستريت ولم تجد سوى التجمد فى المخيمات على حدود الدول. 

غاب عنا أيضًا آلاف القتلى والجرحى والمشردين جراء نشر الديمقراطية الأمريكية فى العراق.

والتى يعانى الإخوة العراقيون حتى الآن من جراء جمال وروعة الديمقراطية الأمريكية التى سمحت بتجمع منتخب شباب إرهابيى العالم فى العراق، وحطمت قدرات دولة كانت أحد أركان مربع القوة العربية.

عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية فتحت البلدان المجاورة لأوكرانيا أبوابها لاستقبال الفارين من الحرب. 

الأبواب كانت مفتوحة على مصراعيها لذوى البشرة البيضاء والعيون الملونة، بينما الجنسيات الأخرى يجب أن تقف آخر الطابور.

بعض المسئولين على الحدود قالوا هؤلاء أوكران بيض من نفس جنسنا ولن نسمح بأن يصبحوا مثل السوريين.

أما السوريون فالموت يحاصرهم فى المخيمات وعلى الحدود وفى رحلات الهجرة إلى أوروبا، ولا أحد يسأل عنهم لأنهم ليسوا أوروبيين، مع إن السوريين بشرتهم بيضاء.

هل يمكن أن نتوقف قليلاً لنقول لأنفسنا إن هؤلاء كانوا يبيعون لنا الوهم ويبررون لنا إسقاط دولنا تحت زعم الديمقراطية، ونجلس فى انتظار الفاير مان البطل ليحملنا من فوق الشجرة.

هل آن الوقت لنصارح أنفسنا بأن أحياء الزنوج والأقليات فى أمريكا هى منبع للعنصرية.

هل يجب أن نقف ونصارح أنفسنا ونفضح المرتزقة ونقول إن العراق بعد الغزو والتبشير الأمريكى بالديمقراطية حالها أسوأ من أيام صدام حسين؟

الدرس الأهم أن العفى محدش بياخد لقمته كلما كانت البلد قوية ومستقرة كلما كانت مؤهلة للاستقرار.

أما إذا كنت مجرد دمية وتستند إلى قوة عظمى فاعرف أن المتغطى بالأمريكان عريان. 

الدرس الثالث أن إدارة الدولة تختلف عن إدارة الحزب أو النادى أو الشلة.

فلا يمكن أن تصبح رئيسًا لمجرد أنك أتقنت دورًا فى مسلسل أو تجيد تركيب الجمل الكبيرة بجوار بعضها أو كونك موظفًا كبيرًا فى مؤسسة كبيرة.

إدارة الدولة تتطلب شخصية مُدركة لأبعاد اللعبة من حولها وتدير علاقات بلادها بذكاء.

وليس مثل البعض الذى خرج يقول: لقد خذلونى وتركونى وحيدًا.

الدرس الرابع أن الإعلام سلاح وسلاح قوى جدًا له القدرة على الحسم على الأرض. 

لو تتذكرون الإعلام وقناة الجزيرة أعلنت عن سقوط الجيش العراقى واستسلامه قبل أن يحدث ذلك بوقت طويل. وبالتالى أثرت على معنويات الجنود فى الحرب ودفعتهم للاستسلام.

اليوم وعلى الأرض الإعلام الأمريكى والموالى لأمريكا يتبنى فكرة خسائر روسيا الضخمة فى العمليات العسكرية، بينما يغطى تمامًا على تقدم الجنود الروس واحتلالهم جزءًا كبيرًا من العاصمة.

نفس الديمقراطية والحرية الغربية هى التى أغلقت كل المنصات الإعلامية والقنوات الروسية وحجبتها وأغلقت مكاتبها ولم يخرج صوت واحد يندد بإغلاق المنافذ الإعلامية وكبت الحريات.

على عكس ما كان يحدث معنا عندما أغلقنا مكتب قناة كانت محرّضة على الخراب والتدمير فى مصر، وبالطبع قامت الدنيا علينا ولم تقعد ووصفنا بأننا ضد الحريات وحرية الصحافة والإعلام، والآن هل نستطيع أن نجد شخصًا رشيدًا يقول إنه تعلم من الأزمة الأوكرانية الروسية أن بلده ومصلحتها خط أحمر وأننا عشنا وهمًا طويلاً علينا أن نفيق منه ونمد أيدينا لنبنى وطنًا قويًا يستحق الخلود.