 
                            هاجر عثمان
حادث المنصة الذى غير وجه مصر
أسرار اغتيال السادات
لعبت مجلة «روزاليوسف»؛ منذ سبعينيات القرن العشرين؛ دورًا بارزًا فى كشف ملامح الخطر المتصاعد لجماعات الإسلام السياسى، كانت من أوائل المنابر الصحفية التى حذّرت من تحول الفكر المتشدّد إلى تهديد مباشر للدولة والمجتمع.
فمن خلال مقالاتها وتقاريرها الاستقصائية، فتحت المجلة ملفات التنظيمات السرية وشبكات العنف التى استغلت الخطاب الدينى غطاءً لتبرير الإرهاب؛ جاءت هذه التحذيرات فى وقت مبكر سبق اغتيال الرئيس محمد أنور السادات فى أكتوبر 1981.
رسّخت «روزاليوسف» دورَها كمنبر صحفى تقدمى استشرف المخاطر قبل وقوعها، مسجّلة موقفًا مُهمًا فى مواجهة تيارات التطرف والإرهاب.
وقبل الانطلاق فى إعادة قراءة كيفية معالجة مجلة «روزاليوسف»؛ لحادث اغتيال الرئيس السادات فى السادس من أكتوبر عام 1981، نعود خطوة للخلف لأعداد شهر سبتمبر من ذلك العام، ليأتى غلاف عدد (2780) الصادر بتاريخ 21 سبتمبر 1981 بمانشيت رئيسى للمقال الأسبوعى لفتحى غانم بعنوان «التعصب الدينى.. متى ندافع عنه ومتى نحاربه؟».

تضمّن العدد مقالًا تحذيريًا آخر؛ عن دور الإعلام فى التصدى لمعركة الفتنة الطائفية فى مصر؛ تأثر هذا الصراع الداخلى على قرب جلاء إسرائيل عن سيناء؛ تورط جهات خارجية فى تفجير الوضع فى مصر داخليًا.. المقال للكاتب الكبير صلاح حافظ بعنوان «سؤال للإعلام.. أين صناع الفتنة؟».. ومقال بعنوان «السماحة قاعدة مقررة فى الإسلام» للشيخ رزق هيبة.
وضع فتحى غانم فى مقاله الأسبوعى؛ الذى كان ينشر فى عموده «من مفكرتى الخاصة»، إطارًا نقديًا مبكرًا ضد خطاب التعصب الدينى واستغلال الدين فى السياسة، محذرًا من أنه يقود إلى العنف والفوضى وتهديد المجتمع والدولة، كأنه يستشرف ما حدث بعد أسابيع قليلة من حادث اغتيال الرئيس السادات.
التعصب والانغلاق
رأَى «غانم»؛ أن التعصب يجعل أصحابه يرفضون الحضارة الحديثة، يغلقون أبواب التفكير والاجتهاد، النتيجة هى تخلف المجتمعات، انغلاقها أمام العالم، مع بروز تيارات تدعو للعنف بدلًا من الحوار.
ونجد أن الكاتب الكبير فتحى غانم قدّم طرحًا استباقيًا كشف مبكرًا عن ملامح مشروع الجماعات المتشددة؛ التى استغلت الدين ستارًا للصراع السياسى، هو ما تأكدت خطورته فى السنوات اللاحقة وصولًا إلى اغتيال الرئيس السادات فى أكتوبر 1981.
عكست «روزاليوسف» عبر هذا الخط التحريرى وكتاباتها الاستقصائية؛ إدراكًا مبكرًا أن المواجهة مع الإسلام السياسى ليست صراعًا فكريًا فحسب بل معركة وجود تتعلق بمستقبل الدولة والمجتمع.
المجتمع كافر!
يتصدر غلاف عدد مجلة «روزاليوسف» رقم (2781)؛ الصادر بتاريخ 28 سبتمبر قبل أسبوع من اغتيال الرئيس السادات بمانشيت لتحقيق صحفى من كتابة عادل حمودة بعنوان «الجماعات الإسلامية: الانتخابات حرام! المساجد للمشركين! المجتمع كافر!»..
