الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الإنسانية تختفى على أبواب فلسطين

الإنسانية تختفى على أبواب فلسطين

بالفعل الإنسانية ليس لها من وجود، عندما يتعلق الأمر بأى شأن له علاقة بفلسطين والفلسطينيين، وما يتعرضون له من جرائم إبادة وتجويع على يد جنود الاحتلال الإسرائيلى، فى الوقت الذى يتصاعد فيه صوت الضمير العالمى منددا بهذه الإبادة الممنهجة، التى يرعاها بل ويؤيدها الوسيط الأمريكى غير المحايد بالمرة. الذى يتباهى بإنسانيته عندما يتعلق الأمر بما يحدث فى أوكرانيا أو فى السودان ويسعى لفرض اتفاق تاريخى بين أرمينيا وأذربيجان، ولكن عندما يصل الأمر إلى الشأن الفلسطينى، فهو يبادر وعن طيب خاطر بإعلان دعمه وتأييده لتلك المذابح والجرائم التى ترتكب فى حق الشعب الفلسطينى. الذى حزن عليه لما يتعرض له من ظروف مأساوية، ومع هذا يسارع بإعلان طلب تهجيره من أرضه حتى يوفر له الأمن والأمان حسب ما يراه هو ويحقق مصلحته ومصلحة ربيبته إسرائيل. ومن أجل كل هذا الدعم والتأييد أصبح الحديث عن الضمير العالمى وما يتحدث بشأنه قادة بعض الدول، عن ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، ليس له محل من الإعراب أو وزن عند عصابة آل صهيون، ومن خلفه الوسيط الأمريكى.



ولهذا تحديدا أتفهم أن تغيب الإنسانية فى عالم السياسة عما يحدث فى حق أشقائنا الفلسطينيين، لأن المصالح والنفوذ تتحكم بجميع مفاصلها، ولكن أن تغيب الإنسانية والضمير فى عالم الرياضة، التى تنادى بالمحبة والتسامح والتآخى والروح الرياضية، فهو الأمر غير المفهوم بالمرة، ودليلى على هذا ما حدث مؤخرا، عندما كتب الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) عبر حسابه الرسمى بمنصة (إكس) وداعًا للاعب سليمان العبيد، بيليه فلسطين، صاحب الموهبة التى أعطت الأمل لعدد لا يحصى من الأطفال، حتى فى أحلك الأوقات رغم ظروف الاحتلال، الذى اُستشهد إثر غارة إسرائيلية فى قطاع غزة منذ أيام قليلة. وهو الوداع الذى جعل نجم العرب محمد صلاح يوجه 3 أسئلة إلى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا)، عن كيفية موته وأين حدث هذا ولماذا مات؟ تساؤلات محمد صلاح وضعت الاتحاد القارى فى موقف حرج أمام العالم، حول وفاة بيليه الكرة الفلسطينية سليمان العبيد، ثم عاد صلاح واستنكر فى الوقت ذاته تجاهل (يويفا) لكشف ملابسات استشهاد «بيليه فلسطين» الذى كان ينتظر الحصول على المساعدات وقت مصرعه، وبالطبع لم يجب الاتحاد الأوروبى على تساؤلات نجمنا العربى، وهو ما جعله يعيد نشر نفس التغريدة قائلا: «هل يمكن أن تخبرنا كيف مات، وأين، ولماذا؟. تغريدة محمد صلاح التى تجاهلها الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، لقيت تفاعلاً واسعًا على منصة (إكس)، بعدما حصدت أكثر من مليون علامة إعجاب، ونحو 300 ألف إعادة مشاركة، و22 ألف تعليق، وشاهدها 70 مليون شخص، خلال 17 ساعة فقط، وهى نفسها التغريدة التى جعلت الجماهير  المصرية وجماهير نادى ليفربول تشيد بها وبشجاعة محمد صلاح فى طرح هذه الأسئلة التى تسلط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة المدنيين، بما فى ذلك الرياضيون، كما اعتبر البعض أن هذا الموقف من النجم المصرى يعكس التناقض فى مواقف المؤسسات الرياضية الدولية، التى تسارع إلى إدانة قضايا معينة بينما تلتزم الصمت فى قضايا أخرى.

فى نفس الوقت نعى أسطورة نادى مانشستر يونايتد، الدولى الفرنسى السابق إريك كانتونا، اللاعب الفلسطينى سليمان العبيد عن عمر ناهز 41 عامًا، الذى استشهد إثر القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، حيث كتب عبر حسابه على (إنستجرام)، رسالة مؤثرة عن اللاعب الراحل، واصفا الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة بـ (الإبادة الجماعية)،: (إسرائيل قتلت للتو نجم المنتخب الفلسطينى سليمان العبيد أثناء انتظاره المساعدات فى رفح»، متسائلًا، «إلى متى سنسمح لهم (فى إشارة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي) بارتكاب هذه الإبادة الجماعية؟ الآن فلسطين حرة.

بالمناسبة سبق وأن وجه الإسبانى (بيب جوارديولا) المدير الفنى لفريق مانشستر سيتى الإنجليزى، رسالة إلى كافة شعوب العالم وليس جماهير كرة القدم فقط، بشأن ما يتعرض له الشعب الفلسطينى خلال الفترة الماضية، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى. حيث قال فى حوار له مع مجلة (جى كيو) الإسبانية، إن غياب الإنسانية واضح مما يجرى فى فلسطين، متسائلاً عن سبب صمت العالم تجاه مآس تقع على بُعد ساعات قليلة منا بينما يواصل الجميع حياتهم وكأن شيئا لم يكن. وأضاف جوارديولا، (ما يحدث فى فلسطين دليل على غياب الإنسانية لدينا جميعا، رغم أننى أعلم أن البشر لديهم جزء كبير من الإنسانية، فى السابق، منذ سنوات عديدة، حدثت الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ولكن لم تكن هناك طريقة لإظهارها، كانت مخفية، اليوم نشاهدها على القنوات التليفزيونية المباشرة وليس لدينا ذرة من المبادرة لحلها.

تغريدة محمد صلاح وتوقيتها كان موفقًا بالنسبة لى ولعدد كبير من جماهير الكرة المصرية والعالمية، لأنها بعثت من وجهة نظرى رسالة حقيقية إلى العالم مفادها أن هناك رياضيين فلسطينيين يستشهدون تحت القصف، وسط محاولات متعمدة لطمس قصصهم الإنسانية، التى دائمًا ما تغيب وتختفى، وبفعل فاعل عندما يتعلق الأمر بأشقائنا فى فلسطين.