الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مهرجان الخروج عن النص بالمسرح القومى

مهرجان الخروج عن النص بالمسرح القومى
مهرجان الخروج عن النص بالمسرح القومى


فى  ملهاة مسرحية خرج علينا حفل افتتاح الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح المصرى، فالدورة من بدايتها - وكما يقولون: (أول القصيدة كفر) - لا تبشر بخير.. لتأخر وزيرالثقافة (حلمى النمنم) أكثر من ساعة وبدلاً من أن يبدأ الحفل - كما كان مقرراً - فى الثامنة تماماً ، بدأ بعد التاسعة، الكارثة الأكبر فى هذه المهزلة هو حفل الافتتاح نفسه الذى لا يرقى حتى للحفلات المدرسية بداية من الفكرة الهزيلة التى لا نراها حتى فى كتب الأطفال لزوم الضحك على الذقون، أو فى شكل الملابس المضحك، وتتجسد المهزلة الكبرى فى الفرقة الاستعراضية المسخرة!!

فعندما يصل الأمر لأن تكون هذه هى الفرقة التى تم اختيارها لتمثيل الثقافة المصرية فى احتفالها بمهرجانها القومى للمسرح.. فإذاً على الدنيا السلام؟؟!!
فالعناصر الاستعراضية لم تتمتع بالمظهر اللائق - لا شكلاً ولا موضوعاً - الذى يحقق لها جاذبيتها، ونذكر جميعاً فرقتى (رضا) و(القومية) للفنون الشعبية وكيف كان شكل الراقصين فيها.. من العناصر المشرفة، ولذلك لم يكن غريبًا على مثل هاتين الفرقتين أن يمثلا مصر فى كل المحافل الدولية ويسجل التاريخ إنجازاتهما بحروف من ذهب.. أما ما شاهدناه فى حفل افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى، فإن الاستعراض (ض. ج) من نوعية (على ماتفرج)، بمعنى أنها غير مؤهلة وغير مدربة وغير لائقة، وتفتقد للتناغم وكل منهم يسير فى واد لا علاقة له بالآخر؟؟!!
الدورة التى أطلق عليها إسم النجم الراحل (نور الشريف) لم يكن لها أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذا النجم باستثناء ذكر اسمه فقط.. فكان من المفترض أن يتم عرض فيلم تسجيلى عنه فى حفل الافتتاح - صحيح أنه من المعروف أن صاحب الدورة يتم تكريمه فى حفل الختام، ومن الجائز أن يكون هناك فيلماً تسجيلياً عنه، ولكن طالما أن حفل الافتتاح لم يخل من الإشارة إليه، فكان لا بد أن تكون الإشارة لائقة بفنان بحجمه، وليست هزيلة مثلما حدث باستدعاء روحه عبر ممثل لا يمت  لـ(الشريف) بصلة لا شكلية ولا جسدية ولا حتى أدائية، بل كان مجرد مسخ عندما حاولوا تغيير ملامحه بماكياج يقربه من منطقة (نور الشريف) الشكلية مع وضع مقطع صوتى لـ(الشريف) وهو يلقى جزءاً من قصيدة (عبدالرحمن الشرقاوى) (الكلمة نور).
إن مسئولية هذا العرض الهزيل فى رقبة جميع المسئولين بوزارة الثقافة، فالمهرجان - للأسف - لم يكن له رئيس حتى قبل الافتتاح بساعات، لأن وزير الثقافة (حلمى النمنم) لم يكن قد عين  بديلاً لرئيس البيت الفنى للمسرح - المنوط برئاسة المهرجان - بعد خروج رئيسه السابق (فتوح أحمد) على المعاش، منذ أكثر من أربعة أشهر، حتى تم الإعلان فى حفل الافتتاح عن تعيين (إسماعيل مختار) رئيساً للبيت الفنى ورئيساً للمهرجان!! وإن كنت لا أعفى (ناصر عبدالمنعم) الذى كان يتولى رئاسة المهرجان بشكل مؤقت ويتابع كل تفاصيله من المسئولية، كذلك لا أعفى اللجنة العليا للمهرجان من مسئولية موافقتها على هذا العرض الهزيل وخروجه إلى النور، خاصة أنها هى التى أوصت فى العام الماضى أن من يحصل على الجائزة الأولى فى الإخراج هو من يتولى إخراج حفل الافتتاح فى العام التالى.
قطعاً النوايا حسنة ونية اللجنة العليا إفراز كوادر إخراجية جديدة لحفلات افتتاح وختام المهرجانات بعد أن ظلت ولسنوات طويلة حكراً على البعض، ولكن للأسف الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، فكان لا بد من متابعة العمل فى حفل الافتتاح، خاصـة أنها المرة الأولى التى يخوض فيها مخرجه (تامر كرم) هذه التجربة التى لا نعفيه من تقصيره فيها، فليس معنى أن نمنح الفرصة لمخرجين جدد لحفلات الافتتاح والختام أن تكون مهمتهم مجرد تجريب لا يصل لدرجة الجودة والاحترافية.
العار الأكبر فى حفل الافتتاح غياب أهل البيت من حضور احتفاليتهم، وكأن المسرحيين ذهبوا فى سبات عميق نسوا فيه أن لديهم مناسبة مسرحية من الواجب عليهم حضورها، وللأسف لم يحضر منهم لا نجوم ولا كومبارس باستثناء سيدة المسرح العربى (سميحة أيوب) كرئيس للجنة التحكيم و(عبدالرحمن أبو زهرة) بصفته مكرماً.
الدورة التاسعة التى تحمل اسم (نور الشريف) يشارك فيها 27 عرضاً تتنافس على جوائز المهرجان التى تحمل أسماء (كرم مطاوع)، (نجيب سرور)، (محمود دياب)، (ملك الجمل)، (محمد وفيق)، (ماجدة الخطيب) وغيرهم.. الجديد فى الفرق المشاركة أن هناك فرقة (شلاتين) المسرحية التابعة لمدينة (شلاتين) التابعة لمحافظة (البحر الأحمر) المصرية. 