ســرب الوطنية والكرامة

لا تحتاج بطولات خير أجناد الأرض إلى توقيتات أو مناسبات لتخليدها فهم سيف ودرع هذا الوطن للحفاظ على أمنه وسلامة أراضيه فى السلم والحرب كل الأوقات، كما لاتحتاج الأحداث الرخيصة الموثقة لوقت طويل لتسجيلها على الشاشة، فهذه الخسة ليست فى حاجة إلى تأمل وإعادة قراءة وخلق تفاصيل.

 

ولهذا جاء فيلم «السرب» -رغم تأخر عرضه - لتوثيق أسرع قصاص وتطبيق العدالة الناجزة للشهداء المصريين على الأراضى الليبية فى درنة وكتابة صفحة جديدة من صفحات النصر والنضال الوطنى والكرامة المصرية.

روعة توقيت طرحه أنه جاء مع أعياد القيامة لتتجلى صور الوحدة الوطنية فى أجمل صورها رغم أنف المغرضين لأن النسيج الوطنى واحد لعنصرى الأمة ليمسح أحزان كل المصريين بعد مشاهدة مقطع فيديو ذبح الـ21 مصريًا على يد تنظيم داعش الإرهابى، فى الواقعة التى هزت بر مصر والعالم أجمع فى فبراير عام 2015. 

توثيق أمين 

يؤرخ الفيلم لبطولة قواتنا الجوية والضربة التى وجهها نسور الجو على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا بدقة فائقة ونسفها بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للثأر من قتلة شهداء مصر فى درنة داخل معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة تنظيم داعش بعد أن دعا الرئيس مجلس الدفاع الوطنى لاجتماع طارئ بعد الحادث الخسيس وقال فى بيان رسمى إن «مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من القتلة» و«مصر فى ردها لا تدافع عن نفسها فقط ولكن تدافع عن الإنسانية بأكملها من هذا الخطر، وهو ما يفرض الاصطفاف من أجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه» وصدق وعد الرئيس بالقصاص العادل أمام كل العالم.

درس المتحدة 

فيلم «السرب» والذى تهديه الشركة المتحدة لكل أبناء الوطن ضربة كبيرة للفكر المتطرف الذين أساءوا للإسلام ودرس جديد من دروس التربية الوطنية ونصر عظيم فى معركة الوعى التى تقودها الدولة المصرية بمشاركة قوة مصر الناعمة وبكتيبة تضم أكبر باقة من نجوم الشعب: أحمد السقا فى واحد من أروع أدواره صدقًا وأداءً من خلال شخصية «على المصرى» الذى زرعته بذكاء المخابرات المصرية لتتبع حيل الإرهاربيين لحظة بلحظة والمتمكن «محمد ممدوح» أو أبوأسعد الحمراوى أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ورئيس المخابرات مصطفى فهمى مخطط العمليات ومعه شريف منير ومحمود عبدالمغنى وأحمد فؤاد سليم وآسر ياسين المنفذ لها ومعه باقى أفرع العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب أحمد فهمى وأحمد صلاح حسنى ومحمد فراج وكريم فهمى، كما تألق دياب فى دور «العقرب عثمان» ومعه زوجة أمير الجهاد المتمردة «نيللى كريم» والصحفية المجاهدة صبا مبارك، كما واصل «عمرو عبدالجليل» لمساته الكوميدية الطازجة وتألق محمود البزاوى ومحمد عادل ممثلى بدو ليبيا.. بجانب عظمة التجسيد الصامت للمتمكنة «عارفة عبدالرسول» والتى لخصت صدمة أهالى كل الضحايا والمجتمع فى مشهدين ونجح المؤلف عمر عبدالحليم، فى خلق تفاصيل مستوحاة من مقطع فيديو وبيان رئاسى بمهارة يتخللها أفكار ضالة ومضللة طرحها ليرسم صورة الجماعة الإرهابية فى حين مرحت قدرات الموسيقار «عمرو إسماعيل» فى رسم الأحداث باقتدار ما بين ليبيا وغرف العمليات ووسط مشاهد الدم والنار، بينما قدم المخرج «أحمد نادر جلال» مستندات تقديم نفسه كمخرج عمليات عسكرية سينمائية بمواصفات عالمية ترفع شعار «صنع فى مصر».

نقلة سينمائية 

أما شركة سينرجى المنتجة فأثبتت قدرتها على صناعة فيلم مصرى بتقنيات عالمية كما أنه يمثل إضافة كبيرة لكتالوج المنتج «تامر مرسى» الفنى على المستوى السينمائى، والفيلم عمومًا كما هو تاج فوق رؤوس أبطاله، يمثل قفزة لكل من شارك فيه ونقلة كبيرة للسينما المصرية بعد رائعة فيلم «الممر» والبقية تأتى فى سماء الجمهورية الجديدة .