حاول «حمودة» تقديم صورة تحليلية لبعض أبعاد ظاهرة الجماعات الإسلامية فى مصر، بدءًا من خلفياتها الاجتماعية والسياسية والدينية، مرورًا بتطورها إلى أن أصبحت ظاهرة مؤثرة على الشارع المصرى.
تناول التحقيق دور الجماعات الإسلامية فى استقطاب الشبان وتأثيرها فى الشارع، مع عرض للأحداث التى عززت الظاهرة مثل حادثة «السيدة العذراء فى الزيتون»، وناقش الصراعات بين الجماعات؛ خصوصًا «الإخوان المسلمين»، وأن هذه الظاهرة ليست محلية فقط؛ بل جزء من تحركات إسلامية أوسع فى المنطقة..
العدد (2782) الصادر فى الخامس من أكتوبر 1981، هو عدد احتفائى بمرور 8 سنوات على نصر أكتوبر العظيم، وتتبارى الصفحات والمقالات فى تهنئة الرئيس السادات بالنصر، وينفرد العدد بمقابلة مع وزير دفاع مصر آنذاك وأحد أبطال حرب أكتوبر الفريق أبو غزالة، بينما كانت معظم موضوعات العدد روتينية لا تنذر بشىء قد يحدث فى ذلك العدد الاحتفالى.

الاعتداء على مصر
جاء أول عدد لمجلة «روزاليوسف» رقم (2783) الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 1981؛ بعد حادث الاغتيال بغلاف مهيب؛ حيث اتشحت الترويسة بالسواد، ووقف السادات شامخًا أمام الأهرامات، وجاء المانشيت الوحيد بعنوان «الاعتداء على مصر»، ويعكس الغلاف والمانشيت موقف ورسالة «روزاليوسف» الذى تبنته مع حادث الاغتيال، حتى لو كان هناك اختلاف سياسى مع إدارة السادات، ناقشته المجلة عبر سنوات، إلا أنها اعتبرت حادث اغتياله بمثابة الاعتداء على مصر، فى رسالة صريحة للاصطفاف الوطنى فى هذه اللحظة الحرجة التى تشهدها البلاد.
رجل مات من أجل السلام
تصدر افتتاحية العدد؛ نعى ورثاء عميق للرجل الذى اغتيل غدرًا، بهذه الكلمات «مات السادات، مات وفى عينيه نظرة شامخة مستشرفة لآفاق مصر العظيمة، التى أحبها وعاش لها وفيها، حاملاً دعوة الحب والتسامح؛ آخر كلمات قالها الرئيس الراحل كانت عشقًا صوفيًا للسلام، فى آخر حديث مع أحد المعلقين البريطانيين «إننى أتمنى أن يكتب على قبرى مات من أجل السلام والدفاع عن المبادئ».. كتب رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» آنذاك عبدالعزيز خميس مقالاً بعنوان «اغتيال الزعيم.. دوافعه.. أهدافه- ونتائجه المحتملة»، استعرض فيه علاقته بالراحل التى بدأت قبل 36 عامًا، عندما كان ينتمى للتنظيم السرى لجلاء الإنجليز عن مصر وتطهير البلاد من رؤساء الأحزاب التى أفسدت الحياة السياسية، وكان بالتوازى ينتمى السادات المطرود من الجيش آنذاك لتنظيم الضباط الأحرار وكان هدفهما واحدًا.
انتقل رئيس التحرير لتحليل الأسباب الأولية لحادث الاغتيال، مشيرًا إلى أنه رغم عدم الإفصاح عن الجناة حتى الآن، إلا أن جريمتهم كان هدفها ضرب نصر أكتوبر باعتباره إرادة مصر التى جسّدها قرار السادات بالحرب فى 1973.
أسرار الاغتيال
يرصد الكاتب الكبير عادل حمودة تسلسلاً زمنيًا ليوم اغتيال السادات، من قلب الحدث كواحد من الصحفيين الذين حملوا البطاقة الصفراء لحضور الاحتفالية، موضحًا أن ساعات الصباح كانت مستقرة وفى استعداد تام ليوم الاحتفال بنصر أكتوبر، قائلاً: «لم يكن هناك ما يشير أن هذا اليوم سيكون بعد ثمانى سنوات من العبور، يومًا مثيرًا وتاريخيًا لمصر هو الآخر، كان كل شىء عاديًا هذا الصباح»..
