الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«مازن حمزة».. المغامر الذى هزم إعاقته وتحدى الجبال!

«مازن حمزة»..  المغامر الذى هزم إعاقته وتحدى الجبال!
«مازن حمزة».. المغامر الذى هزم إعاقته وتحدى الجبال!


حقق الحلم الذى عاش من أجله، عندما تسلق قمة جبل «سانت كاترين» بجنوب سيناء، التى تعدّ أعلى قمة فى مصر، ويبلغ ارتفاعها 2629 مترًا فوق سطح البحر، خلال رحلته هناك زار الوديان، وقضى أيامًا برفقة قاطنيها. الحياة شديدة الصعوبة، لذا قرر المغامر «مازن حمزة»، أول معاق مصرى يتسلق الجبال، تنظيم حملة لمساعدة أهالى «سانت كاترين»، بالتعاون مع «خالد فودة» محافظ جنوب سيناء ووزارة التضامن الاجتماعى.
انطلقت أول حملة إلى جنوب سيناء فى 2017، وجار  التحضير لتكرارها هذا العام، يقول «مازن»: «كنت دائم التردد على سانت كاترين لتسلق الجبال، كنت أزور الوديان والمدينة، شعرت أن الناس هناك فى أشد الحاجة للمساعدة، لأن حياتهم صعبة لا يقدرون على التحرك بسهولة، ولا يطلبون المساعدات مثلما هو متاح فى القاهرة، فى العام الماضى كنت أستعد لتسلق الجبل، وقررت أن أقدم مساعدات للأهالى أولًا قبل التسلق»، مؤكدًا أنه لجأ إلى وزارة التضامن الاجتماعي للتعرف على الوديان الأكثر احتياجًا هناك، لتقديم المساعدات لها وكان أبرزهم وادى «المُرة».
«400 بطانية و10 كراسى متحركة وملابس»، حصيلة الحملة الأولى وفقًا لـ«مازن»، مؤكدًا أن عدد الوديان هناك 33، لكنهم زاروا 20 واديًا فقط: «حياة الناس هناك صعبة جدًا، فالأمطار كفيلة أن تدمر لهم كل شيء هناك، اعتمادهم الكلى على السياحة، والسياحة لم تعد مثل زمان وأصبحت حركتها بطيئة، لذا يعملون شهرين فقط خلال السنة، وبقية الأشهر يعتمدون على حرفة الزراعة»، مشيرًا إلى أنهم ينظمون حملة مساعدات تنطلق 1 أكتوبر القادم وتستمر حتى اليوم الثالث من الشهر، وأضافوا إليها تجهيزات العرائس: «لم نحب تكرار نفس المساعدات هذا العام، وقررنا تجهيز مجموعة عرائس لأن أسعار الأجهزة ليست فى متناول الكثيرين خاصة بعد ارتفاعها».
زار الشاب الثلاثينى مدنًا كثيرة، لكنه يجد «كاترين» من أعظم وأجمل المدن فى العالم، يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة، ويستغرق التنقل من واد إلى آخر ما يقرب من ساعة: «نحرص على الذهاب إلى الوديان القريبة من بعضها أولًا، ثم نتجه إلى الوديان البعيدة، يستقبلنا الجميع بفرحة وسعادة شديدة، لا يصدقون أننا مصريون مثلهم وجئنا لتقديم يد العون لهم، فيرحبون بنا، والمشايخ يقفون بجوارنا ويساعدون على التنقل بسياراتهم لأن الطرق كلها جبلية فنصعد ونهبط بسيارات الدفع الرباعى».
قام «مازن» فى السنوات الماضية بمغامرات كثيرة، طامحًا أن يلفت الأنظار إلى عالم ذوى الإعاقة الملىء بنماذج لديها القدرة على المثابرة، واختارت أن تحارب الظروف لتفسح لنفسها مكانًا وسط الناجحين، حيث نجح فى تسلق قمة جبل سانت كاترين بجنوب سيناء، الذى يُعدّ أعلى قمة فى مصر، كما تسلق قمة جبال الألب فى سويسرا عام 2014، وجبال توبقال بالمغرب عام 2016، وقاد مجموعات من ذوى الإعاقة فى كثير من المغامرات، كان أبرزها قيادته 30 منهم فى مارس 2017، لصعود قمة جبل موسى بجنوب سيناء الذى يبلغ ارتفاعه 2285 مترًا فوق سطح البحر، إضافة إلى قيادته مجموعات من رفاقه فى مغامرات الغطس.
يخوض المغامر المصرى هذا العام تحديًا جديدًا، حيث يستعد للمشاركة فى بطولة العالم لطيران «الباراموتور» أصغر طائرة فى العالم، وهى نوع من الطائرات الرياضية الخفيفة، تتكون من شراع، ومحرك صغير يرتديه الطيار على ظهره كالحقيبة، ليقوم بعملية الطيران المتعرج صعودًا وهبوطًا: «أنا أول معاق مصرى ينضم إلى هذه الرياضة، كنت أبحث عن الرياضات الجوية منذ سنوات وحاولت الانضمام إليها لكنى لم أصل إلى شيء، انضممت إلى المنتخب وخطتى القادمة أن أفوز فى البطولة، حيث أنافس فيها أسوياء».
موضحًا أن مشاركته جاءت عن طريق اللواء كاظم حبيب، رئيس لجنة «الباراموتور» بنادى الطيران المصرى، الذى شجعه على خوض المغامرة، وأشرف على تخصيص مدرب من النادى لتدريبه: «وأقوم حاليًا بالتدريب 3 مرات أسبوعيًا استعدادًا للبطولة، وأجتهد فى فتح المجال لذوى الإعاقة فى مصر للمشاركة فى كافة الألعاب الرياضية، وسوف تُقام البطولة يوم 26 أكتوبر فى الفيوم والمطلوب أن أطير مدة زمنية معينة».
يعمل «مازن» موظفًا بالهيئة العامة للتخطيط العمرانى التابعة لوزارة الاسكان، أصيب بشلل أطفال وعمره 3 أعوام، أثناء حرب الخليج، حيث كان والده رجل أعمال هناك، وحينما عاد إلى مصر قرر والداه الاهتمام به من خلال التوجه إلى المراكز الرياضية، أنهى تعليمه الثانوى وقدم على الوظيفة، وحصل عليها ثم تطرق إلى التعليم الجامعى. بدأ مشواره بتسلق جبل «خوفو» عام 2011، بعد إلحاح وتشجيع من زملائه الواثقين فى قدرته على فعل المستحيل، واستكمل المسيرة حتى أصبح أول معاق مصرى يتسلق الجبال.
ويضيف: «هناك كثيرون وقفوا إلى جوارى وقت نجاحى، وهناك من أحبطونى، وأشكرهم، وأنا أستعد لمساندة أى موهبة مثلما وقف والدى إلى جوارى ودعمونى بكل ما لديهم، وأوجه كلمتى لمؤسسات المجتمع المدنى وجمعيات ذوى الإعاقة ألا يستغلوا قضية المعاقين، ويجب على المجلس القومى لذوى الإعاقة احتضان أى بطل أو مشروع بطل».