رسائـل القدرة والقوة فى مناورات النجم الساطع 2025

أحمدعبدالعظيم
انطلقت فى مصر المناورات العسكرية المشتركة «النجم الساطع 2025»، والتى تُعد الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، بمشاركة 43 دولة، بالإضافة إلى القوات المسلحة الأمريكية. وتؤكد هذه المناورات على القدرة الفائقة للقوات المسلحة المصرية على تنظيم واستضافة أكبر التدريبات العسكرية الدولية. ومن خلال هذا التجمع العسكرى الضخم، تُثبت مصر مكانتها كقوة إقليمية فاعلة وقادرة على قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار فى الشرق الأوسط. ويُتيح التدريب أيضًا فرصة لتبادل الخبرات مع الشركاء الدوليين والعمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.
شراكة استراتيجية
أكدت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) على الأهمية الاستراتيجية لهذه المناورات، حيث وصفتها بأنها امتداد للعلاقة الأمنية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة». وأوضحت سنتكوم أن هذه الشراكة التاريخية تلعب دورًا رائدًا فى مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الإقليمى، ومواجهة انتشار التطرف العنيف.. يُعد تدريب «النجم الساطع» من أقدم وأكبر المناورات العسكرية التى يحرص عليها الجيش المصرى، وقد انطلق للمرة الأولى عام 1980، ليصبح حدثًا دوريًا يُعقد كل عامين منذ عام 1981.. وتُطبق القوات المشاركة خلال التدريب أحدث التكتيكات والأساليب القتالية، بهدف تعزيز قدرتها على العمل ضمن تشكيلات مشتركة متعددة الجنسيات. كما يسهم التدريب فى رفع مستويات التنسيق بين مختلف الأفرع والتشكيلات العسكرية، مما يزيد من فعالية الاستجابة السريعة لمختلف التهديدات المستقبلية.
أهداف التدريب
يُعدّ التدريب الأكبر فى الشرق الأوسط، «النجم الساطع»، فرصة لرفع كفاءة القوات المسلحة المشاركة وتبادل الخبرات القتالية، حيث يهدف إلى تعزيز قدرة الجيوش على العمل المشترك والتنسيق فى عمليات التحالف. كما يتضمن التدريب مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية، إضافة إلى عمليات حفظ السلام.
طبيعة التدريب
تشمل المناورة تدريبات ذات طبيعة خاصة على المستويات البرية والجوية والبحرية. يتم خلالها استخدام أحدث الأسلحة والمعدات، وتُجرى تدريبات على عمليات الإنزال الجوى والبحرى، ومكافحة الإرهاب، والقتال فى المناطق الصحراوية والحضرية، إلى جانب محاكاة سيناريوهات حرب حديثة متعددة الجبهات.
اختيار مصر
يأتى اختيار مصر لاستضافة هذا التدريب لأسباب متعددة، من أبرزها الخبرة القتالية الكبيرة للجيش المصرى، والموقع الجغرافى الفريد الذى يربط بين ثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، وأوروبا). كما تُساهم البنية التحتية العسكرية الضخمة ومناطق التدريب الميدانية المتنوعة فى مصر، من صحراوية وساحلية وحضرية، فى جعلها مسرحًا مثاليًا لمثل هذه المناورات.
تمثل مناورات «النجم الساطع» رسالة قوية تؤكد جاهزية القوات المسلحة المصرية للتعاون مع الشركاء الدوليين، وتُعزز مكانة مصر المحورية كقوة إقليمية مسؤولة عن استقرار المنطقة.
جاهزية عالية
أوضح اللواء طيار الدكتور هشام الحلبى، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن مناورة «النجم الساطع» تعكس الجاهزية العالية لمصر فى تنفيذ العمليات المشتركة. وأشار إلى المكاسب الاستراتيجية المتعددة التى تحققها هذه التدريبات لصالح الدولة المصرية.
وقال الحلبى إن المناورة تركز على تنفيذ مهام قتالية متنوعة ومناقشات استراتيجية. وأكد أن مصر تجنى فوائد كبيرة منها اكتساب الخبرات، وتعزيز قدرات القوات المسلحة، بالإضافة إلى الاطلاع على أحدث المعدات والتقنيات العسكرية.
متانة العلاقات
وأشار المستشار بالأكاديمية العسكرية إلى أن «النجم الساطع» يُتيح فرصة للتعرف على أسلحة متطورة وحديثة، كما يُعد مؤشرًا قويًا على التوافق ومتانة العلاقات العسكرية بين مصر وعدد كبير من الدول، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الحلبى: إن المناورة تُشارك فيها مدارس عسكرية مختلفة من دول عدة، لافتًا إلى امتلاك مصر أسلوبًا قتاليًا خاصًا يتوافق مع طبيعة مسرح العمليات. وأكد أن القوات المسلحة المصرية تترك بصمة واضحة فى هذه التدريبات، وأن «النجم الساطع» يتمتع بتاريخ طويل، ورغم توقفه أكثر من مرة، فإنه يعود الآن بمشاركة واسعة بالعديد من الدول.
تعزيز الصداقة
من جانبه، يرى اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن هذه التدريبات تُحقق استفادة كاملة وكبيرة للدولة المصرية. وأوضح أن الفوائد تأتى من خلال الاستفادة من التكتيكات المنفذة، وتعزيز أواصر الصداقة بين القاهرة والدول المشاركة، بالإضافة إلى استعراض أنواع الأسلحة المختلفة فى بداية المناورات.
وأكد العمدة أن الأحداث الجارية فى العالم تزيد من أهمية هذه التدريبات، خاصةً فى ظل التحديات التى تواجهها غالبية الدول المشاركة، الأمر الذى يستدعى تحركًا عسكريًا مشتركًا للتعامل معها.
