الأربعاء 2 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ترامب يبدأ سياسته الخارجية من «القاهرة»

ترامب يبدأ سياسته الخارجية من «القاهرة»
ترامب يبدأ سياسته الخارجية من «القاهرة»


الصعود المفاجئ وربما الصادم لمرشح الحزب الجمهورى «دونالد ترامب» إلى سدة الرئاسة الأمريكية، لن يمر مرور الكرام على العالم، بل إن بوصلة السياسة الخارجية لواشنطن ستنحرف لا محالة فى اتجاهات معاكسة لاتجاهاتها خلال السنوات الثمانية الماضية من حكم الرئيس باراك أوباما.

وجود الملياردير فى المكتب البيضاوى سيعنى أن الأولويات الأمريكية ستتغير، إلى حد أن محللين سياسيين أمريكيين يؤكدون أن تداعيات الأمر لن تقل عن تداعيات يوم 11 سبتمبر، وستكون المنطقة العربية بالطبع فى بؤرة الأحداث، ذلك أن الرئيس الجمهورى الجديد يعلن بوضوح رغبته فى التقارب مع مصر، فى حين أنه يتبنى خطابا معاديا للسعودية، إلى حد أنه يطالب بأن «تسدد أكثر» نظير الحماية، هذا بالإضافة إلى ما أكده من نيته توجيه ضربات عسكرية موجعة إلى «الدواعش» ومن لف لفهم.
وبحسب تقرير لموقع «ماركت ووتش» السياسى الاقتصادى تحت عنوان «يجب على ترامب تبنى محور الشرق الأوسط من مصر»، خلافا لباراك أوباما كان يرمى ثقله السياسى كله أثناء ولايته على ما سماه بمحور آسيا، مع إدارة ظهره للشرق الأوسط.
ووفقا للتقرير فقد أصبحت السياسة الخارجية الأمريكية أضحوكة فى السنوات الماضية منذ ألقى أوباما فى القاهرة خطابا من 5000 كلمة بعنوان «بداية جديدة» ومن هنا بدأ الجهل التى تعاملت به الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، فالبداية لم تكن موفقة ذلك أن الرئيس المفوه تجاهل دور مصر فى المنطقة، ولم يراع أهميتها الاستراتيجية فى مجال إعادة صياغة التجارة العالمية أيضا، وخاصة بعد أن وضعت روسيا والصين موقع قدم فى المنطقة بسبب السياسة الأمريكية الخاطئة.
مصر هى المكان الذى يجب ان يبدأ به ترامب، هكذا يقول التقرير، ويمكن أن تقوم الولايات المتحدة بتعويض المعدات العسكرية الروسية من خلال إعطاء قبلة الحياة للاقتصاد المصرى، وتمويل القطاع الخاص والاستثمارات فى التنمية الزراعية على طول نهر النيل، والتنمية الصناعية خارج المدن، والثورة التعليمية داخلها.
ويمكن للولايات المتحدة مساعدة مصر فى مضاعفة إنتاجها الزراعى، كما فعلت الثورة الخضراء فى الهند فى الستينيات، وبدء تشغيل مئات المصانع كثيفة العمالة الجديدة التى من شأنها أن تزيد من الوظائف الشاغرة وتساعد على تقليص التضخم فى القطاع العام، وأن تساعد الإدارة الأمريكية فى بناء مستشفيات جديدة وجامعات ومدارس مهنية.
إن تحويل وجهة الولايات المتحدة إلى مصر وتأهيلها اقتصاديا سيؤدى إلى استعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وقد كانت خطيئة السياسة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس الذى يتأهب لحمل عصاه والرحيل هى تجاهل مصر.
وقال مركز جلوبال ووتش المعنى بجماعة الإخوان، إن التنظيم كانت له ردود أفعال واسعة النطاق وربما مختلفة ومتضاربة إزاء فوز ترامب..  ففى تونس أكد رئيس حزب النهضة راشد الغنوشى الذراع السياسى للإخوان فى تونس، فى بيان له، أن على حزب النهضة والولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على مصالحهما المشتركة ودعم شعوب دول الشرق الأوسط فى تحركاتهم نحو الحرية والديمقراطية.