رصد «حمودة» عربات التأمين وغلق الطرق بحواجز الشرطة العسكرية المؤدية لأرض الاستعراض، تعدد النقاط الأمنية فى محيط مقر الاحتفال بالمنصة، تفتيش دقيق لسيارات الصحفيين، الوزراء، الدبلوماسيين والضيوف.
يقول «حمودة» فى مقاله؛ إن النصف الثانى من العرض بعد ظهيرة اليوم؛ كان مليئًا بالمفاجآت التى شهدت هجومًا مسلحًا بالقنابل، لم يُصَدق أحد أن الرئيس يتعرض للاغتيال، اعتقدوا أن هذه الانفجارات والدخان جزء من العرض ومفاجأة جديدة من مفاجآت العروض العسكرية التى شهدها هذا اليوم.
يرصد «حمودة» حالة الفوضى التى سادت المنصة؛عقب انطلاق الرصاص من بنادق الكلاشنكوف وقتل خمسة رجال من بينهم السادات وحسن علام كبير الياوران وإصابة نحو 38 آخرين، مؤكدًا أن تنفيذ الحادث كان احترافيًا، وهو ما يعكس أن عملية الاغتيال لم تتجاوز الـ 10 دقائق.
رجّح «حمودة» فى مقاله أن المسئولين عن حادث الاغتيال آنذاك، هم الجماعات الإسلامية المتطرفة، مؤكدًا أنهم على رأس قائمة المتهمين، مشيرًا لإعلان 8 منظمات مجهولة مسئوليتها عن الجريمة..وأشار «حمودة» لو أن السؤال عن مستقبل مصر بعد السادات تم حسمه بعد ساعات من وفاته.. وهنا يشير إلى دعم محمد حسنى مبارك لتولى منصب الرئاسة.. اهتم الكاتب بالبحث والسؤال والتنقيب عن ضرورة الإجابة عمّن هم قتلة السادات؟!

من قتل السادات؟
كتب: «هل قتله المتطرفون الدينيون من أمثال جماعة التفكير والهجرة، ردًا على الإجراءات الأخيرة التى قام بها السادات فى الشهر الماضى وأدت إلى التحفظ على 1500 شخص، أغلبهم من الجماعات الإسلامية، أم هل هناك يد أجنبية وراء الحادث؟، هل وراء الحادث أكبر من قتل رئيس الجمهورية؟».
كان يميل عادل حمودة بأن الجماعات الإسلامية أكثر خصوم السادات الأكثر قربًا للاتهام والمسئولية عن حادث الاغتيال.
وتناول هذا العدد العديد من الموضوعات التى ترصد دور السادات فى الفن والسياسة والثقافة والاقتصاد والسلام، ومن هذه العناوين «اكتبوا على قبرى عشت من أجل السلام ومت من أجل المبادئ» للصحفية فايزة سعد، «السادات والثقافة».
وقام الصحفى مجدى مهنا بجولة ميدانية فى قرية الزعيم الراحل بعد اغتياله بعنوان «الحزن أخرَس الألسنة»، رصد فيها حزن الأهالى على رحيله ومواقفه المختلفة معهم.
عبّرت «روزاليوسف» برسالة واضحة فى عددها (2784) الصادر فى 19 أكتوبر 1981، عن مُضى البلاد قدمًا بعد حادث الاغتيال، فالحادث الأليم وقع والتحقيقات مستمرة لكشف الجناة والأطراف المتورطة فيه.
فرصة أخرى للإرهاب
يستمر الكاتب صلاح حافظ فى عموده الأسبوعى (قف) فى انتقاد معالجة وسائل الإعلام والصحافة لجريمة اغتيال السادات وما تبعها من أحداث عنف فى أسيوط، مؤكدًا أن هذا الوقت ليس لتصفية الحسابات بل وقت مصر وتطهيرها من القتلة.
الإرهابيون خارجون عن الدين
فى تحقيق صحفى للزملاء ألفت سعد، عصام عبدالعزيز وشريف شكرى، تستمر المجلة فى التأكيد على خروج هذه العصابات الظلامية عن الدين الصحيح، وأن أفعالها هو تفسير خاطئ للدين الإسلامى وفقًا لمصالحها وأهدافها السياسية.
