الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
واقع الجمهورية الجديدة فى مواجهة نظريات النخبة هل اهتمت الدولة ببناء الحجر على حساب بناء البشـر؟

واقع الجمهورية الجديدة فى مواجهة نظريات النخبة هل اهتمت الدولة ببناء الحجر على حساب بناء البشـر؟

لفترة طويلة من الوقت كنا نعيش تحت وطأة نظريات النخبة من أن الدولة تتجاهل تمامًا بناء الإنسان ولا تفكر إلا فى بناء المشروعات الضخمة والعملاقة وأن الدولة ستدفع ثمن ذلك غاليًا لأنها تبنى مشروعات لإنسان لم يتعلم أن يحافظ عليها.



وبغض النظر أن أحد أهم أسباب الحفاظ على المشروعات والممتلكات العامة والخاصة فى أعرق دول العالم تطورًا هو القانون الرادع الذى يطبق على الجميع والذى لو غاب للحظة فسوف يقتحم هؤلاء المتعلمون المتاجر الكبرى ويقتنصون ما فيها من بضائع.

 

إلا أننا نريد أن نناقش الفرضية بهدوء فهل غابت الدولة فعلاً عن بناء الإنسان المصرى؟

وكرست كل جهودها لبناء المشروعات القومية الكبرى؟

أحد أهم ملامح بناء الإنسان هو التعليم فتطوير التعليم والاهتمام به أحد مصادر البناء الكبرى، وقد أخذت الدولة على عاتقها تطوير منظومة التعليم من خلال تطوير المنهج وتدريب المدرسين ورفع كفاءة المدرسة وتنمية المدرسين ماليًا.

بدأت الدولة مشروع تطوير التعليم منذ 6 سنوات تقريبًا بتطوير منهج كى جى ون ووصلنا الآن إلى الصف الرابع الابتدائى فما الذى حدث؟

هجوم غاشم على الحكومة لأنها قامت بالتطوير تحت زعم أن المناهج أصعب من الأول والأولاد لا يفهمون شيئًا وأنهم غير قادرين على مذاكرة المنهج للأولاد، فهل ذنب الحكومة أنها اختارت مناهج حديثة يدرسها العالم المتقدم ووفرتها للطلاب المفترض فيهم أنهم أذكى بكثير من جيل آبائهم؟!

هل كون الآباء غير قادرين على فهم المنهج الجديد وما المطلوب من التلاميذ يعطيهم الحق فى الهجوم على التطوير والمطالبة بالعودة إلى النظام القديم؟

هل شاهد الأهالى تلاميذ الصف الرابع الابتدائى وهم يخرجون من الامتحانات مبتسمين ويقولون الامتحانات سهلة؟! 

أنت كمواطن تكيل الاتهامات للحكومة ليل نهار بأن منظومة التعليم فاشلة وأننا فى الدرك الأسفل من منظومة جودة التعليم، وعندما تقرر الحكومة أن تحدث التعليم وتضع مناهج ونظمًا تسمح للطلاب بالمشاركة فى المسابقات التعليمية العالمية من أجل تحسين موقع مصر العالمى فى جودة التعليم تصبح أنت المواطن حجر العثرة الأولى فى عملية تطوير التعليم!

بالمناسبة هذه المناهج وتلك الطريقة من وضع الأسئلة هى المعترف بها عالميًا وهى أحد أهم مؤشرات تحديد جودة التعليم فى العالم.

الملف الثانى فى منظومة بناء البشر هى الصحة فهل تجاهلت الدولة المنظومة الصحية لصالح بناء أنفاق قناة السويس مثلاً؟

لن أتطرق إلى مشروعات صحية ضخمة ومهمة مثل القضاء على فيروس سى و100 مليون صحة والقضاء على قوائم الانتظار فى المستشفيات والكشف المبكر على الأمراض السارية، لكننى سأتحدث عن مشروع التأمين الصحى الشامل الذى قدمته الدولة للمواطن وبدأت فيه بالفعل من 2019 فى محافظة بورسعيد وانتقل بعدها إلى خمس محافظات أخرى. 

مشروع التأمين الصحى الشامل يقوم على خصم نسبة واحد فى المائة من الدخل مقابل الحصول على خدمة طبية متميزة فى المستشفيات الحكومية والخاصة التى تدخل ضمن المشروع. 

وتشمل الخدمات الكشف وصرف الدواء والأشعات والتحاليل والعمليات الجراحية.

وهو مشروع طموح جدًا سيغطى مصر كلها خلال سبع سنوات لأنه سيتم تطبيقه على مراحل من أجل إعداد البنية التحتية الطبية وتدريب الأطباء وأطقم التمريض على نظام العمل الجديد.

والجدير بالذكر أن الدولة استعانت بالأطباء والممرضات الإنجليز لتقديم التدريب للكوادر الطبية المصرية.

