الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

..وفشــل مخطـط «أخــونــة الـحـج»!

..وفشــل مخطـط «أخــونــة الـحـج»!
..وفشــل مخطـط «أخــونــة الـحـج»!


 
، وطبعا لن نفتى فى قبول حجهم من عدمه، فهذا أمر بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، الأهم بالنسبة لنا أنه لم يسجل أى حالة ولم يرحل أى حاج مصرى!
 
توافدت قوافل الحجاج المصريين الذين تجاوز عددهم أكثر من 76 ألف حاج فى مغادرة مكة المكرّمة، والمشاعر المقدسة، والعودة إلى أرض الكنانة، منذ أول أمس الخميس، بعد أن منّ الله عليهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وسط أجواء روحانية وإيمانية رائعة، وتميز موسم حج هذا العام بازدحام أقل، وتنظيم متقن.
وكانت الحكومة السعودية قد أكدت أن الحج فريضة إسلامية وشعيرة عظيمة تجمع شتى المسلمين من جميع دول العالم على صعيد واحد، وفرصة لتوحيد الكلمة ووحدة الصف والأمة الإسلامية جمعاء، رافضة أن يستغل موسم الحج فى أمور مخالفة للشعيرة العظيمة تعكر صفوه، سواء فى رفع الشعارات أو تنظيم المسيرات ومحاولة تسييسه، مشددة فى هذا الصدد على أن الحج والحجيج خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأى حال من الأحوال أو تحت أى ظرف مهما كان.
 
وأكد «عفيفى عبدالوهاب» سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية فى تصريح خاص لـ «روزاليوسف» عدم رصد أى رفع لشعارات رابعة من البعثة المصرية أو من السلطات السعودية، مضيفا: لم ينم إلى علم البعثة الرسمية شىء من هذا القبيل، ولم تبلغنا السلطات السعودية حتى الآن أن أحدا من الحجاج المصريين قام بهذا الفعل.
 
وأوضح، أن التحذيرات التى أطلقتها السلطات المصرية والسعودية - قبيل موسم الحج - كان لها أبلغ الأثر فى وأد هذه الدعوات، كما أن إدراك الحاج بأن هناك عقوبات صارمة فى انتظاره لو قام برفع مثل هذه الشعارات المخالفة، شكل نوعا من الردع، وجعل الحجاج المصريين يلتزمون بتأدية النسك وفق ما أقره الدين الإسلامى الحنيف والإجراءات النظامية التى تفرضها حكومة المملكة العربية السعودية.
 
وقال السفير عفيفى: إن الحج هذا العام تميز عن الأعوام الماضية، بفضل ما اتخذته الحكومة السعودية من إجراءات وتلويحها بعقوبات صارمة للمخالفين، كما أن شعار الحج بدون تصريح الذى رفعته السلطات السعودية كل هذا دون شك أسهم فى اختفاء ظاهرة الافتراش فى منى وعرفات وقضى على التكدس والازدحام.
 
وأثنى سفير مصر لدى السعودية السفير عفيفى على الخدمات الجليلة التى تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام فى كل عام؛ والتى تأتى بدعم ورعاية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقدماً خالص شكره وعظيم تقديره لما يحظى به الحجاج المصريون كغيرهم من حجاج بيت الله الحرام من اهتمام وكرم وفادة.
 
ووصف ما يتم تنفيذه من مشروعات تطويرية وتوسعية فى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بالإنجاز الذى فاق الإعجاز وبالعملاقة، مؤكداً أن إقامة مثل هذه المشروعات المتعددة قد مكنت ضيوف الرحمن من أداء نسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وراحة.
 
 ورحب السفير المصرى بالقرار الذى أصدرته المملكة قبل موسم الحج والقاضى بتخفيض نسب حجاج الخارج والداخل، معتبراً أنه مهم وإيجابى ويصب لخدمة ومصلحة وسلامة جميع الحجاج وهو يأتى لظروف توسعة المطاف.
 
واعتبر الحج موسما عظيما ومناسبة وعبادة وشعيرة جليلة للمسلمين للتقرب إلى الله والدعاء بكل خشوع وطمأنينة وبقلب صادق وخاشع، قائلاً فى هذا السياق: إن الحج فرصة لتوحيد الكلمة ووحدة صف الأمة، رافضاً العمل على استغلاله فى أمور وممارسات مخالفة له وتعكر صفوه برفع الشعارات أو محاولة تسييسه بأىّ حال من الأحوال، مشدداً على أن مثل هذه الأعمال ليس مكانها الحج كأماكن عبادة مقدسة وشريفة.
 
