السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نجحن فى إعادة إحياء ثقافة المرأة النوبية رائدات أعمال أسوان يروين قصصهن فى الحفاظ على التراث

على هامش مشاركتهن فى اللقاء الذى عقدته نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى مع منظمات المجتمع المدنى بمحافظة أسوان حول «كيفية الاستجابة للمستجدات التنموية والوطنية» بما يتماشى مع «رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030»؛ خصوصًا فى المَحاور الاجتماعية والاقتصادية متضمنًا: الحماية والرعاية الاجتماعية – التمكين الاقتصادى – الصحة والسكان – حقوق وخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة – قضايا حقوق المرأة والطفل – التعليم والوعى المجتمعى.



 

عقدت «روزاليوسف» لقاء مع بعض من السيدات أصحاب المشروعات واللواتى شاركن بالحوار، ومنهن فاتن صلاح وفاطمة إدريس وغيرهن من - رائدات أعمال فى أسوان- وبالرغم من مواجهتهن العديد من التحديات لاستكمال مشروعاتهن؛ فإنه كان لديهن رغبة وإصرار على تحقيق أحلامهن، وأسّسن مشروعات تحافظ على التراث والهوية وتنقل ثقافة المرأة النوبية بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات التى يصعب التخلص منها أو التى يتم التخلص منها بطريقة غير آمنة تسبب أضرارًا بيئية ضخمة.

 

 الصناعات الخضراء 

فتحكى لنا فاتن صلاح رائدة أعمال فى أسوان، قصة كفاحها فتقول: حصلت على تعليم فنى صناعى، والآن أستكمل تعليمى فى السنة الثانية من كلية التجارة، وأسّست مشروع ألياف للصناعات الخضراء، يقوم على إعادة تدوير المخلفات الزراعية الموجودة بالبيئة المحلية بمحافظة أسوان، ومن أهمها مخلفات شجر النخيل والموز والدوم وحشائش الحلف، بدأت مشروعى عام 2019، صممنا من المخلفات الكثير من المنتجات المهمة مثل الديكور الداخلى من سلة ووحدات إضاءة وبوكسات للمطبخ والحمّام وعياشة وسجاد، وكلها منتجات من البيئة، وبحكم طبيعتى النوبية لنا ثقافة وهوية خاصة بمجتمعنا ننقلها فى هذه المنتجات، فهى منتجات تراثية حتى لو وصلت المنتجات أى محافظة أو دولة بعيدة عن أسوان يستطيع الشخص الذى يحصل على المنتج أن يتعرف على الهوية والثقافة النوبية، كما أن المنتج صديق للبيئة وصحى، وبعد فترة من العمل بالمشروع فكرنا تطوير التصميمات وبدأنا نُدخل خامات مع بعضها كالفخار والعرجون.

 

وأضافت فاتن: حصلت على تدريبات بالمجلس القومى للمرأة وأفادتنى جدًا فى التطوير، كما شاركت بمؤتمر المناخ cop27 بمنتجات صديقة للبيئة، وفى 2022 كُرّمتُ من السيدة انتصار السيسى، على أنى أول سيدة تستخدم إعادة تدوير المخلفات الزراعية وأيضًا أساعد السيدات بالقرى فى التمكين الاقتصادى وحققنا نجاحًا كبيرًا وأصبحنا 10 سيدات أساسية بدوام كامل وكل سيدة يعمل لديها سيدات أخرى، ولكن أنا المسئولة عن التسويق والعلاقات العامة ولستُ متواجدة بصفة دائمة فى خط الإنتاج، فكل سيدة تعرف تخصصها وعملها وتقوم به على أكمل وجه، فلدى عمالة ثابتة وعمالة متغيرة، ولكن الآن تواجهنا بعض التحديات، منها أننا لدينا المادة الخام فقط لكن بعض المدخلات التى نحتاجها فى الإنتاج أصبحت غير متوافرة، وأيضًا الأدوات التى تسهل عملنا غير موجودة، وكنا نشترك بالمعارض لتسويق منتجاتنا وحتى يتعرف العميل على المنتجات ولكن الآن بسبب المسافة وإيجار المعارض أصبحنا غير قادرين على الاشتراك بالمعارض وبالتالى قل فرص التسويق، فى المحافظات الحدودية المشروعات الناشئة يصعب عليها توفير إيجار وسكن وانتقال حتى نشارك بالمعارض وهى الفرصة الوحيدة للتسويق، لذا تحدّثنا مع الوزيرة د.نيفين القباج لمساعدة المشروعات الناشئة فى المحافظات الحدودية فى التسويق وتطوير منتجاتهم، وأتمنى أن تنتشر منتجاتنا فى الخارج ونبدأ بدول الخليج لأن الثقافة الفكرية فى منتجات الخوص قريبة منا وليس لديهم من يعمل هذه المهنة إلا قليل جدًا، لذا نلاحظ أن المهنة بدأت تندثر فى هذه الدول، وانتقالنا ونشر تراثنا لديهم يعمل على الحفاظ على تراثنا وإعادة إحياء التراث مرة أخرى لديهم.

ريادة الأعمال

أمّا فاطمة إدريس صاحبة إحدى الشركات المتخصصة فى العرجون فى أسوان فبدأت كلامها معنا قائلة: بدأت الشركة بمبلغ قليل جدًا 3 آلاف جنيه، وكنت لا أعرف معنى ريادة الأعمال أو الإدارة ولا السوق، فكنت حرفية أعمل شغل يدوى ممتاز ثم بدأت أجتهد وأتعلم وأعمل على تنمية ذاتى، واجهتنى عقبات كثيرة ولكنى تغلبت عليها وصممت على تعليم أولادى، وعندما بدأ المشروع فى التوسع بدأت أدرس ريادة الأعمال، وأقوم بتدريب السيدات وتعاونت مع الجمعيات، وأصبح لى ورشة خاصة بها أكثر من 10 سيدات وأكثر من 20 سيدة تعمل فى غزل العرجون، والخامة الأساسية فى البداية كان ليس لها قيمة ويتم رميها أو حرقها وتضر البيئة لأنها سريعة الاشتعال وتبوّر الأراضى، لكن أنا درست اقتصاد منزلى قسم نسيج فأخذت العرجون وبدأت أفكر فى عمل منتجات منه وبالتالى بعد أن كان يتم رميه أصبح يتم بيعه واستخدامه ويعمل على تشغيل العديد من السيدات.

 معارض خارج مصر

وأضافت فاطمة: فى الفترة الأخيرة أصبحت أسافر القاهرة وأشترى خامات تكفى 6 شهور حتى أوفر تكلفة الانتقال، ولكن يبقى أيضًا التسويق مشكلة؛ خصوصًا المعارض؛ لأن التكلفة والإيجار والسكن غالى، وأيضًا أتمنى أن يتم التسويق خارج مصر، فالأول كان لدينا مشاكل فى الجودة، ولكن اشتغلنا عليها حتى أصبحت جودتها عالية، فالعميل يأتى من خارج مصر يشترى المنتج بـ 10 جنيهات ويبيعه بـ 10 دولارات ولا أستطيع رفع التكلفة، فأتمنى تتم استضافتنا فى معارض خارج مصر لنشر منتجاتنا وثقافتنا كما أن منتجاتنا متميزة ونادرة وعليها إقبال فى الخارج.