طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2..
اطلبوا الضحك ولو فى (الصين)!
من الصين وقبل بضعة أعوام اقتحمت (السوشيال ميديا) وحققت (تريند) لتصبح، الأكثر مُشاهَدة فى عالمنا العربى، إنها الفتاة الصينية (آسيا) العاشقة للضحكات المصرية؛ خصوصًا تلك التى يُطلقها عادل إمام.
اختارت أحد مَشاهد مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) تحديدًا الحوار الذى جرى بين عادل إمام وحاجب المحكمة، أثناء محاكمة عادل عن جريمة قتل لم يشاهد فيها أى حاجة، ومن هنا جاء عنوان المسرحية، أدت (آسيا) الصينية بصوتها دَورَىّ عادل والحاجب.. المسرحية قُدمت قبل نحو نصف قرن، وهى من وجهة نظرى أفضل مسرحيات عادل إمام على الإطلاق، تتخللها مساحات من فن الأداء برع فيه عادل، أخرج العرض الراحل د.هانى مطاوع الذى لم يقدم إلاّ عددًا محدودًا جدًا من الأعمال المسرحية، وتلك أشهرها.
ما هو السّر الذى منح هذا العرض كل هذا النجاح؟ الكوميديا فى جزء كبير منها تتكئ على الواقع، وهى محلية الطابع لتباين المجتمعات، هذا ما دفع فنان الكوميديا الأول فى العالم شارلى شابلن، للانتظار أكثر من 13 سنة على دخول الصوت للسينما، رافضًا أن تنطق أفلامه بالحوار حتى لا تفقد تأثيرها العالمى، إلا أنه استسلم عام 1940 عندما قدم فيلم (الديكتاتور)، ساخرًا من هتلر، كان من المستحيل الاستغناء دراميًا عن الحوار.
الفنان الكوميدى ليس مجرد قدرة على أداء الحوار، ولكنك بداية تشعر بقدر من الارتياح بمجرد أن تراه وتستعد أساريرك مباشرة لاستقبال الضحك، هؤلاء هم الأكثر ندرة فى العالم.
قالت (آسيا) إنها تعلمت القليل من اللغة العربية، إلا أنها حتى قبل أن تدرك كل مفردات الحوار، ضبطت نفسها تضحك على عادل إمام، وهذا هو السر والسحر الخفى، ليس جملة ضاحكة، ولكن قبلها حضور طاغٍ، يضفى على إطلالة النجم فيضًا من البهجة، هكذا كان عادل إمام حتى فى أول مسرحية له (ثورة قرية) قبل (أنا وهو وهى)، قدم مشهدًا فى المولد مرددًا نداء: (حلاوة عسلية بمليم الوقية)، عدد قليل من الكلمات يقولها بجدية، وخرج منها عادل مشروع نجم كوميدى، رغم أنه فى البداية عندما ذهب لمخرج العرض حسين كمال، كان يحدوه الأمل أنه (جان) فتى أول، المخرج اللمَّاح قال له: ستصبح كوميديان العرب الأول.. هذه المسرحية لم يتم تصويرها واندثرت مع الزمن.
هل تصور عادل أن هناك مَن سيتابعه بكل لغات العالم؟ عادل كان حريصًا على جمهوره العربى، يعرض أحيانًا فى عدد من الدول العربية، كما أن مسرحه تحول إلى جامعة دول عربية، تجد جمهورًا يشكل أكبر تجمع من مختلف الاتجاهات؛ السعودى والإماراتى والقطرى والجزائرى واللبنانى والسودانى والتونسى واليمنى، وغيرهم، قد يختلفون سياسيًا، إلاّ أنهم توحدوا على ضحكات عادل إمام.. وتبقى آخر صيحة، أنها تلك الفتاة الصينية التى لم تكتفِ بأنها شافت كل حاجة، ولكنها أعادت لنا عادل إمام فى كل حاجة!