وعلى صعيد متصل، أكد اللواء مصطفى بدير - مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة إلى الأراضى المقدسة - اختفاء ظاهرة افتراش الحجاج بطرقات مشعر منى هذا العام للسنة الخامسة على التوالى.
 
وأوضح أنه تمت مضاعفة الخدمات المصاحبة للخيام بمنى كما تم بمشعر عرفات، حيث تم تزويد جميع الخيام بدورات مياه متنقلة، إضافة إلى دورات المياه المنشأة من جانب السلطات السعودية، وكذلك أحواض الوضوء، مما كان له أثر كبير على راحة حجاج القرعة.
 
ومن جهة أخرى، أعلن اللواء بدير ارتفاع حالات الوفيات بين صفوف بعثة الحج المصرية إلى 16 حالة.
 
وأعلن الأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية - أن رحلة الحجيج، سارت ولله الحمد بكل يسر وسهولة - بفضل الله - ثم بفضل ما وفرته المملكة من خدمات وما سخرته من إمكانات وجندته من طاقات بشرية وآلية لتقديم أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء نسكهم إلى أوطانهم سالمين غانمين بإذن الله.
 
وأضاف: إننا فى هذا العام أحدثنا نقلة كبيرة جدا فى الحفاظ على النظام وإقناع الجميع بأن احترام النظام من احترام النفس واحترام الدولة التى نعيش فيها، وأى دول لا يحترم نظامها ستكون الأمور فيها كلها فوضى ونحن لا نقبل الفوضى لا فى أيام الحج ولا فى غيرها، فلا بد من احترام النظام ولابد من احترام هذه الدولة وأنظمتها، أما من يتعدى هذه الحدود فكل نظام له حدود وإذا تعدى هذه الحدود يجب أن يوقف عند حده.
 
وأضاف، إن جميع القطاعات والأجهزة الحكومية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام نفذت خططها وفق ما هو مرسوم، وقال إن المملكة لا تأخذ رسوما على الحجاج بل تدفع حكومة المملكة آلاف المليارات سنويا على مشروعات الحج وتطوير مواقع الحج، وكل من يدعى أن المملكة تأخذ عائدا ماديا أو اقتصاديا أو ربحيا عليه أن يثبت ذلك.
 
ومن جهته: قال المتحدث الأمنى لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركى: إن موسم الحج لهذا العام تميز بقلة المفترشين، ما أسهم فى الاستفادة من الطاقة الاستيعابية الكاملة لشبكة الطرق وللممرات المخصصة للمشاة.
 
وأوضح أنه خلال رحلة نقل الحجيج تم نقل ما يقارب 40٪ من الحجاج بنظام النقل بالرحلات الترددية، ونحو 25٪ منهم بالقطار، فيما فضل نحو 35٪ المشى بالأقدام، أو استخدام الرحلات التقليدية «بنظام الرد أو الردين» عبر السيارات الخاصة ذات الطاقة الاستيعابية 25 راكباً أو الحافلات.
 
ولفت إلى أن ما يميز موسم حج هذا العام هو مشروع التوسعة الجارى فى المطاف بالمسجد الحرام، معربا عن ثقته بأن هذه التوسعة سيتذكرها المسلمون لأجيال طويلة، حيث إنها من أهم المشروعات التى ستسهم فى رفع مستوى السلامة خاصة فى المسجد الحرام.
 
وشدد، على أن الجميع يعلم أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عملت فى السنوات الماضية على معالجة جميع المواقع التى يؤدى فيها النسك وكانت ترتفع فيها الكثافة إلى درجات حرجة، مثل منشأة الجمرات والمسعى، لتأتى توسعة المطاف الآن لتكمل منظومة مشروعات التوسعة التى لن تتوقف بإذن الله.
 
وبين اللواء التركى أنه نتيجة للنمو السكانى فى العالم الإسلامى فمن المتوقع زيادة أعداد الحجاج فى كل عام.
 
