الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
السؤال الحائر فى معركة «حلمى النمنم» وجماعة «التكفير»

السؤال الحائر فى معركة «حلمى النمنم» وجماعة «التكفير»


وكأننا كنا نسترق السمع لصوت النفير.. أو ربما كنا على شعرة كما يقولون.. فما إن نفخ «برهامى» وجماعة السلفية فى الكير حتى انفجر الدخان المكتوم فى صدورنا حمما تتطاير فى الإطار الهش المصنوع الذى جمعنا معهم بعد 30 يونيو.. حمماً لن تهدأ هذه المرة وكأنها الثورة الثانية.. فمعركة الوجود بين عصافير النهار وبين طيور العتمة الزاعقة الندابة قد دارت رحاها من جديد توا، إثر تولى «حلمى النمنم» مسئولية وزارة الثقافة وبعد تصريحه الفاصل والكاشف والمحدد لهويتنا المصرية.. وأيضاً بعد أن قام باستبعاد فلول الإخوان والمتسلفة الحاصلين كانوا على مناصب هامة فى وزارة الثقافة فى عهد وزيرها الأزهرى السابق فإذ فجأة، كان أن خلع إرهابيو البلاد زى البراءة والمواطنة الزائف الذى ضاق عليهم واتفرتك منذ ارتدائه فى 2013/7/3 وما كان منهم إلا أن عادوا ليرتدوا عباءة أمنا الغولة -ملابسهم- التى أخافوا بها رؤساء وحكومات سابقة.. بس إحنا مبنخافش ومتقدرش يا «برهامى».. نعم «برهامى» وأبناء دعوته السلفية الذين لم يخجلوا وراحوا يستعدون علينا الدستور ورئيس الجمهورية مطالبين إياه بعزل وزير الثقافة الذى دعا بدعوة المواطنة فى مجابهة دعوة الجاهلية الأولى والتصحر الفكرى والأخلاقى والإبداعى.. موضحاً أن المصريين هم الشعب الأوحد الذى ثار على دولة الخلافة فى عهد عثمان بن عفان.. وأن للمصريين طبيعة علمانية.. وهم لا يعرفون الفرق بين العلمانية والملوخية.
«حلمى النمنم» لم يفعل شيئاً أكثر من كونه قد رفع بأصابعه المجردة فجأة ذاك الغطاء النحاسى الثقيل -القديم الجديد - الملتهب من فوق القدر ذى القعر الأسود، القدر الذى يغلى و«يبقلل» من سنين فوق ركية النار الوالعة والمختبئة تحت رماد كثيف أبيض.. نار وقودها قلوبهم وعقولهم والحجارة ومشايخ من سجيل.
المعركة التى ابتدأها المثقفون مرات عدة إثر كل جريمة كانت تقوم بها الجماعة السلفية بقتل المفكرين وتحريم الآثار والتماثيل والفنون والإبداع.. المعركة التى علا واشتد وطيسها قبل يونيو 2013 بطرد الوزير الإخوانى واحتلال المثقفين والفنانين لمبنى وزارة الثقافة. المعركة التى تحولت لثورة على الإرهاب فى 30 يونيو 2013 ثورة - ظننا وهماً - أنها اقتلعت جذر الإخوان المسلمين من التربة المصرية .. لكن نبتتهم السلفية الشيطانية السامة كانت تضرب عمق الأرض المصرية بديلا للإخوان.. فكان أن كشرت الدعوة السلفية الدموية عن وجهها الدميم بعد أن خلعت ملامحها المصرية المستعارة وراحت تهدد وتتوعد وكأننا لم نقم بثورة عليهم.. وكأننا لم نستعد بلادنا منهم.. طيب إيه بقى؟
بسيطة، فمثلما استدعت واستعانت سوريا بالقوات المسلحة الروسية لمحاربة الإرهاب السلفى الداعشى.. نحن.. المصريين.. سوف.. نستدعى ونستعين.. بالله أولا ثم بالجيش المصرى ثانيا للقضاء..على.. برهامى.. وعلى أعوانه الدواعش المتسلفة.. حلو كده؟ طيب.
ليس هذا فقط بل نطالب وزارة الثقافة بفعل تنويرى حقيقى: بإعادة طباعة الكتب التنويرية الممنوعة.. وتوزيعها مجاناً أو بسعر رمزى.. وأن تخصص هذه الكتب وتدرج على أرفف مكتبات المدارس وقصور الثقافة للاطلاع وللاستعارة.. إقامة معرض للكتاب فى كل محافظة، وأن تصدر الوزارة صحيفة أو مجلة مغايرة توزع مجاناً.. مع تشجيع حقيقى ورعاية دائمة للمواهب وللأفكار.■