أما حركة حماس فحثت على لسان  القيادى خالد مشعل من الدوحة وعبر الفيديوكونفرانس الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بإعادة النظر فى سياسة الولايات المتحدة التى تنتهجها منذ فترة طويلة تجاه النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، مضيفا أنه قد حان الوقت المناسب لتعترف الولايات المتحدة بأن إسرائيل أصبحت عبئا عليها.
وبالنسبة لجماعة الإخوان فى الولايات المتحدة فقد بدأت محاولات عدم حرق الجسور مع الرئيس المنتخب فى الوقت نفسه، وقال نهاد عوض زعيم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) فى مؤتمر صحفى إنهم يحترمون نتيجة الانتخابات، وبالنسبة لمنظمة اسنا الأمريكية والمحسوبة على الإخوان أيضا حسنت من لغتها وقالت فى بيانها إن دونالد ترامب يجب أن يكون ورقة رابحة للشفاء وضمان سلامة وأمن وحرية العبادة للأقليات وأماكن العبادة.
أما بالنسبة لجماعة الإخوان فى مصر فكان رد فعلها مختلفا عن الردود التى أبدت لينا مع ترامب، حيث وصفت بيانها فوزه كارثة وشبهت دونالد ترامب بجالوت، وفى نفس الوقت قال وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية للرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه سيقوم بالتوقيع على مشروع القانون الذى يضع جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، وكانت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد وضعوها فى لائحاتهم للمنظمات الإرهابية.
وقال مدير مركز السياسة الأمنية الأمريكى فرانك جافنى إن واحدة من أكثر التحديات أهمية للرئيس الجديد ستكون تعيين جماعة باعتبارها منظمة إرهابية، وأوضح روبرت سبنسر رئيس تحرير مجلة فرانت بيدج أن على ترامب القيام بتدابير كثيرة منها وقف الهجرة من الدول التى بها بؤر النشاط الإرهابى، وطالبه بعدم نفى الصلة بين الإسلام والإرهاب كما فعل الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، كما دعاه إلى تطهير جميع المؤسسات الأمريكية حتى من الأفراد المنحازين للإخوان أو المنظمات التابعة لها وتنفيذ برنامج إعادة تدريب إلزامى للعملاء فى مكتب التحقيقات الفيدرالى، وضباط الأمريكي.
 وطالب بإزالة جميع كل الأفراد الذين لهم علاقات مع جماعة الإخوان وموجودون بالحكومة الأمريكية والبيت الأبيض والذين كان لهم نفوذ فى حكومة الولايات المتحدة قبل عام 2011 وهو ما أدى إلى سياسات امريكا فى الشرق الأوسط والتى أدت إلى ثورات الربيع العربى، ومن ضمن الطلبات أيضا إعادة تصنيف المنظمات، وإعادة تكوين تحالفات دولية جديدة.
الغريب أنه مقابل التكتيكات الجديدة التى يمكن أن يقوم بها ترامب، جاء رد فعل تنظيم القاعدة والإخوان وداعش لافتا للنظر حيث إنهم احتفلوا بصعود دونالد ترامب باعتبار أنه بداية للخراب الأمريكى، وقال القيادى المصرى المولد الدكتور طارق عبد الحليم إنه سيدمر أمريكا.
وبعيدا عن ردود الأفعال للإخوان فى الشرق الأوسط وأمريكا، وما يجهزه لهم ترامب، ترى صحيفة التليجراف البريطانية أن هناك تسع دول ستشكل أول من سيتحدث عنها دونالد ترامب على رأسها مصر وأيرلندا، والمكسيك وإسرائيل وتركيا والهند واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية خلال 24 ساعة من فوزه، لكنه لن يلتفت إلى انجلترا إلا مساء اليوم الثانى من ظهور النتيجة، وهو ما جعل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى تشعر بالقلق.