تأكيدا لانفراد روزاليوسف:
مصر تسمح لـ "شل" بتصدير شحنة غاز مسال

سمر العربى
تعتزم مصر السماح لشركة «شل» بتصدير شحنة من الغاز المسال خلال الشهر الجارى، من خلال مصنع «إدكو» للإسالة، رغم تراجع الإنتاج، وذلك فى محاولة لتحفيز الشركات الأجنبية على زيادة استثمارات البحث والتنقيب.
وكانت «روزاليوسف» قد نشرت فى عدد 9 أغسطس 2025 انفرادًا تحت عنوان «إدكو تستعد لتصدير شحنة غاز مسال جديدة خلال سبتمبر».
تأتى الخطوة فى إطار حوافز حكومية أُعلنت فى أغسطس 2024 تسمح للشركات الأجنبية بتصدير جزء من حصصها من الإنتاج الجديد، على أن تُستخدم عوائدها فى تسديد المستحقات المتأخرة، إضافة إلى رفع سعر حصة الشركات من الإنتاج. بحسب بيان لمجلس الوزراء المصرى فى أغسطس 2024.
وتستحوذ شركتا «شل» و«بتروناس» على نحو %71 من محطة إدكو مناصفة، فيما تبلغ حصة الحكومة المصرية ممثلة فى هيئة البترول، والمصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» نحو %24 مناصفة، وجاءت النسبة المتبقية والمقدرة بـ5 % من نصيب شركة إنجى الفرنسية.
حجم الشحنات المخطط تصديرها
أوضح مصدر مسئول لموقع الشرق بلومبرج، أن سعة الشحنة الواحدة المخطط تصديرها تقدر بنحو 165 ألف متر مكعب من الغاز المسال، بما يعادل 3.5 مليار قدم مكعب غاز، مشيرًا إلى أن تصدير هذه الشحنات يأتى بعد توقف دام منذ العام الماضى بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع الاستهلاك.
وشهدت مصر فى 2024 عجزًا غير مسبوق بين الإنتاج والاستهلاك؛ إذ بلغ الاستهلاك المحلى نحو 60 مليار متر مكعب، بينما لم يتجاوز الإنتاج 47.5 مليار متر مكعب، نتيجة تقادم الحقول وتراكم مستحقات شركات النفط الأجنبية.
وأدى نقص الدولار أيضًا آنذاك إلى تراجع الاستثمارات فى القطاع، ليهوى الإنتاج اليومى إلى نحو 4.06 مليار قدم مكعب حاليًا، مقارنة بـ6.6 مليار قبل 4 سنوات.
هذا التراجع فى المعروض، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الكهرباء بفعل موجات الحر، دفع مصر للتحول من مُصدّر صافٍ إلى مستورد للغاز المسال.
واستوردت القاهرة 2.9 مليون طن (4.1 مليار متر مكعب) فى 2024، معظمها من الولايات المتحدة، بينما قفزت الواردات فى النصف الأول من العام الحالى إلى 8.65 مليار متر مكعب (1.13 مليون طن)، مع توقع زيادتها فى الصيف، وذلك بحسب بيانات من «ناتشورال غاز إنتليجنس» (Natural Gas Intelligence) ومبادرة المنظمات المشتركة «جودى».
وبحسب بيانات «MEES»، لم تتجاوز صادرات الغاز المسال المصرية 0.8 مليون طن فى 2024، مقارنة بذروة بلغت 7.7 مليون طن فى 2022.
استيراد الغاز
إلى جانب الواردات الفورية، تعمل مصر على تعزيز إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إذ تستورد حاليًا نحو 1.1 مليار قدم مكعب يوميًا من الدول المجاورة سترتفع إلى 1.2 مليار اعتبارًا من يناير 2026 بموجب اتفاق معدل يستمر حتى 2040.
كما تخطط القاهرة لربط حقول «كرونوس» و»أفروديت» القبرصية بمرافقها بطاقة 1.3 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول 2028.
عودة التصدير
وتتوقع الحكومة أن تستعيد مصر موقعها كمُصدّر صافٍ بحلول 2027، مع ارتفاع الإنتاج إلى 6.6 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة بنحو 4.1 مليار حاليًا، بحسب تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولى.
وبدأ معدل إنتاج الغاز فى الزيادة مؤخرًا، بعد أن بدأت البلاد فى تسديد المستحقات والمديونيات للشركات الأجنبية، التى تراكمت أثناء أزمة الدولار فى مصر.
ويأتى ذلك بعدما بدأت القاهرة تسوية مستحقات الشركات الأجنبية، إذ سددت نحو مليار دولار فى يوليو الماضى، ليصل إجمالى ما دفعته منذ منتصف 2024 إلى 8.5 مليار دولار، بينما لا تزال المتأخرات المتبقية عند 2.5 مليار دولار.