الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خريطة صناعة «الخرطوش» فى مصر

خريطة صناعة «الخرطوش» فى مصر
خريطة صناعة «الخرطوش» فى مصر


«الفرد الخرطوش» سلاح محلى الصنع انتشر بين المجرمين والخارجين على القانون بسرعة البرق، فأصبح المتحدث الرسمى للبلطجية فى المناطق الشعبية كأنه أداة مصرح بها، يتفاخر والصبية بحمله خصوصا من هم دون 16 عاما.
انخفاض سعره كان أحد عوامل شيوعه، وإذا حدثت مشكلة فى أى منطقة شعبية فورا تجد من يمسك بهاتفه المحمول قائلا لمن يحادثه «تعالى لى بسرعة وهات الحديدة» وهى عبارة تنتشر بين الشباب الذين يرون فى البلطجة هدفا يتمنون النجاح فيه ويتباهون بما لديهم من سوابق حتى يحترمهم من هو أحدث منهم فى عالم الإجرام، وهى المهنة التى من السهل احترافها.

المؤسف أن يكون تعاطى المخدرات والتغيب عن الواقع من لوازم فرد خرطوش المحلى أو «روسى» وهو الذى تستخدم فيه طلقة البندقية الآلية عيار 62,7 *39  أو «ميزار» وتستخدم فيه طلقة المتعدد أو «مقروطة» والتى تصنع فى كثير من ورش الحدادة وبعض ورش الخراطة.
«روزاليوسف» خاضت التجربة عن قرب والتقت بـ «ح .ع» أحد مصنعى هذه الأسلحة والذى كشف لنا عن الكثير من الكواليس التى ينبغى أن تنتبه إليها الحكومة   بإحدى ورش الحدادة بمنطقة المطرية وشرح كيفية تصنيعه ومراحل الانتهاء منه  والحديث عن المنطقة الأم منبع  التصنيع والبيع فى نفس الوقت.
«ح.ع» قال: إن محافظة القليوبية هى الأصل فى تصنيع هذه الأسلحة وأن بها مناطق لا يستطيع أحد أن يدخلها إلا أهلها وأن من لا يعمل فى هذا ويدعى الشرف فإنه رغما عنه يكون مخزنا أو دولابا إن لم يكن فى تجارة السلاح فإنه يتجه للمخدرات أيضا، خاصة أن هذه المنطقة تعرف بمثلث الرعب، وأضاف «ح.ع»: هناك أماكن أخرى فى القليوبية وغير القليوبية يصنع بها هذا السلاح منها القلج، المطرية، عين شمس، مدينة السلام، عرب العيايدة وأنها فى الأصل تصنع فى ورش حدادة تعمل فى الظاهر فى الحدادة إلا أن نشاطها الأصلى والذى تمارسه فى الخفاء هو تصنيع الهيكل الخارجى للسلاح المحلى ذى الأشكال المتعددة.
أهم الأداوات المستخدمة فى صناعة الخرطوش المحلى «مقابض خشبية، شنيور كهرباء، مواسير حديدية، مطرقة حديد، مبرد، زرادية، إبر ضرب، مقص حديد، زاوية حديد، أجنة، مزيتة، ياى، دباشك خشبية، شاكوش، ماكينة لحام».
وعن الدور الذى يمارسه حداد الكريتال قال إن دوره هو تصنيع الهيكل الخارجى للسلاح سواء لسلاح الخرطوش ذى الماسورة الواحدة والذى يحتوى على زناد،  وسوستة صغيرة تربط بينهما، وشاكوش أو إبرة ضرب النار، وهيكل حديد ومقبض من المعدن أو الخشب. وذلك النوع يقوم بإطلاق طلقة واحده فقط، أو سلاح ذى الماسورتين  يسمى «المقروطة» أو حسبما يطلق عليه شعبياً «أبوروحين» يكون كبير الحجم، ويزيد من ضخامة صوت الطلقة، أثناء خروجها من السلاح، ويقوم بإطلاق طلقتين، هناك نوع آخر به ساقية تحتوى على عدد من 6  أو 8 طلقات يستطيع الحداد صناعة أى هيكل «جسم» لأنواع متعددة ويستغرق تصنيع القطعة الواحدة من ساعة إلى ساعة ونصف. وأن تصنيع السلاح الروسى هو أصعب الأنواع لأنه يحتاج إلى مواصفات معينة ومهارة فائقة من الخراط ومعه «الميزر» أيضا.
وعن تكلفة الخرطوش أضاف:  التكلفة ما بين 150 و200 جنيه على الهيكل الواحد بعد ذلك يأتى دور الخراط الذى يقوم بتصنيع الماسورة ولا تستغرق منه أكثر من نصف ساعة على الماكينة الخاصة  به وعمله أسهل بكثير من عمل الحداد الذى لا يعمل مع أى فرض مباشرة وإنما يكون له تعاقد يرتبط به بكلمة شرف مع أحد تجار السلاح ثم يقوم بتصنيع الكمية التى تطلب منه ويعطيها لتاجر السلاح هناك أيضا مواسم للحدادين  الكريتال  لصناعة السلاح مثل أيام الاحتقان السياسى، والخلافات التى تقع بين العائلات الكبيرة.
