طلاب يكشفون رأيهم «البكالوريا» تحت الاختبار

آية محمود على
يعيش الطلاب المقبلون على الصف الأول الثانوى وأسرهم حالة تشتت، فى ظل وجود 3 أنظمة للثانوية العامة، فليس من السهل عليهم اختيار تخصص المستقبل من بين 3 أنظمة للثانوية العامة، النظام القديم والجديد والبكالوريا الذى استحدثته وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى مؤخرًا، وأقرته نموذجًا اختياريًا موازيًا للثانوية العامة.
«روزاليوسف» سألت عددًا من المدرسين والطلاب عن رأيهم فى نظام البكالوريا، وكشفت عن دوافع تمسكهم بنظام الثانوية العامة.
دورات تدريبية للمدرسين
تقول إيمان محمود، مدرسة لغة عربية، إن المدرسين يحتاجون إلى دورات تدريبية تؤهلهم لتدريس مواد نظام البكالوريا، ورغم أنها ترى أن من أهم مميزاته قلة المواد الدراسية، إلا أنها تخشى المجهول وتفضل نظام الثانوية العامة.
فرص متعددة
فى المقابل يوضح محمد سعيد، مدرس رياضيات، أن نظام البكالوريا يوفر فرصًا لإعادة الامتحان فى كل مادة بكامل الدرجة، خلال الصفين الثانى والثالث، وهو فى ذلك يشبه أنظمة التعليم العالمية، كما أنه نظام معترف به دوليًا، ومناهجه لم تختلف كثيرًا عن مواد الثانوية العامة.
يضر بمستقبل الطالب
وتقول إيثار محمود، طالبة، إن اختيار نظام البكالوريا يعد الأفضل للذين يريدون التخلص من كابوس الثانوية العامة.
وتوضح أن انطباع زميلاتها عن الثانوية العامة، وحديثهن عن حالات الغش وعدم جدوى التظلم، وتحطيم آمالهن أثار تخوفها من الالتحاق بنظام الثانوية العامة.
وترى أن نظام البكالوريا يعالج مساوئ الثانوية العامة، ويتيح إعادة الامتحان مرة أخرى، وتغيير المسار ودراسة مواد إضافية، وتعتبر أن السنة الأولى للبكالوريا استكشافية، لأن عدد ساعات المذاكرة تنقسم على عامين، وهذا بدوره يقلل الضغط النفسى على الطلاب، لكنها أشارت إلى أن نظام البكالوريا يضر بمستقبل الطالب غير المقتدر ماديًا.
وترى أن اختيار نظام ثابت وواضح ومعترف به هو خيار أفضل، من نظام لا يزال قيد التعديل وغير معترف به ويمكن أن يلغى فى أى وقت.
مواده قيد التجربة
من جانبها تفضل أريج يوسف، نظام الثانوية العامة، وترى أن نظام البكالوريا غير مستقر ومواده قيد التجربة، وتذكر أن مادة العلوم المتكاملة مادة مبهمة ويصعب تحديد العلم الذى تتبعه، هل هو كيمياء أم فيزياء أم أحياء.
كما ترى أن مادة العلوم المقررة على طلاب الشهادة الإعدادية أكثر أهمية من العلوم المتكاملة، كونها مادة غير أساسية لطلاب الصف الأول الثانوى الذين ينبغى لهم أن يدرسوا ما يؤهلهم للتميز فى الصف الثالث الثانوى.
وتفسر أن مناهج نظام البكالوريا لا تصلح للتطبيق مباشرة، وتستلزم تدريب وتأهيل المعلمين قبل تدريس مواده.
وتكشف أن بعض الجامعات الحكومية لم تقبل طلاب البكالوريا مما يضطرهم للالتحاق بإحدى الجامعات الخاصة أو الأهلية، وقد لا يستطيع بعضهم تحمل تكاليف دراستها.
الضغوط النفسية والمادية
فى المقابل تفضل سلمى محمد، نظام البكالوريا كونه يسمح للطالب بدراسة التخصص الذى يريد الالتحاق به مستقبلًا، ويمنحه فرصة للتعرف على المواد الجامعية، ويسهل وصوله لوظيفة الأحلام.
وترى أن من أهم عيوب نظام البكالوريا مدة دراسته التى تستغرق عامين مما يزيد من الضغوط النفسية والمادية والدراسية على الطلاب وأولياء الأمور، وتذكر أن فرصة إعادة الامتحان التى يتيحها لتحسين المجموع لن تضمن تكافؤ الفرص بين الدارسين، وبدورها تسهم فى زيادة مؤشرات التنسيق.
وتعتقد أن نظام الثانوية العامة يضيع مجهود المتفوقين كل عام ويسمح للطلاب الذين يتبعون حيل الغش الالتحاق بكليات القمة، كما يجبر الطالب على دراسة مواد لم ترتبط بالتخصص الذى يريده.
تخصصات مختلفة
بينما تتمسك آلاء أحمد بنظام الثانوية العامة، وتعتبره نافذة تتعرف عبرها على مختلف التخصصات، وترى أن الثانوية العامة تسرع من إنهاء الضغوط النفسية والدراسية والمادية، وتصف منحة إعادة الامتحان بـ«غير العادلة».
