السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خريطة للارتقاء بحياة المواطن .. أهداف تكوين الأسرة من المنظور الدينى

فى ضوء مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النمو المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقًا مع واجبها الوطنى تجاه المجتمع، صدر بالشراكة بين  كلٍ من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية دليل دينى لإلقاء الضوء على قضايا السكان فى المجتمع، وتصحيح المفاهيم، وبعد اتفاق كامل نصت عليه الأديان السماوية وأظهرت أن الإنسان نعمة وأن تنميته هى أهم رسالة ولا خلاف عليها.



 

الدكتورطارق توفيق نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان قال فى تقديمه للدليل الإعلامى، إنه تضافرت جهود عدة على إنجاز هذا الدليل، والعمل على إخراجه فى أحسن صورة، من الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية.. وقد أشرف على كتابة الجانب الإسلامى لجنة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كما أشرف على كتابة ومراجعة الجانب المسيحى القمص بيشوى شارل، مسئول المكتب البابوى للرعاية الاجتماعية، والقس أنطونيوس صبحى عضو السكرتارية الفنية للمجمع المقدس.

يتضمن الجزء الأول من الدليل الدينى للتوعية الأسرية الذى صدر بالشراكة بين كلٍ من المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية، العديد من قضايا الأسرة والسكان من منظور دينى.

ويعدد الدليل الدينى للتوعية الأسرية أهداف تكوين الأسرة من منظور دينى وهى كالتالى:

عبادة الله وحده

تقوم الأسرة فى أساسها على عبادة الله وحده، وهو مطلوب الله تعالى من الأفراد والجماعات، قال سبحانه: «وَمَا خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».. ومن ثم قال العلماء: إن تكوين الأسرة أمر تعبدى؛ يتعبد المسلم ربه بإنشاء أسرة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه، فقد قال الله تعالى مادحًا أنبياءه ورسله «ولقد أرسلنا رسلًا من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرية».. وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «النكاح من سنتى، فمن لم يعمل بِسنتى فليس منى».. وقد مدح الكتاب المقدس هذه العلاقة فقال: «أما قرأْتم أن الذى خلق من البدء خلقهما ذكرا وأُنثى؟».. وقال: «من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا.. إذا ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد.. فالذى جمعه الله لا يفرقه إِنسان».

تهذيب الأخلاق

يعد من الأهداف السامية للأسرة تهذيب الغرائز، وتقويم أية ميول للنفس البشرية، فالأسرة هى تلك الصورة المنظمة التى يتم بها التقاء الرجل بالمرأة تحت سقف واحد، ليتم من خلال هذا الالتقاء تحقيق احتياجات معينة، بيولوجية ونوعية ونفسية، واجتماعية، واقتصادية وحضارية... لكل منهما منفردين، ولهما مجتمعين، وللمجتمع الذى يعيشان فيه، وللإنسانية ككل، أو هو عقد يتفق بمقتضاه رجل وامرأة على أن يرتبطا معًا؛ من أجل المعيشة المشتركة، ومن أجل أن يتبادلا المودة والرحمة لخيرهما المشترك، والخير لأولادهما، وذلك فى حدود ما يقضى به الشرع والقانون.

ونظام الأسرة نظام فطرى طبيعى، ومن ثم فليس بدعا أن تتبناه الشرائع السماوية، حفظا للأنساب وللحقوق المترتبة على الأنساب.

والأسرة لبنة من لبنات المجتمع التى وضعها الشرع حاجزًا بين شهوات النفس والرذائل، فإن الله تعالى جرم الفاحشة وعاقب عليها؛ بل جعل العقوبة مستحقة لمن أحبها ولم يشارك فى فعلها أو نشرها، قال تعالى:  «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة».

وليس هذا فى التشريع الإسلامى فقط، بل حث عليها الكتاب المقدس، فقد جاء فيه: «وأما الزنى وكل نجاسة أو طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين».

والزواج ما هو إلا ظاهرة من ظواهر التنظيم لفطرة أودعت فى الإنسان، كما أودعت فى غيره من الحيوانات، ولولا الزواج لتساوى الإنسان مع الحيوان فى إشباع هذه الفطرة عن طريق الفوضى والشيوع، ولنتج عن ذلك اختلاط النسل وفساد الأخلاق؛ ولذا فالزواج هو الحصن الحصين للأخلاق.. والأسرة هى الحاضنة الاجتماعية التى يحقق فيها الإنسان غرائزه الطبيعية كالبقاء، على نحو يصون الأنفس، ويحفظ الأعراض، ويحقق الإحصان، ويحفظ النسل من الاختلاط، ويصون المجتمع من التحلل والفساد.

عمارة الأرض

ومن الأهداف التى شرع الله من أجلها الزواج وتكوين الأسر؛ عمارة الأرض والحفاظ على مقدرات الأوطان، وما أودعه الله تعالى فيها من خيرات، فقد قال الله تعالى: «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها».. فتعميرها ببقاء النوع الإنسانى؛ من خلال تناسل مشروع عن طريق عقد الزواج.