الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

واشنطن ترسل طائرات عسكرية لتهريب إرهابيى «داعش»

واشنطن ترسل طائرات عسكرية لتهريب إرهابيى «داعش»
واشنطن ترسل طائرات عسكرية لتهريب إرهابيى «داعش»


على مدار سبع سنوات، نفت (الولايات المتحدة) بشكل مستمر، أنها تتعاون بأى شكل من الأشكال، مع تنظيم «داعش» الإرهابى، وأنها تسعى بكامل جهدها لإبادة هذا التنظيم، والتابعين له. ولكن عددًا من التقارير المتفاوتة، قد أثبت العكس تمامًا.فمنذ ظهور المنظمة الإرهابية على الساحة العالمية، خاصة بداخل الأراضى السورية، كان هناك عدد من المروحيات الغامضة، التى أخرجت مسلحى «داعش» من ساحات المعارك، التى يواجهون فيها هزيمة محققة، أو كانت تنقل لهم الدعم المطلوب من الأسلحة، والذخائر، والمعدات.

وفى هذا التقرير، لا نتطرق لشرح مفصل، أو تحليل لكل حادثة «معلنة». ولكن ننشر عددًا من التقارير، حول عمليات النقل الجوى للإرهابيين، على مدار العامين الماضيين تحديدًا، نظرًا لتوسع هزيمة التنظيم داخل الأراضى السورية، والعراقية.
10-11 نوفمبر 2018، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا»، أن طائرة تقودها (الولايات المتحدة)، هبطت فى محافظة (دير الزور)، بالقرب من ضواحى (السوسة)، وهربت ثلاثة أعضاء من تنظيم «داعش». بينما أكد سكان بلدة (الشفاء) قبلها بثلاثة أيام لنفس وكالة الأنباء، أن مروحيات أمريكية أخلت قادة «داعش» من منطقة (البوكمال) فى محافظة (دير الزور). لكنهم لم يشيروا بأى كلمة عن مكان الإرهابيين.
22 سبتمبر 2018، نفذت (الولايات المتحدة) عملية هبوط جوى على مشارف قرية (المرشد)، التى كانت تقع فى نفس المنطقة، التى انتشر فيها مسلحو «داعش». وتقع هذه المنطقة فى ريف جنوب شرق (دير الزور)، وادعى التقرير أن الرحلات نقلت عددًا من قادة «داعش».
وقد تكون العمليات الأمريكية الأخيرة نفذت من (دير الزور)، نظرًا للهزيمة الساحقة، التى تلقاها التنظيم خلال تلك الفترة.. حيث أعلن المتحدث الرسمى باسم «قوات سوريا الديمقراطية» (SDF)، والمعروفة بالمعارضة السورية لنظام الرئيس السورى «بشار الأسد» فى يوم 6 سبتمبر، أن قواتهم تمكنت من السيطرة على صحراء شرق (دير الزور) بالكامل، وتأمين حدود محافظة (الحسكة)، كما قاموا بطرد التنظيم الإرهابى من جميع النقاط الحدودية شمال مدينة (البوكمال). وصار يقتصر وجود «داعش» على منطقة (بادية الشام)، التى تقع غرب مدينة (الميادين)، فى غرب (دير الزور).
المفارقة هنا، هى ادعاء (الولايات المتحدة)، بأنها تدعم قوات (SDF) فى حربها ضد الإرهاب.
23 أغسطس 2018، ذكرت وكالة إيتار تاس الروسية، أن (موسكو) قامت برصد رحلات طائرات مروحية غامضة إلى وحدات «داعش» فى (أفغانستان)، قامت فيها بنقل أسلحة إلى الإرهابيين. وحسبما قالت -حينها- المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «ماريا زخاروفا»، أنه: «نود أن نشير -مرة أخرى- إلى وجود رحلات لمروحيات غير معروفة فى شمال (أفغانستان)، التى تسلم أسلحة، وذخائر إلى وحدات «داعش» المحلية، وبعض أعضاء حركة «طالبان» المتعاونين مع الجماعة الإرهابية. وعلى وجه الخصوص، تقول وسائل الإعلام الأفغانية، والسكان المحليون، إن مثل هذه المروحيات شوهدت فى مقاطعة (سار-بول)».
19 مارس 2018، استشهدت وكالة «سانا» بأحد مصادرها، الذى لم تذكر اسمه، الذى زعم أن ثلاث مروحيات عسكرية أمريكية، أجلت قادة يشتبه فى أنهم تابعون لـ«داعش» من مناطق فى شمال شرق (سوريا).. حيث هبطت المروحيات على بعد كيلومترين من جنوب بلدة (تل حميس) فى منطقة (القامليشى) بمحافظة (الحسكة).
فبراير 2018، كشفت وسائل الإعلام الرسمية السورية، عن نقل قادة تنظيم «داعش»، وأفراد عائلاتهم من قبل المروحيات الأمريكية إلى قرية (صباح الخير)، التى تبعد نحو 17 كيلومترا من جنوب (الحسكة)، حيث أشارت كل الدلائل –من قبل- إلى وجود قاعدة تدريب أمريكية هناك، لتدريب الإرهابيين.
وقرب نهاية الشهر، قال مصدر من مدينة (الحسكة) لوكالة «سبوتنيك»، شريطة عدم الكشف عن هويته: إن السكان المحليين، شاهدوا مروحيات أمريكية، تهبط عدة مرات على أراضى السجن المحلى، إذ يوجد بعض من إرهابيى «داعش» المحظورين من قبل (روسيا)، محتجزين فى ذلك السجن. كما أشارت الوكالة إلى وجود تقارير عدة، أكدت أن الجيش الأمريكى أحضر ذخائر إلى هذا السجن. ثم نشرت فيديو مصورًا من قبل السوريين لتلك المروحيات.
