
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. السينما المصرية والأرقام (المضروبة)!
تنصَّل المنتج هشام عبدالخالق رئيس غرفة صناعة السينما من نشر أرقام تشير إلى ما تحققه الأفلام فى دُور العرض، بعد أن هاجم الحاج أحمد السبكى منتج فيلم (روكى الغلابة) من صدق الرقم واعتبرها مكيدة لضرب فيلمه، من حق رئيس الغرفة قطعًا أن يعلن أن تلك الأرقام التي تتبادلها عادة الصحف المصرية لا تعبر بدقة عن الحقيقة، ولكن ليس من حقه التنصل من مسؤوليته الافتراضية على توثيق الأرقام، وتقديم الحقيقة، حتى لو كان (السيستم) فى دُور العرض محملاً بالعديد من المشكلات، فهذا لا يعنى مثلاً أن الأرقام التي كانت تصدر من الغرفة فى الماضى يوميًا أو سنويًا لا تعبر عن الحقيقة.
غرفة صناعة السينما منذ بدايتها فى الأربعينيات لديها أدواتها فى الحصول على الأرقام، ورئيس الغرفة الأسبق الراحل منيب شافعى كان يحرص منذ الثمانينيات على إصدار أرقام أسبوعية لنعرف على وجه الدقة توجهات الجمهور.
هل نعتمد فقط على هيئة الأفلام بالمملكة العربية السعودية التي تصدر أسبوعيًا نشرة موثقة عن إيرادات الأفلام فى السوق السعودية، وبينها قطعًا الأفلام المصرية، الوثيقة مدعمة بعدد التذاكر المباعة وأسابيع العرض والإيراد بالريال، وتلك الأرقام ترسم معالم السينما، مَن يحدد حالة السينما هو الرقم، النجم الجماهيرى الجديد تستطيع وأنت مطمئن الإشارة إليه من خلال الرقم، كما أنك تحدد خريطة السينما فى الأعوام المقبلة عن طريق الرقم.
المنتج هشام عبدالخالق يستطيع الاتفاق مع أعضاء شُعبة دُور العرض بالغرفة، على إرسال صورة له من الأرقام التي يرسلونها لمصلحة الضرائب التي تستقطع جزءًا من سعر التذكرة لنعرف من خلالها كل شىء عن الإيرادات ونحلل أيضًا ظلال الأرقام.
المفروض أن الغرفة من مسؤوليتها أن تجرى دراسات ميدانية توضح مَن هو جمهور السينما الحالى، المراحل العمرية والنوعية، الغريب أن رئيس غرفة صناعة السينما كثيرًا ما يشير فى أحاديثه إلى إيرادات السينما بالأرقام الدقيقة محددًا مثلاً ما الذي حققته الأفلام المصرية بالقياس بإيرادات الأفلام الأجنبية، فهل تلك الأحاديث أيضًا تعوزها الدقة، لا يوجد عذر مقبول لغياب الأرقام الموثقة للأفلام حتى عن غرفة صناعة السينما؟!