أسرار جديدة
ينجح الصحفى عادل حمودة فى ذكرَى مرور أربعين يومًا على اغتيال الرئيس السادات، فى تقديم تحقيق استقصائى تحليلى يكشف عن أسرار جديدة عن الحادث وخطة التنفيذ، إصاباته، وذلك فى العدد رقم (2788) الصادر بتاريخ 16 نوفمبر 1981.
التحقيق يقدم رواية توثيقية تكشف أن اغتيال السادات لم يكن وليد الصدفة؛ بل سبقه تاريخ طويل من المحاولات الفاشلة، وتطور فى خطة المنفذين من مجرد إصابة إلى اغتيال كامل.
ويكتب الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة فى تحليله خلال التحقيق عن ثقة السادات المفرطة التى جعلته يتجاهل التحذيرات، رغم إدراك الأجهزة الأمنية لخطورة التهديدات، مع توثيقها من خلال شهادات وتقارير طبية وأمنية.
تغيير خطة الاغتيال
كشف «حمودة» فى المقال أن الخطة تضمّنت إصابة السادات فى البداية فقط، لكن مع مرور الوقت تم تعديلها لتصبح استهدافًا قاتلاً ومباشرًا، واستخدم الإرهابيون القنابل اليدوية ثم الرشاشات والأسلحة الآلية لضمان تصفية جميع الأحياء أو القيادات الحاضرة فى المنصة.
ذكر التحقيق تفاصيل دقيقة عن أماكن الطلقات التى أصابت جسد السادات، وأنها أدت إلى نزيف حاد، مؤكدًا أن الإصابات كانت فى الصدر والرقبة، وفقد نحو 2 لتر من الدماء فى دقائق قليلة، ما جعل إنقاذه مستحيلاً.
وأشار «حمودة» إلى وجود أحد الأطباء الحاضرين (د.يحيى المشد)، ومحاولته للتدخل سريعًا لكنه لم يتمكن من إنعاش الرئيس بسبب خطورة الإصابات.
السادات لم يتوقع نهايته
قال الكاتب «لا يوجد حاكم يتوقع أن يموت بالاغتيال، السادات لم يتخيل أن يلقى نهايته فى عرض عسكرى وهو يرتدى بدلته العسكرية؛ حيث ظهرت الدهشة على وجهه عند وقوع العملية، وبدت كأنها مشهد لا يصدق».
روزاليوسف تستجوب القتلة
ذكر المقال أن هناك محاولات عديدة لاغتيال السادات سبقت عملية 6 أكتوبر 1981، منها: محاولة فى 1973، محاولة أخرى فى 1974، محاولة ثالثة فى 1977. وأوضح الكاتب أن هذه المحاولات لم تكن سرية تمامًا؛ بل وصلت معلومات عنها لأجهزة الأمن، لكن السادات لم يأخذها بالجدية الكافية.
كشف المقال أن الذى قاد العملية مهندس زراعى كان يمثل التيار المتطرف فكريًا وعقائديًا، موضحًا أن الجماعات المتطرفة اعتبرت السادات هدفًا مشروعًا، واعتبروا اغتياله «ضرورة عقائدية»، وكانوا على استعداد لتنفيذ العملية بأكثر من وسيلة، سواء داخل مصر أو خارجها، وواصلت هذه الجماعات محاولاتها حتى نجحت فى 6 أكتوبر.
حمل غلاف «روزاليوسف» فى عددها الصادر رقم (2790) بتاريخ 30 نوفمبر 1981 وجه الإرهابى أحد قتلة الرئيس السادات، ولكنه كان مخفيًا وراء القضبان وملطخًا بالدماء، ومانشيتًا رئيسيًا بعنوان «روزاليوسف تستجوب قتلة السادات» للكاتب الصحفى عادل حمودة، وذلك من قلب قاعة المحكمة.
أنا قتل أنور السادات
بعد صورة بانورامية؛ يرصد فيها الكاتب الصحفى عادل حمودة، أجواء محاكمة قتلة السادات، من قاعة المحكمة العسكرية العليا، محطة الجبل الأحمر العسكرية بحى مدينة نصر- شرق القاهرة، يصف كيف كانت التشديدات الأمنية مكثفة خارج القاعة حتى الوصول لها والدخول لها عبر تفتيش دقيق سواء للمحامين، الشهود من صحفيين، وزراء، دبلوماسيين، سياسيين، وأهالى المتهمين..
