السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر.. والصين.. وعلاقات متجددة




 روزاليوسف الأسبوعية : 10 - 10 - 2009


28سبتمبر يوم من أيام الحزن.. غادرنا فيه جمال عبدالناصر منذ 39 عاما وهو فى الثانية والخمسين من عمره.. ودوره لم يكتمل بتحرير أرض مصر من قوات إسرائيل التى غزت مصر فى 5 يونيو 1967 رغم حرب الاستنزاف المجيدة التى استمرت ثلاث سنوات وشهرين كانت تتكبد فيها إسرائيل خسائر شبه يومية، والتى هيأت الظروف لاقتحام قناة السويس وتحرير سيناء، وخاصة بعد دفع الصواريخ إلى الضفة الغربية للقناة أثناء الهدنة الأولى التى وقعت لمبادرة روجرز وزير خارجية أمريكا التى كانت مدتها ثلاثة شهور وبدأت يوم 8 أغسطس 1970 وأعطت القوات المسلحة المصرية الفرصة لدفع الصواريخ إلى غرب القناة لتحمى المشاة أثناء الاقتحام.. وهو ما كان تمهيدا لحرب أكتوبر 1973 المجيدة.
وتصادف هذا العام أن وكالة الأنباء الصينية قد طلبت حديثا معى فى يوم هذه الذكرى الغالية وهم يحتفلون بالعيد الستين لانتصار الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعى الصينى برئاسة ماوتسى تونج.. وهى الثورة الشيوعية الوحيدة فى العالم التى مازالت تواصل دورها فى قيادة شعب الصين منذ أن أعلن ماو تسى تونج قيام الدولة الشيوعية فى أول أكتوبر 1949 أمام أكثر من 300 ألف شخص فى ميدان تيان آن مين.. وهم فى الصين مازالوا يذكرون أن جمال عبدالناصر كان أول زعيم أفريقى يعترف بالصين الشعبية بين جميع الدول العربية والأفريقية.. وأنه قد عقد صداقة شخصية مع وزير خارجية الصين (شوان لاى) بعد لقائهما المشترك فى مؤتمر باندونج الذى عقد فى أبريل 1955 ،ئ؟ والذى لعب فيه شوان لاى دور الوسيط مع الاتحاد السوفيتى لتقديم صفقة أسلحة لمصر بناء على طلب جمال عبدالناصر الذى كان يعمل على كسر احتكار بريطانيا الدولة المستعمرة لتقديم السلاح لمصر.. والتى انتهت بعقد صفقة الأسلحة التشيكية التى حررت القوات المسلحة المصرية من الخضوع للإرادة الاستعمارية البريطانية.
وتوطدت العلاقات بين مصر والصين طوال فترة جمال عبدالناصر رغم الخلافات التى كانت قد استجدت بين الاتحاد السوفيتى والصين نتيجة خلافات فى وجهة النظر حول تطبيق الفكر الماركسى.. ورغم توطيد علاقات مصر بالاتحاد السوفيتى الذى كان قد بدأ فى تصنيع مصر وبناء السد العالى ودعم مصر فى المحافل الدولية.. ودفعت هذه الخلافات الصين إلى سحب مندوبها من السكرتارية الدائمة لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية التى أنشئت فى ديسمبر 1957 بعد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية تعقده القاهرة بدعوة من جمال عبدالناصر وإلغاء لجنة التضامن الصينية واستبدالها بلجنة الصداقة مع الشعوب فى نهاية الستينيات من القرن العشرين.
ورغم تغيير مسار السياسة فى مصر على عهد أنور السادات وعدم تبادل الزيارات بين زعماء الدولتين.. إلا أنه ما انتخب محمد حسنى مبارك رئيسا للجمهورية حتى حرص على إعادة العلاقات المتوازنة بين الدولتين.. وقام بزيارة بكين عدة مرات كما قامت اللجنة المصرية للتضامن بأول زيارة إلى بكين فى مايو 1991 وضمت وفدا من مختلف الدول العربية من مصر وفلسطين وليبيا واليمن والأردن وأعقبت هذه الزيارة خمسة حوارات عربية صينية عقدت بين بكين والقاهرة وعمان.
واستمرت العلاقات بين مصر والصين متطورة ومتجددة حيث تحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لإقامة اتفاقية علاقات التعاون الاستراتيجى بين الجانبين.
وتطورت العلاقات خلال هذه السنوات بشكل مثير للاهتمام.. فقد تشكلت المؤسسة المصرية الصينية للتعاون الدولى والتى مازالت تواصل دورها فى المجالات الاقتصادية التى أصبحت الصين تطرقها فى معظم الدول الأفريقية كما تشكل فى القاهرة مجلس الصين وأفريقيا والذى انضم إلى منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ويواصل نشاطه من بكين والقاهرة.
وفى هذه المناسبة يلتقى سفير الصين مع المفكرين والمثقفين وقيادات التضامن فى ندوة تعقدها منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية مع اللجنة المصرية للتضامن يوم 11 أكتوبر.