توازن القوى واستقرار المنطقة
 
                            تحية عبد الوهاب
 
                                                      تحولت سوريا بين ليلة وضحاها إلى بؤرة صراع علنى بين الدول الكبرى بعد أن مضى أكثر من 4 سنوات والمشكلة السورية لم تراوح مكانها من خلال حروب محدودة وقتال بين الجماعات الإرهابية المعارضة والجيش السوري، كانت عمليات كر وفر بين الجانبين أحدهما مدعوم من روسيا وإيران والآخرون مدعومون من تركيا وأمريكا والسعودية وقطر وإسرائيل.
فجأة تغيرت موازين القوى داخل سوريا بعد دخول الدب الروسى حلبة الصراع بضربه للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها ما يسمى داعش حيث توغل فى السيطرة على الكثير من الأراضى السورية رافعا شعار «إعادة الخلافة الإسلامية» وما هو إلا القاتل الأخير الحريص على قبض ثمن الدم الذى يسفكه ويؤدى عملاً يأخذ عليه أجرا شهريا، وفكرة الخلافة ليست أكثر من وسيلة فى الاعتماد عليها لجلب المزيد من العملاء ولا صلة له بالإسلام وإنما هو شركة متعددة الجنسيات تضم تحت رايتها ما يقرب من 80 جنسية يتلقون الدعم من بعض دول الجوار السورى والولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تقسيم الوطن العربى وإفقاره وضعفه.. وعند تدخل روسيا فى حلبة الصراع وتوجيه ضربات قاصمة ضد تلك التنظيمات الإرهابية وجميع القوى المناوئة لبشار الأسد بمساعدة الجيش السورى تغير على الفور ميزان القوى على الأراضى السورية من خلال الانتصارات التى تتحقق على الأرض.
لم يعجب الأمر تركيا والدول المساندة لما يحدث داخل سوريا، حيث يلعب الرئيس التركى دورا مشبوها بكل المقاييس فى تعميق الأزمة السورية وخلق أجواء من عدم الاستقرار فى المنطقة، بل تفاقم الأمر بقيام تركيا بغباء بإسقاط الطائرة الحربية الروسية فى محاولة كسر الهيبة الروسية، إلا أن المحاولة التركية جاءت بعكس ما أراده أردوغان، وسقط سعيه فى دعم الاتحاد الأوروبى ومساندة أمريكية له لحمايته من الغضب الروسى الذى كثف غاراته فوق المنطقة المفترضة للنفوذ التركي، ففى اليوم التالى لاستهداف طائرته وهى رسالة روسية بأنه لن تكون هناك منطقة آمنة تركية، وجاءت قوة الروس بتحركها فى بيئة عامه تذكى تدخلها العسكرى فى سوريا لمساندة الجيش النظامى السورى صاحب الحق الأوحد على الأراضى السورية وحققت تلك الضربات انتصارا جيدا ضد جميع التنظيمات الإرهابية المعارضة وأظهرت فى نفس الوقت زيف الضربات التى قامت بها أمريكا وحلفائها ضد داعش من أكثر من سنة.
لهذا فإن تضافر الجهود خالصة النية للقضاء على الإرهاب يمكن أن يعطى نتيجة جيدة لإعادة الاستقرار للمنطقة وإجهاض جميع المؤامرات.. عاشت مصر. 
           
 
 
 
                        

 
                        







