السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قيامة  فلسطين

قيامة فلسطين

مثلما قام المسيحُ من الموت حسب العقيدة المسيحية قامت فلسطين وعادت بعد أن اعتقد البعضُ أنها ماتت وانتهت، قبل السابع من أكتوبر كادت القضية الفلسطينية تكون نسيًا منسيًا، لا يأتى على ذكرها أحد إلا أهلها وقليل من المهتمين بها، وبعد ذلك التاريخ قامت فلسطين متلمسة خُطى المسيح، مشت مثله فى طريق الآلام، وحمَلت على ظهرها الصليب وارتدت تاج الشوك، سلّمها يهوذا وإخوانه - وما أكثرهم هذه الأيام - إلى أعدائها بعد أن قبلوها مدعين حبها، تعرضت لخيانة وعسف وظلم اليهود، وأنكرها عددٌ من أهلها، وبعضهم صاح مع الإسرائيليين اصلبوها، فى حصارها وفوق صليبها منعوا عنها الماء والطعام والدواء قاصدين تعذيبها مثلما سقوا المسيح الخل عندما أحسّ بالعطش وطلب الماء، وحكومات الدول الغربية التى يؤمن أغلبية شعوبها بالمسيحية ويعرفون ماذا جرى للمسيح على أيدى اليهود أيّدوا الإسرائيليين فى أفعالهم المجرمة التى يرتكبونها ضد الفلسطينيين، وكما عرفت الشعوب الحقيقة وأدركت أكاذيب اليهود وجريمتهم فى حق المسيح بعد أن تلقت تعاليمه على يد الرُّسل من تلاميذه فانتشرت المسيحية فى كل العالم، أيضًا عرفت الشعوبُ حقيقة ما يجرى على أرض فلسطين وما يفعله الإسرائيليون من جرائم ضد الإنسانية فى حق شعب أعزل ومسالم، وكشف الكثيرون الأكاذيب التى روجها أنصار إسرائيل وانتبهوا إلى المذابح التى تقع فى فلسطين ومحاولات الإبادة الجماعية وتهجير أهلها منها، فبدأت الشعوب فى التظاهر ضد حكوماتها مطالبين بوقف العدوان على غزة وقام طلاب الجامعات فى أمريكا وأوروبا والعديد من دول العالم بمظاهرات عارمة تطالب بالتوقف عن دعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا وردعها وردها عن أفعالها وجرائمها.



وكما تحمَّل المؤمنون الأوائل بالمسيح ظلم الحكام وتعذيبهم وقتلهم ونفيهم وسجنهم؛ فقد تحمَّل أيضًا المؤمنون بالقضية الفلسطينية وعلى رأسهم طلاب الجامعات ومعهم العديد من الأساتذة؛ خصوصًا فى أمريكا القبضَ عليهم وفصلهم وإنهاء عقودهم وإبعادهم عن المناصب التى يتولونها، ولكن فى المقابل وكما انتشرت المسيحية رغم كل الظلم والاضطهاد الذى تعرَّض لها المؤمنون الأوائل؛ فإن القضية الفلسطينية بعد قيامتها أصبح لها مؤيدون وأنصار فى كل دول العالم يؤمنون بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على أرضه.

 فى عيد القيامة ومع ما يجرى على أرض فلسطين أتذكر أغنية «المسيح» التى كتبها الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ولحنها المبدع بليغ حمدى وغناها العندليب عبدالحليم حافظ عام 1967، والتى تبدو كما لو كانت كُتبت اليوم، وكأن مبدعيها الراحلين الثلاثة شاهدوا ما يحدث للفلسطينيين الآن، تقول الأغنية:

يا كلمتى لفّى ولفّى الدنيا طولها وعرضها

وفتّحى عيون البشر للى حصل على أرضها

على أرضها طبع المسيح قدمه

على أرضها نزف المسيح ألمه

فى القدس فى طريق الآلام.. وفى الخليل رنت تراتيل الكنايس

فى الخلا صبح الوجود إنجيل

تفضل تضيع فيك الحقوق لإمتى يا طريق الآلام

وينطفى النور فى الضمير وتنطفى نجوم السلام

ولإمتى فيك يمشى جريح.. ولإمتى فيك يفضل يصيح

مسيح ورا مسيح ورا مسيح على أرضها

تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب

دلوقت يا قدس ابنك زى المسيح غريب غريب

تاج الشوك فوق جبينه وفوق كتفه الصليب

خانوه... خانوه نفس اليهود

ابنك يا قدس زى المسيح لازم يعود.. على أرضها.

عيد قيامة مجيد وكل عام والمسيحيون بخير، وكل عام وفلسطين موجودة حية فى ضمير كل إنسان وسيأتى حتمًا يومٌ نحتفل فيه بعيدَى الميلاد والقيامة فى دولة فلسطين الحرة.