الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وزير أنبوبة البوتاجاز..!

وزير أنبوبة البوتاجاز..!
وزير أنبوبة البوتاجاز..!


فى خطاب تكليف وزيرة البيئة الجديدة.. كان الله فى عونها.. لم نكلفها صراحة بالتعامل مع مشكلة النظافة.. أو قل مشكلة الزبالة.. مع أننا أحوج ما نكون لوزير متفرغ لمواجهة المشكلة.. التى هى المسئول الأول عن حالات التلوث البيئى وانتشار الأمراض الفيروسية التى يعانى منها المواطن المصرى.

وزير دولة لشئون الزبالة.. هو المنصب الذى تحتاجه مصر الآن.. وزير مسئول بمهلة محددة.. وواضحة لحل المشكلة حلا جذريا.. وأقطع ذراعى أنه سوف ينجح بامتياز.. لأنه سوف يتعامل من أرض الواقع.. سوف يعسكر فى الشارع حتى تنتهى الأزمة المخجلة.. وذات يوم فعلها رئيس الوزراء المحترم إبراهيم محلب الذى وصلته شكاوى متعددة عن وقوع حى دار السلام بالقاهرة.. فريسة للأهوال وقد تحول إلى مقلب زبالة كبير.. أخذ إبراهيم محلب سيارة تاكسى عادية متوجها إلى حى دار السلام.. ورفض أن تصحبه سيارات حراسة أو طاقم سكرتارية ليعاين على الطبيعة الوقائع هناك.
فى حى دار السلام اكتشف محلب صدق الشكاوى.. فاجتمع مع رئيس الحى ومأمور القسم.. وسألهما سؤالا واضحا عن احتياجاتهما حتى تتوافر للحى النظافة المطلوبة.. أمر محلب بتكثيف مرور سيارات جمع القمامة.. وأمرها برفع جبال القمامة من الشوارع الرئيسية والفرعية.. وأمر بتكثيف الحملات الدورية للإشراف والمتابعة.. لم يكتف محلب بزيارة يتيمة.. بل واصل المرور على الحى دوريا.. حتى انتهت المشكلة من هناك تماما!
صحيح أن المشكلة عادت مرة أخرى برحيل محلب.. لكن محاولته تستحق التكرار.. بما يعنى أن المشكلة ليست عند الناس.. بقدر ما هى مشكلة الإدارة الواعية والحاسمة.
فى أوروبا الشوارع على سنجة عشرة.. ليس فقط لأن النظافة هناك من الإيمان.. ولكن بسبب الغرامات الفادحة التى تفرضها البلديات على المخالفين لقوانين النظافة الصارمة!
وزير دولة لشئون الزبالة بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان.. قادر على إصدار القرارات والأوامر الفورية من أجل حل المشكلة حلا جذريا.. وأتصور أنه سيأمر فورا بتعيين كام ألف زبال على ورديات ثلاثة.. والظروف تسمح بالمناسبة والبطالة فوق العادة.. وسوف يسلمهم مقشات ومقاطف.. وسوف يعين لهم ملاحظين كأيام زمان.. يمرون بالدراجة على الكناسين يراقبون ويعاقبون.. الملاحظ زمان كان يمر بالشارع ويكتب كشفا تفصيليا بالحفر والمطبات والأرصفة المكسورة.. فتأتى سيارة البلدية ليلا لإصلاح ما أورده الملاحظ فى تقريره.. ويأتى وابور الزلط لرصف ما تم إصلاحه.. عملية بسيطة وغير معقدة.. ولا أعرف من الذى أفتى ذات يوم بإلغاء البلدية التى كانت تحافظ على نظافة المدن.. والاستعانة بدلا منها بشركات النظافة المستوردة.. التى تحمل اسما أجنبيا وعمالة مصرية وتمارس النصب العلنى وتهدد الآن بجرجرة الحكومة للمحاكم الدولية بحجة أن الدولة تحاول قطع عيشها!
الوزير الجديد سوف يأمر فورا بإعادة البلدية لتباشر سابق أعمالها التى ألغيت فى عصر الفهلوة بحجة ضغط المصروفات على حساب صحة الشعب وصحة البيئة التى تعانى الإهمال.
ووالله العظيم إن التخلص من الزبالة هو مشروع قومى حضارى من الطراز الأول.. وليس هناك أكثر واقعية من عودة زبال البيوت الذى اختفى بفعل المؤامرة التى دبرها بعض رجال الحكم مع نفر من رجال الأعمال لإنشاء شركات لجمع القمامة تحمل اسما أجنبيا.. ولم تفعل شيئا على أرض الواقع.. لا هى رفعت الزبالة من الشوارع والبيوت.. ولا هى تركتنا فى حالنا وتجرجرنا للمحاكم.. مع أنها هى التى أخلت بشروط التعاقد عندما تقاعست عن العمل!
النظافة من الإيمان.. ونظافة المدن المصرية واجب مقدس.. وليس هناك أفضل من عودة كناس زمان.. يتولى كنس الشوارع وجمع المخلفات.. ولن يتم ذلك إلا من خلال حضرة وزير شئون الزبالة.. الذى لو نجح فى التجربة الرائدة.. فسوف نعممها فنعين وزيرا للمرور ووزيرا للمخابز.. ووزيرا لأنبوبة البوتاجاز.. أما الوزراء القابعون فى مجلس الوزراء.. فسوف نحتفظ بهم هناك.. لا يغادرون مقاعدهم الوثيرة.. قبل حل مشاكل مصر.. التى تحتاج لوزراء بحق وحقيقى!