السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مكاسب كبيرة من مشاركة رئيس الوزراء فى المنتدى الاقتصادى العالمى بالرياض.. مدبولى يضع العالم أمام مسئولياته ويدعوه لوقف الحرب فى غزة

تكللت المشاركة اللافتة للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى المنتدى الاقتصادى العالمى الذى استضافته العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضى بنجاح كبير، إذ حققت مصر من ورائها مكاسب كبيرة وسط الحضور الكبير من صناع السياسات الاقتصادية فى العالم، وتناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية تصريحاته التى أدلى بها والتى أكدت على الدور الإقليمى الذى تضطلع به الدولة المصرية، وجهود الوساطة التى تقودها مصر والتى ترمى من ورائها إلى وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة دون توقف للشهر السابع على التوالى، وأكد رئيس مجلس الوزراء فى كلمته التى ألقاها فى الجلسة الحوارية بشأن الوضع فى قطاع غزة، ضمن فعاليات اليوم الثانى للمنتدى الاقتصادى العالمى، على أن مصر تحرص وتعمل على توفير كل أنواع الدعم للشعب الفلسطينى.



وحظى لقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بالمدير العام لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا، على هامش المنتدى باهتمام واسع وكبير من الدوائر الاقتصادية العالمية كما تناقلت وسائل الإعلام العالمية إشادة السيدة كريستالينا بالإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها الدولة المصرية، وتأكيداتها على أن صندوق النقد الدولى يدعم الدولة المصرية فيما تتخذه من إجراءات تستهدف الإصلاح الهيكلى للاقتصاد المصرى، مشيدة بما اتخذته الدولة من خطوات لها أثر إيجابى على الاقتصاد المصرى، كما نوهت المدير العام لصندوق النقد الدولى خلال الجلسة الحوارية، التى عُقدت ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى، والتى شهدت حضورًا مُكثفًا من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين المُشاركين فى فعاليات الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادى العالمي؛ بمركز الملك عبدالعزيز الدولى للمؤتمرات بالرياض، إلى أهمية الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها الدولة المصرية فى تحقيق النتائج المرجوة خلال الفترة المقبلة، وأشارت إلى أن موافقة الصندوق على زيادة قيمة برنامج التمويل المُقدم لمصر يعكس الثقة الكبيرة التى يحظى بها الاقتصاد المصرى لدى المؤسسة التمويلية العالمية.

ولقيت كلمة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال مشاركته فى الجلسة الحوارية، ضمن فعاليات اليوم الثانى للمنتدى الاقتصادى العالمى والتى تطرق فيها إلى الأوضاع والاثار السياسية والاقتصادية والانسانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة باهتمام إعلامى عربى ودولى واسع وافردت لها وسائل الإعلام السعودية والعربية والدولية مساحات واسعة وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى قد ألقى الضوء على كل الجهود التى تبذلها مصر لوقف نزيف الحرب على قطاع غزة، مؤكدا على أن الهدف الرئيسى من جهود الوساطة التى تقودها الدولة المصرية بشأن الحل السياسى للقضية الفلسطينية، ترمى إلى «حل الدولتين»، مشددا على أن أى مفاوضات لم تنتهِ بحل الدولتين ستُفضى إلى استمرار تلك الأزمة دون توقف، ودعا رئيس مجلس الوزراء العالم إلى أن يقوم بدوره وينحاز إلى انسانيته ويعمل جاهدًا لإيقاف الهجمات والأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، ودعم الخطوات التى من شأنها الوصول إلى حل الدولتين.

وقال إن ما يحدث فى غزة يخالف كل ادعاءات الغرب عن حقوق الإنسان والاحتياجات الإنسانية الأساسية والديمقراطية وكل الأمور الأخرى التى يتبناها الغرب، وهذا يخلق شكوكًا حول جدية تبنى هذه المبادئ.

وخاطب رئيس وزراء مصر الدكتور مصطفى مدبولى الغرب من الرياض، قائلا: لو أنكم تعتقدون أن إرجاء قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحل الأمر أو أن هذا سيكون فى صالح إسرائيل فأنتم مخطئون تمامًا، على العكس سيكون هذا ضد مستقبل إسرائيل، ولا يمكنكم تصور ما يمكن أن يحدث فى المستقبل، لأننا نتحدث عن أمة فلسطينية ترزح منذ 75 عامًا تحت وطأة الاعتداء والاحتلال ونقص جميع الحقوق الأساسية للعيش فى وطنهم التاريخى، وهو الحق الذى يتبناه الجميع فى الجلسات غير العلنية، لكن عندما يتعلق الأمر بالحقيقة واتخاذ موقف واضح وقوى، الجميع يتراجع.

