الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
«الفردى» أفضل لو كنتم مصريين!

«الفردى» أفضل لو كنتم مصريين!


قولا واحدا.. لا فرار من النظام الفردى فى أى انتخابات أو استحقاقات سياسية قادمة.. وإلا قتلنا بأيدينا ثورتنا وأهدافها، وانتحرنا سياسيا للأبد، عندما سمحنا للإخوان الإرهابيين ومن على شاكلتهم أن يتسربوا من عيوبنا!
 
مصدوم أنا فى حزب الوفد وموقفه الرافض للنظام الفردى تعليقا على ما انتهت إليه لجنة الـ 10 بخصوص التعديلات الدستورية ودعوة رئيسه «السيد البدوى» لإجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة إما عن جهل، أو تعمد إرباك المشهد مجددا، أو بحثا عن مصالح حزبية ضيقة!
لا ينفصل ما يقوده الوفد وتياره عن تبنى هذا المنهج تنفيذا لمطالب غربية كشفتها تلك التسريبات عن اجتماعات استخباراتية وعسكرية عقدت فى ألمانيا فى شهر أغسطس تخص مناقشات الأوضاع فى مصر والأخطر أنه ضمن ما سرب هو الدفع لإجراء الانتخابات بنظام القائمة!
 
المشهد الحزبى علىالأرض بعد 25 يناير و30 يونيو مرتبك، رخو، لم يشتد عوده، لم تستطع قوة سياسية أن تملأ الفراغ الذى تركه الحزب الوطنى ولا الإخوان بعد أن تبادلا الأدوار ووصلا إلى السلطة ثم سقطا من على قمتها.. فلا تنظيم حزبيا أو قواعد جماهيرية للأحزاب الناشئة الجديدة أو تلك التى تعيد طرح نفسها من الرعيل الأول مثل الوفد والتجمع والناصرى!
 
ولما كان تواتر الأحداث أسرع من حركة الأحزاب.. فإن الانتخاب بالنظام الفردى يكشف عوراتها ويبين زيف ادعاءاتها، وضعف هياكلها، وأنها جميعا مجرد أحزاب وأفكار على الورق وشاشات التلفزة!
 
فارق بين التنظير السياسى والممارسة العملية، فكل الأفكار البراقة والمغلفة بسوليفان مرهونة بالتنفيذ والنتائج المتوقعة، فلم أجد خلافا بين ما ينادى به الوفد «الليبرالى» والنور «السلفى» وبأقصى ما تتمناه جماعة الإخوان المسلمين لإنقاذ رقبتها من العزل الشعبى.. وتجد ضالتها فى قائمةتتسلل منها إلى البرلمان!
 
القائمة تعطى لجماعة الإخوان الإرهابية قبلة الحياة عندما تتسع الدوائر الانتخابية وفيها تتفتت القوى الليبرالية المنافسة وتصبح هى الكتلة التصويتية الفاعلة وتتحصل على مقاعد ومكاسب لا تتناسب مع شعبيتها المتآكلة ووزنها النسبى فى الشارع، وحتى إن نجونا من حفرة الإخوان، سنقع فى بئر السلفيين!
 
أفكار خداعة تلك التى يروج لها البعض باسم الديمقراطية، فهى ليست باترون أو وصفة جاهزة للالتهام فى كل البلاد، ليس كل ما يأتى من الغرب يسر القلب، بل يوجعه أحيانا كثيرة.. علينا ابتكار ما يناسب ظروفنا وظرفنا الحالى حتى لا ننتخب مجرد حبر على ورق باسم البرامج الحزبية ونفاجأ فى الجلسة الافتتاحية بنفس الوجوه القميئة واللحى الرثة والجلاليب والشباشب!
 
الطريق إلى مستقبل أفضل يمر من خلال النظام الفردى، فلا تستقيم حياة سياسية بهذا الكم الهائل من الأحزاب حتى وإن تكتلت أوتحالفت أو اندمجت.. الانتخابات القادمة ضرورية للفرز بين الحى منها والمولودة ميتة أصلا!
 
الدولة المصرية تتماسك، تلملم شتاتها، تحكم قبضتها، وضعت خارطة طريق وماضية فى تنفيذها حتى وإن عوت الكلاب!