وعن أنواع السلاح الخرطوش المتداولة الآن وأشهرها قال: هناك البندقية الخرطوش و«الفرد» بيضرب طلقة واحدة عيار الطلقة  16 أو 12 المقروطة فرد أيضا لكن  بروحين بتضرب طلقتين عيار 16 أو 12 أيضا، فرد يسميه البعض بندقية ذى الـ 6 طلقات أو 8 طلقات وهى الأكثر انتشارا واستخداما فى السوق.
وعن الأسعار قال الفرد عند الحداد تكلفته 100 جنيه على الجسم «الهيكل» والخراط 100 جنيه على الماسورة أما الأسعار فى السوق  فتبدأ من 600 جنيه وتصل إلى 1000 جنيه ويتوقف السعر على جودة الخامة ومتانة الماسورة لأن هناك أنواعا من الحدادين يقومون بعمل الماسورة الخاصة بالجسم بأنفسهم  دون الخراط، وهو ما قد يجعل الماسورة تنفجر عند خروج الطلقة كما أن صغر الحجم يؤثر فى السعر فكلما كان الفرد صغيرا زاد ثمنه وأن أسعار الروسى والميزر أغلى من الخرطوش.
وعن كيفية الشراء أضاف: شراء  السلاح كان يتم عن طريق شخص يوصلك لشخص وهناك متخصصون الآن فى هذه الصناعة وهناك مناطق تتفوق فى هذه الصناعة منها منطقة السعادة بالمطرية، منطقة العرب، ولكن السوق الأم بمنطقة القليوبية ولا يستطيع أحد أن يدخلها دون مرافق له من داخل المحافظة.
وإذا كان ما سبق هو طرق الحصول على السلاح فإن السر الأكبر فى الحصول على الذخيرة أو الطلقات التى يصعب تصنيعها.
 ويكشف لنا عن أن الطلقات يأتى بها من نوادى الصيد الخاصة ونادى الرماية بالهرم فيتم التعامل مع أحد العاملين من الداخل  يقوم ببيع الطلقات لنا، أو أى غفير يحمل سلاحا مرخصا  والذى يستطيع من خلاله شراء 1000 طلقة ويتراوح سعر الطلقة الواحدة ما بين 25: 30 جنيها، والطريقة الأخرى هى بعض  أفراد الداخلية  الذين يبيعون هذه الطلقات.
وعن بداية انتشار هذه الأسلحة بكثافة قال: البداية كانت بعد 25 يناير، فكان قبل ذلك لا يحمل الفرد الخرطوش إلا الراجل اللى يقدر يحميه إنما دلوقتى بقا شغل عيال.
والكبار الآن لا يحملون الفرد ويعتبرونه «لبانه» ولا يعتدون به فاتجهوا إلى البنادق الآلى منها والخرطوش خاصة القادمة من ليبيا خاصة «الشوت جن» وهى صناعة أمريكية وهو تسليح الداخلية فى الأساس، ويوجد منها الصينى بالأسواق  والفرق بينهما أن  الأمريكانى يطلق 5 طلقات دون أن تتأثر البندقية على عكس الصينى الذى تتأثر ماسورته بسرعة.
ويتميز (الشوت جن) الليبى بالأناقة والقوة فى الشكل، ويشبه بنادق الخرطوش المطاطى التى يستخدمها الأمن المركزى فى فض التجمهر وأعمال الشغب، جسم البندقية من الحديد وتعبأ الطلقات من أسفل ماسورة إطلاق الطلقات وتسحب الأجزاء عن طريق مقبض أسفل الماسورة وهو ذات خاصية أتوماتيكية السحب وتطلق الطلقات بشكل نصف آلى.. طلقة تلو الأخرى مع سحب الأجزاء مع طلقة.
المحلل العسكرى وأستاذ الأمن القومى بأكاديمية ناصر «محمد قشقوش» من جانبه قال: إنه لكى يتم السيطرة على تلك النوع من الورش الخاصة بتصنيع السلاح لابد من  توافر المعلومات أولا من جانب الأجهزة الأمنية، والموطنين أيضا فقد أعلنت وزاه الدخلية أنه تم ضبط من 9 إلى 10 آلاف ورشة لتصنيع السلاح المحلى.
وأضاف قشقوش: رغم انتشار الأجهزة الأمنية فإنه لابد من معاونة المواطنين بالإبلاغ خاصة فى القرى والأطراف والعشوائيات وبعد دخول  طلق الخرطوش عن طريق التهريب أو تسريبها من النوادى والمحلات المرخصة ولابد أيضا من الرقابة على تلك المحلات.∎