معنى الكلام أنه بحلول 2029 لن يعانى مواطن فى مصر من عدم قدرته على العلاج أو صرف الأدوية لأنه لا يمتلك المال، بل سيحصل على أعلى خدمة طبية فى مصر مقابل اشتراك شهرى 1 % تقريبًا من دخله. 

كما أن الدولة ستقدم الاشتراك نيابة عن 35 مليون مواطن تعدهم الدولة فى مصاف غير القادرين.

المشكلة أن المواطن يقول: وأنا لسه هنتظر لسنة 2029؟ وللأسف أقول للمواطن: أيوه حضرتك هتنتظر لأن المنظومة دى لما اتعملت فى العالم المتقدم اخذت من 7 إلى 9 سنوات حتى تم تنفيذها بالكامل.

الملف الثالث وهو ملف التربية السياسية، فبعد عقود طويلة من ترك الساحة للأحزاب السياسية لعلها تملأ الفراغ وتربى كوادر شبابية إدارية وسياسية كانت المحصلة «صفرًا كبيرًا»، حيث سيطرت الجماعات المتطرفة على قطاع واسع من الشباب، بينما تفرغت الأحزاب السياسية للكيد السياسى والصراع على المناصب داخل الأحزاب.

لذاك عقب ثورة 30 يونيو كان قرار أن تأخذ المبادرة.

قبل كده كانوا بياخدوا شباب مصر يدربوهم فى صربيا على كيفية إسقاط الدولة.

النهارده أنت تدرب شبابك على كيفية بناء الدولة والحفاظ عليها.

الدولة النهارده - مش الحكومة - بتقوم بالدور اللى المفروض تقوم به منظمات المجتمع المدنى والأحزاب.

لكن معندهاش وقت تستنى الأحزاب والمجتمع المدنى لما يصحوا ويقوموا بدورهم.

الدول اللى ضدك زمان استغلت الفراغ اللى كنت سايبة واستقطبوا شبابك.

النهارده أنت تحتضن شبابك وحتى شباب العالم فى منتدى شباب العالم.

عايزك بس تفتكر أن شيخ الأزهر لما بيسافر دول جنوب شرق آسيا بيشيلوا عربيته من على الأرض.

عشان مصر طوال تاريخها وتحديدًا منذ الستينيات فتحت لهم أبواب التعليم فى الأزهر واللى طلع منهم رؤساء ووزراء دانوا بالحب والتقدير لمصر.

تخيل بعد 20 سنة اللى اتدربوا فى مصر بعد أن يصبحوا كوادر فى دولهم هيعبروا عن حبهم لمصر إزاى. 

ده اللى مصر عملته وبتعمله للشباب بتوفر ليهم البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب على القيادة والأكاديمية الوطنية للتدريب وتنسيقية شباب الأحزاب وكلها كيانات مفتوحة للشباب من كل التيارات والتوجهات السياسية الشرعية للالتحاق بها.

التربية السياسية من أهم وأعظم ما قدمته الدولة لشبابها.

ده الإنسان السياسى اللى الدولة بتبنيه حاليًا، لكن لو مفهومك عن السياسة وعن حقوق الإنسان هو إنك تصحى الصبح على ريق النوم فتقرر تهتف يسقط يسقط، ثم سب وشتم رئيس الدولة عشان تحس إنك حر وعندك حقوق إنسان وكده.

أحب أبشرك أن النوع ده خلص خلاص.

عايز تعمل مظاهرة قدم طلب عشان تاخد ترخيص ويتحدد مسارها وتوقيتها.

لو تجاوزت فى اللفظ وانتقلت من النقد المباح للشتم هتتحاكم.

لو تجاوزت وكسرت ممتلكات عامة وخاصة هتتحاكم.

هتقول لأ مش لاعب بالشروط دى أنا عايز لما الحاجة تكبر فى دماغى أطلع أعملها وهفضحكم وأكتب تويتات بالإنجليزى وأقول حقوق الإنسان ضاعت فى مصر وهنضم للشباب اللى السفارة الأمريكية هتدربهم على حقوق الإنسان عشان نبقى شوكة فى ضهر الدولة. 

هقولك الدولة مبقتش شبه دولة ومبتخافش وايدها بقت تقيلة فى الحق.

الملف الرابع هو الثقافة والإعلام، وللأسف هذه المنظومة بحاجة إلى جهد أكبر خلال المرحلة القادمة وإن كل الخطوات التى تمت فيها أقل بكثير مما هو مطلوب منها. مصر لابد أن تعود قلعة للفكر والنشر والفن والموسيقى والمسرح.

قوة مصر الناعمة تندرج تحت مسمى الثقافة.

نريد أن تصبح السينما والدراما من أهم مصادر الدخل القومى كما كانت فى الخمسينيات. ده بعض ما قدمته الدولة فى بناء البشر.>