يصف الكاتب المحاكمة التى انطلقت فى تمام 9:28 صباح يوم 21 نوفمبر 1981، بأنها محاكمة العصر «فالمجنى عليه رئيس الجمهورية والجريمة شهدها العالم كله، والجناة مجرمون غير تقليديين وغير محترفين، أعمارهم تتراوح ما بين 29 و18 سنة، باستثناء عبود الزمر(35 عامًا)، والدكتور عمر عبدالرحمن مفتى التنظيم (43 سنة).
يذكر التحقيق، أنه فى مشهد استعراضى مسرحى، بمجرد دخول المتهم القاتل خالد الاسلامبولى قاعة المحكمة يرفع يده بمصحف من خلف قضبان القفص ويهتف «أنا خالد الاسلامبولى.. أنا قاتل السادات»، ويقول الكاتب «قبل بدء المحاكمة كان المتهمون، يتحركون ويرددون هتافات تعبّر عن زهوهم باغتيال السادات، لكن رويدًا رويدًا مع بدء المحاكمة، خف هذا الزهو واللا مبالاة والاستخفاف بكل شىء وأدركوا أن الجريمة التى ارتكبوها ليست بهذا الاستخفاف»..
ينجح عادل حمودة خلال إحدى استراحات جلسات المحاكمة، فى الوصول لخالد الإسلامبولى الذى كان بجواره المتهم الآخر عبدالحميد سلام العقل المدبر لخطة لاغتيال، ويسأله لماذا قتلت السادات؟ ليرد الإسلامبولى قائلاً: «لأنه كان يضطهد الجماعات الإسلامية ويعتقل رجال الدين»..
وتابع «حمودة» الحوار مع الإسلامبولى بعدة أسئلة قصيرة، منها مَن قال لك هذا الكلام؟ ليرد «محدش»، وكيف وضعت الخطة وكيف نفذتها؟ يقاطعه عبدالحميد سلام مجيبًا: «دخلنا أرض الطابور قبل ثلاثة أيام من العرض، ولم يشك أحد فينا، وهرّبوا لنا الذخيرة، واحتفظت بإبر ضرب النار، كلنا ضربنا الرصاص فى وقت واحد من العربية، ونزلنا جرى لنلتف حول المنصة»..
- يسأل «حمودة» الإسلامبولى: هل شفت السادات وهو يسقط؟ خالد: ماخدتش بالى.. - وأنت يا عبدالحميد؟ - ماعرفش.. - هل أفتى الدكتور عمر عبدالرحمن بإباحة دم السادات؟ خالد: مكنّاش محتاجين لأى فتوى.. - عارف مصيرك إيه دلوقتى؟ - الله أعلم، المهم دلوقتى أشوف قرايبى!..
وكان المتهمون بالمحاكمة، التى استمرت تحقيقات النيابة العسكرية معهم لمدة عشرة أيام، كل يوم لمدة 10 ساعات، ضُم للمتهمين الأربعة الأوائل؛ الإسلامبولى، عبود الزمر، عبدالحميد سلام، عطا طايل، عدد آخر من المتهمين تم القبض عليهم والتحقيق معهم من خلال أمن الدولة، ووصلت صفحات التحقيقات فى القضية إلى 754 صفحة.
واعترف الإسلامبولى خلال التحقيقات بأنه هو الذى وضع الخطة لاغتيال للسادات فى العرض العسكرى، قبل تنفيذها بعشرة أيام، وساعده فى ذلك خبرته السابقة فى العرض العسكرى؛ حيث سبق أن شارك فيه ثلاث مرات متتالية.
بينما كشفت التحقيقات أن أمير التنظيم عبدالسلام كان حاضرًا فى اجتماعات وضع الخطة، وأنكر عمر عبدالرحمن فى التحقيقات أنه أفتى باستباحة دم السادات، وعندما سُئل بعض المتهمين عن ذلك، قالوا «إنهم فهموا منه ذلك».
 
 
 
                        

 
                        