وكشف عن أن وزارة الداخلية السعودية جندت 95 ألف رجل أمن للعمل على تأمين سلامة الحجاج، وإنشاء قوة خاصة بالحج والعمرة قوامها 40 ألف رجل أمن.
 
هذا وقد ونجحت مراحل تنقل الحجاج بين المشاعر وتميزت بالانسيابية رغم كثرة المركبات إلا أن الطرق الفسيحة ووسائل النقل الحديثة ومنها قطار المشاعر الذى أسهم فى نجاح الخطة الأمنية والمرورية لتنظيم حركة السير وإرشاد الحجاج وتأمين سلامتهم فيما كانت الطائرات العمودية تتابع حركة النفرة من خلال غرفة العمليات ومركز القيادة والسيطرة لمواقع الكثافة على الطرق كافة للعمل على فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة مواكب الحجيج.
 
من جهة أخرى كشفت مصلحة الإحصاءات السعودية عن الأرقام النهائية لحجاج هذا العام، والتى بلغت مليوناً و980 ألفاً و249 حاجا، وقالت المصلحة فى بيان لها، إن مليوناً و379 ألفاً و531 حاجاً قدموا من خارج السعودية، بينما 600 ألف و718 حاجاً قدموا من داخل المملكة.
 
وأكدت أن الحجاج الذين قدموا من داخل المملكة أغلبيتهم من الوافدين، وأشارت إلى أن نسبة انخفاض أعداد الحجاج عن العام الماضى وصلت إلى 4,37٪.
 
وتصدرت مصر قائمة الدول العربية فى أعداد الحجاج المؤدين النسك هذا العام، كما تصدرت أيضا أعداد الوفيات بين صفوف الحجاج، إذ بلغ عدد حجاجها على الرغم من نسبة التخفيض نحو 67470 حاجا من أصل عدد الحجاج العرب الذين بلغ عددهم نحو 260 ألف حاج أى بنسبة 9,25 ٪
 
وكشف تقرير أصدرته المؤسسة الأهلية لمطوفى حجاج الدول العربية أن 12280 حاجا قدموا عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولى، فى حين بلغ عدد الحجاج القادمين من ميناء جدة الإسلامى 14215 حاجا، ووصل عبر المدينة المنورة 70578 حاجا، واستقبلت محطة البر فى المدينة المنورة 15058 حاجا.
 
ووفقاً للتقرير تصدرت مصر كأكثر الدول التى قدم منها الحجاج بـ 67470 حاجا، ثم الجزائر بـ 28406 حجاج بعدها المغرب بـ 26992 حاجا والعراق بـ26191 حاجا، والسودان بـ 26123 حاجا، جاء بعدها اليمن بـ 19894 حاجا، لافتا إلى أن عدد القادمين من تونس بلغ 9048 حاجا، فى حين حضر من حجاج سورية فقط 2019 حاجا رغم أن التأشيرات التى منحت لحجاج سورية قدرت بـ15 ألف تأشيرة تحت إشراف الائتلاف السورى، مبينا أن حجاج سورية حضروا عبر أربع دول هى «تركيا ومصر والأردن ولبنان».
 
ويرى التقرير أن الأوضاع السيئة للشعب السورى كان لها دور بارز فى انخفاض عدد الحجاج القادمين من سورية عن المعدل السنوى، علما بأن عدد الحجاج العام الماضى لم يتجاوز ألف حاج.
 
وأشار التقرير إلى أن عدد الحجاج المتوفين حتى الآن بلغ نحو 45 حالة جراء كبر السن، مقسمة على مصر 16 حالة وفاة بنسبة 33 فى المائة، ثم العراق والسودان بست حالات وفاة، وبعدها المغرب بثلاث حالات وفاة.
 
وقد أدى مناسك الحج هذا العام 4 من رؤساء الدول، هم الباكستانى ممنون حسين والموريتانى محمد ولد عبدالعزيز والسودانى عمر البشير والتركى عبدالله غل.
 
ولقى وصول الرئيس التركى على وجه الخصوص اهتماما كبيرا من المتابعين، كونه أول رئيس لتركيا العلمانية يؤدى مناسك الحج وهو على رأس منصبه.
 
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قد أناب الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للإشراف على راحة حجاج بيت الله الحرام، وحضور حفل استقبال رؤساء بعثات الحج.