إجبار غير مباشر
وانتقى محمد أحمد، نظام الثانوية العامة لمعرفته بمواده، وإتقانه لامتحاناته، ويرى أن نظام البكالوريا غامض، ولم تتوافر عنه معلومات توضح آليات دراسته أو كيفية تطبيقه، كما أنه يلغى مفهوم الحفظ ويعتمد على تنمية المهارات الذهنية.
ويكشف أنه لم يتعرض لإجبار مباشر على اختيار نظام البكالوريا، لكنه فوجئ فى مدرسته التى تقع فى حى وادى حوف بمسئول يمر على الطلاب ويبرز مميزات البكالوريا، ويؤكد على مساوئ الثانوية العامة، ويوضح أن مقارنته بين النظامين كانت تخلو من العدالة، ووصف مقارنة المسئول بـ «الإجبار غير المباشر».
الفرق بين الثانوية والبكالوريا
يتيح نظام البكالوريا للطالب حرية اختيار المسار الذى يتوافق مع ميوله، ويسهم فى تخفيف الضغوط النفسية على الطلاب، وتقليل عدد المقررات الدراسية.
تستغرق مدة الدراسة 3 سنوات فى كل نظام.
تتشابه المواد المقررة على الصف الأول الثانوى فى نظامى الثانوية العامة والبكالوريا حيث يدرس الطالب عددًا من المواد الأساسية مثل اللغة العربية، والتاريخ، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق، واللغة الأجنبية الأولى، كما يتناول عددًا من المواد غير المدرجة فى المجموع الكلى مثل التربية الدينية، واللغة الأجنبية الثانية، والبرمجة وعلوم الحاسب.
يطبق نظام البكالوريا على الصف الثانى الثانوى فى كل الشعب دراسة اللغة العربية، والتاريخ، واللغة الأجنبية الأولى، ويقرر اختيار مادة واحدة فقط من مواد التخصص التى تتضمن الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والبرمجة، والمحاسبة وإدارة الأعمال، وعلم النفس، واللغة الأجنبية الثانية.
يعتمد نظام الثانوية العامة عددًا من المواد الأساسية فى الصف الثانى الثانوى، وتختلف من شعبة لأخرى حيث تدرس الشعبة العلمية مواد اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، ويطبق على الشعبة الأدبية اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والرياضيات العامة، والجغرافيا، وعلم النفس والاجتماع.
يدرج نظام الثانوية العامة التربية الدينية، والتربية الوطنية، واللغة الأجنبية الثانية ضمن المواد غير المضافة إلى المجموع.
يتيح نظام البكالوريا لطالب الصف الثالث الثانوى دراسة المسار الذى يتلاءم مع رغباته حيث يدرس الأحياء والكيمياء فى مسار الطب وعلوم الحياة، ويطبق الرياضيات والفيزياء فى مسار الهندسة وعلوم الحاسب، بينما يقرر الاقتصاد والرياضيات فى مسار الأعمال، ويعتمد الجغرافيا والإحصاء فى مسار الآداب والفنون، ويعتبر مادة التربية الدينية خارج المجموع فى جميع المسارات.
يلزم نظام الثانوية العامة الشعبة العلمية فى الصف الثالث بدراسة اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والأحياء، والكيمياء، والفيزياء، ويقرر على شعبة الرياضيات اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، ويطبق على الشعبة الأدبية مواد اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى، والتاريخ، والجغرافيا، والإحصاء، ولم يدرج التربية الدينية، والتربية الوطنية، واللغة الأجنبية الثانية ضمن المجموع الكلى للمواد.
يمنح نظام الثانوية العامة الطالب شهادة إتمام الثانوية العامة بناء على مجموعه فى السنة النهائية فقط، ويعتمد على تقييم مستواه من إجمالى 320 درجة، ويتيح له اختيار التخصص من الشعبتين العلمية، والأدبية.
تمنح شهادة إتمام البكالوريا بناء على تقييم السنة الثانية والنهائية معًا، وتقدر مستوى الطالب من إجمالى 700 درجة.
لا يجوز قانونًا التحويل من نظام الثانوية العامة لنظام شهادة البكالوريا المصرية أو العكس فى حال اختيار نظام بعينه.
يمنع إجبار الطلاب على اختيار نظام بعينه ومن حقهم قانونًا اختيار النظام المناسب لهم.
عدد المواد الدراسية فى الصفين الثانى والثالث بنظام البكالوريا المصرية يصل إلى 6 مواد دراسية، بينما بلغ فى الصفين الثانى والثالث بنظام الثانوية العامة 11 مادة دراسية.
يوفر نظام شهادة البكالوريا فرصًا امتحانية متعددة فى كل مادة بكامل الدرجة فى الصفين الثانى والثالث.
يتيح نظام الثانوية العامة فرصة امتحان واحدة فقط للطالب فى كل مادة دراسية بالإضافة لامتحان الدور الثانى بنصف الدرجة.
قواعد القبول فى الجامعات المصرية ثابتة لكلا النظامين.