يذكر أن هذا الخبر نشر، فى أعقاب التقارير، التى قدمتها وسائل الإعلام العراقية، التى أوضحت أن المروحيات الأمريكية نقلت أعضاء «داعش» من سجن (الحسكة) إلى قاعدتهم، بالقرب من قرية (أبو حجر)، فى الجزء الشرقى من (سوريا). ووفقًا لمصادرهم، فإن أكثر من 100 إرهابى من تنظيم «داعش»، ومعظمهم ممن يحملون جنسية أجنبية، أُحضروا على الأرجح إلى هذا السجن.
29 ديسمبر 2017، ذكرت وكالة «سانا»، أن المروحيات الأمريكية قامت بإجلاء قادة «داعش» من محافظة (دير الزور) إلى محافظة (الحسكة). واتهمت وزارة الدفاع الروسية -حينها- (واشنطن)، بأنها تدرب المسلحين الجهاديين، ومعظمهم من «داعش»، وجبهة «النصرة» حينها، فى قاعدتهم بالقرب من (الحسكة).
أكتوبر2017، أفاد شهود عيان، بأنهم شاهدوا الطيران العسكرى الأمريكى، أثناء نقل قادة «داعش» من بلدة (الميادين)، حيث قاموا بالتغطية على ذلك من خلال الغارات الجوية.
مايو 2017، كشفت مصادر سورية محلية عن قيام مروحيات عسكرية أمريكية بإجلاء قادة «داعش» من معقلهم السابق فى (الرقة) ونقلهم إلى «مكان غير معلوم». ويذكر أنه فى نفس الفترة، كان حاكم مقاطعة (سار بول) فى (أفغانستان)، «محمد ظاهر وحدت» زعم أن مروحيات عسكرية لا تحمل علامات، قد هبطت لفترة وجيزة فى منطقة معروفة بأنها معقل للمتشددين. ولكن لم تتمكن قوات الأمن الأفغانية من التقاط أى صور، لأن الأمر حدث ليلاً!!
ورغم وقوع غالبية تلك الحوادث خلال عامى 2017، و2018، فإنه من الصعب أيضاً نسيان التقارير، التى ظهرت فى الماضى القريب، مثل: تصريحات عضو البرلمان العراقى «ماجد الغراويط» فى يناير 2015.. حيث أكد حينها، أن جميع المعلومات المتاحة تشير إلى قيام الطائرات الأمريكية بدعم تنظيم «داعش»، ليس فقط فى محافظة (صلاح الدين) العراقية، ولكن أيضًا فى محافظات أخرى». مؤكداً أن (الولايات المتحدة) ليست جادة فى القتال ضد التنظيم الإرهابى، لأن لدى (واشنطن) القدرة التكنولوجية الكافية، لتحديد وجود مسلحى «داعش»، وتدميرهم فى شهر واحد. ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وفقًا لموقع «تريد لينك» العراقى.
وتعقيباً على ما قاله نائب البرلمان العراقى، كانت وكالة فارس، قد تحققت من الأمر، ولكن لم يلق هذا الخبر سوى تغطية ضئيلة، أو تكاد تكون معدومة !!
وقبلها بأسابيع، أى فى نهاية نوفمبر 2014، كشفت المخابرات العراقية، عن تزويد (الولايات المتحدة) لداعش، بالسلاح، والطعام، وفقًا لوكالة الأنباء الآسيوية، نقلاً عن ضباط مخابرات الجيش العراقى.
وقالت المصادر، إن: «الطائرات العسكرية الأمريكية، قامت بنقل عدة شحنات مساعدات للإرهابيين، من أجل مساعدتهم على مقاومة الحصار، الذى فرضه الجيش، والأمن، والقوات الشعبية العراقية». ثم اكتشفوا أيضًا، استخدام التنظيم لأحدث الأسلحة الأمريكية فقط، مؤكدين أن رصاصاتها، التى اخترقت العربات المصفحة، تساوى آلاف الدولارات.
وفى النهاية، يعد ما مضى مجرد تسلسل زمنى موجز، وفقًا لما هو «معلن» فقط عن المساعدات الأمريكية للإرهابيين.. ولا تزال (واشنطن) تستخدم «داعش» كأداة فى مواجهتها الجيوسياسية مع القوى الدولية الأخرى. لذلك فإن فكرة الإمداد تأتى أولاً، وهو ما كشفه الجيش السورى مرارًا عن وجود مخابئ ضخمة للأسلحة، والذخائر، والمعدات، والقنابل، أمريكية وإسرائيلية الصنع فى أراض محررة من «داعش». ثم تأتى عمليات التهريب ثانيًا، التى لا تزال مستمرةً، وفقاً لاتهامات رئيس أركان الجيش الإيرانى، اللواء «محمد حسين باقرى»، بداية هذا العام، بأن (الولايات المتحدة) أضحت تنقل إرهابيى «داعش» إلى (أفغانستان)، بعد هزيمتهم المتتالية فى (سوريا، والعراق)، وذلك لتضمن استمرار توتر المنطقة، واستخدام التنظيم كذريعة للبقاء هناك لفترة أطول. وحسبما نشرت جريدة «إندبيندنت»، فإن تقرير هذا العام، الصادر عن مراقبى العقوبات، التابعين للأمم المتحدة، أوضح أن أعداد أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابى، لا يزال يتراوح بين 20 ألفًا، و30 ألف فرد منتشرين فى كل أنحاء دولتى (العراق، وسوريا)، ومعظمهم لا يشتبكون حالياً فى القتال. ولكن يمكن استدعاؤهم فى وقت لاحق. وحذر التقرير من خطورة تطوير الجماعة لنفسها لتكوين شبكة سرية.