وشدد على أن «الآن هو الوقت المناسب للعالم وعليه أن يجتمع على كلمة سواء إذا كان يود أن يجد حلا جادا للأزمة الحالية فى المنطقة، لأننا لا نستطيع أن نتخيل حجم التصاعد فى الأزمة، ولقد رأينا دليلا على ذلك ما حدث بين إيران وإسرائيل خلال أيام قليلة، لذلك ماذا سوف يكون الموقف للعالم كله لو حدثت حرب فى المنطقة، وإذا كنا نظن أننا بعيدون عن هذه الحرب فإننا فى موقف صعب، فكل فرد وكل دولة سوف تتأثر بهذه الحرب، ولذلك فإن دورنا اليوم هو أن ندفع باتجاه حل الدولتين، والقيام بكافة جهود إعادة البناء وتقديم كل أنواع المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطينى».

وقال الدكتور مصطفى مدبولى إن مصر منذ اللحظة الأولى لنشوب هذه الحرب أعلنت موقفها بكل وضوح بأنها تعارض تمامًا كل صور الهجوم على المدنيين من الجانبين، وإن ردة الفعل من الجانب الإسرائيلى كانت صادمة، إذ كانت بمثابة عقاب جماعى لكل الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وليست ردًا عقابيًا لحماس وحدها، ودفع جميع الفلسطينيين فى قطاع غزة ثمن ما حدث فى يوم السابع من أكتوبر. وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى تضرر نحو 2.5 مليون مواطن فلسطينى كان يعيشون بقطاع غزة، حيث زاد عدد القتلى على 34 ألف شخص، وتعرض 77 ألف شخص لجروح وإصابات، فضلًا عن وجود ما يقرب من 7 آلاف شخص تحت الأنقاض، وإلى جانب ذلك فإن أكثر من 84 % من المنشآت الصحية تم تدميرها، كما توقفت المنظومة التعليمية، وتم تدمير أكثر من 70 % من البنية التحتية بالقطاع، وأنها تحتاج إلى عقود فى حال جهود الوساطة فى وقف إطلاق النار اليوم، حتى يعود القطاع لما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولى إلى عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح الحدودى، وبعد ذلك عبر معبر كرم أبو سالم، وقال إن مصر حاولت تمرير جميع أنواع المساعدات على الرغم من أن معبر رفح ليس معبرا لمرور الشاحنات أو للبضائع، لكن للأشخاص بشكل أساسى، لكننا قمنا رغم ذلك بفتحه منذ اليوم الأول، وما زال مفتوحًا على مدار اليوم من جانبنا من أجل محاولة عبور كل أنواع المساعدات، وقال:

بالإضافة إلى ذلك نجحنا فى استقبال العديد من الإصابات الحرجة، وأن الآلاف من هؤلاء المصابين تم استضافتهم فى مصر وتلقيهم العلاج فى المنشآت الصحية المصرية.

ونوه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى الآثار الاقتصادية الشديدة والمباشرة للحرب فى قطاع غزة على مصر، لافتًا إلى انخفاض عائدات قناة السويس - نتيجة تراجُع التجارة العالمية- بمعدل أكثر من النصف فى الأشهر الأربعة الأخيرة. 

وأضاف: فيما يتعلق بالتكلفة المباشرة وغير المباشرة على مصر، سأعطى فقط رقما عاما حول أعداد الضيوف الأجانب فى مصر - ونحن لا نسميهم لاجئين بل ضيوفا.

وتطرق رئيس الوزراء إلى ملف اللاجئين بقوله: «نحن لا نطلق على الوافدين إلينا «لاجئون».. ولدينا 9 ملايين وافد من المنطقة العربية والدول الإفريقية بسبب الحالة الأمنية فى تلك البلدان.. وتزيد التكلفة لاستضافة هذا العدد على أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا وهى قيمة تتحملها الدولة المصرية على الرغم من الأزمة الاقتصادية التى تجابهها».. وتابع: بالعودة إلى ملف الحرب فى غزة، لدينا قناعة بأن أهم شيء الآن هو العمل من أجل تجنب أى هجوم على رفح، لأن الوضع الحالى فى رفح الفلسطينية الآن هو أننا لدينا أكثر من 1.1 مليون فلسطينى تم تهجيرهم من شمال ووسط غزة، بالإضافة إلى 250 ألفا من سكان رفح.

وقال رئيس الوزراء أيضًا إن ثمة ما بين 1.3 و1.4 مليون نازح فلسطينى منتشرون وموزَّعون على الحدود بين مصر ومعبر رفح، لافتًا إلى أن أى نوع من الهجوم على هؤلاء سيكون بمثابة إجراءً كارثى، كما سيؤدى إلى النزوح الجماعى لهؤلاء الفلسطينيين بحثًا عن موطِن آمن، ما يمكن أن يضع ضغوطًا على المنطقة الحدودية مع مصر.

وأكد فى هذا الإطار أن الحكومة المصرية، ومن وجهة نظر إنسانية، مستعدة لتوفير كل أنواع الدعم للشعب الفلسطينى، ولكن من المنظور السياسى، سيُسهم ذلك بالتأكيد فى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.