الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

%30 من سائقى التريلات يتعاطون المخدرات

حوادث الطرق أخطاء فنية أم فردية؟!

صباح الجمعة 27 يونيو الماضى، كانت 21 فتاة من قرية كفر السنابسة بالمنوفية، ينتظرن الميكروباص الذى سيقلهن إلى عملهن فى إحدى مزارع العنب.



وعندما وصل الميكروباص الذى كان يقوده السائق الشاب أدهم محمد، انطلقت حبيبة والفتيات نحوه ليقلهن كما تعودن إلى عملهن فى قطف العنب المخصص للتصدير، والذى يتقاضين عليه 180 جنيهًا يوميًا. 

انطلق الميكروباص، لكنه ما أن غادر قرية شما متجهًا نحو الطريق الإقليمى، حتى دهسته سيارة نقل «تريلا» بعنف، ما أدى إلى مصرع 18 فتاة والسائق، وإصابة 3 أخريات. 

 معدل حوادث الطرق

طبقا لآخر الأرقام الصادرة عن الجهـاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2024، فقد سجلت حوادث الطرق 76362 إصابة فى 2024 مقابل 71016 فى 2023 بنسبة ارتفاع 7.5 %، وسجلت محافظة الدقهلية أعلى معدل إصابات على مستوى الجمهورية، حيث بلغت 15563 إصابة، بينما سجلت محافظة السويس أقل عدد إصابات بواقع 39 إصابة. 

وبلغ عــدد المــتوفـين فى حــــوادث الطـــرق 5260 شخصًا فى 2024 مــقابـل 5861 عــــام 2023 بـنسـبة انخفاض 10.3 %، فيما بلغ معـدل قســوة حـوادث السيارات (عدد المتوفين لكــل 100 مصاب) 6.9 عــام 2024 مقابــل 8.3 عــام 2023 بنسبة انخفاض 16.9 %، وبلغ معدل (متوفى/ 100 ألف نسمة) 4.9 متــوفى عــام 2024 مقابل 5.6 متوفى عــام 2023 بنسبة انخفاض 12.5 %.

وبالرجوع للسنوات الماضية، فقد سجلت مصر بين عامى 2019 و2023، ما يزيد على 33 ألف حالة وفاة، وحوالى 315 ألف إصابة بسبب حوادث الطرق، وشهدت مصر 315.2 ألف إصابة خلال الفترة نفسها، وسجل أعلى معدل قسوة للحوادث فى عام 2021 بنسبة 14.2 %، مما يعنى أن الحوادث فى ذلك العام كانت أكثر فتكًا مقارنة بالسنوات الأخرى، فى المقابل سجل عام 2023 أقل معدل قسوة عند 8.3 %.

تراجع فى الحوادث

فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، أكد المستشار سامى مختار، رئيس جمعية رعاية مصابى الحوادث والطرق، أن أسباب الحوادث عديدة، وتتركز فى العنصر البشرى أو حالة المركبة أو الطريق، مشيرًا إلى أن المشروع القومى لشبكات الطرق قلل معدل الحوادث قرابة 40 %، كما اهتمت الدولة بمشروع تحديث المركبات، من خلال إحلال تبديل المركبات المتهالكة، وتوفير أنظمة سداد وقروض ميسرة لأصحاب المركبات.

وأشار إلى أن العنصر البشرى يستحوذ على قرابة 80 % من أسباب حوداث الطرق فى مصر، ولهذا تعمل الجمعية على تنظيم حملات التوعية المستدامة للحد من حوادث الطرق، وتقوم على التوعية بقواعد وآداب المرور، وضوابط زيادة السرعة، وآليات عدم التجاوز، ومخاطر كسر الإشارات المرورية، وأهمية التركيز أثناء القيادة، والالتزام بشروط السلامة المرورية، وعدم التهور أثناء القيادة، مع التأكد دائمًا من إجراء الصيانة الدورية للمركبات، والالتزام بقواعد السير وأنظمته.

التوعية 

وأوضح رئيس جمعية رعاية مصابى حوداث الطرق، أن الموضوع مجتمعى، ولا بد أن تشمل التوعية جميع مراحل التعليم داخل المدارس والجامعات، ومصادر لتمويل حملات التوعية داخل تلك المؤسسات، وعلى رجال الأعمال السعى للمشاركة المجتمعية فى التوعية، خصوصًا أن أغلب الحوادث من سائقى النقل الثقيل للمصانع والشركات الكبرى.

وأضاف أنه لا بد أن يشمل برنامج التوعية تدريب جموع المصريين على الإسعافات الأولية لمصابى الحوادث، لأنه طبقًا للأرقام فإن سيارة الإسعاف تصل لمكان الحادث خلال 8 دقائق، وهو زمن مهم فى حياة المصابين والجرحى، ولو تم التعامل معهم كما ينبغى طبيًا فإنه يمكن إنقاذ حياتهم.

أخصائيو السلامة

وأوضح أن هناك ما يسمى أخصائى السلامة على الطريق، وهم مجموعة من الشباب من المفترض أنهم مدربون على إسعاف الحالات الحرجة، وهو ما تقوم به الجمعية لكنها بحاجة لتعميم التجربة بحيث يصبح فى كل طريق سريع أخصائى يتولى سرعة التعامل مع المصابين والجرحى.

وقال: إن التلوث البيئى من مسببات الحوادث، وهو ناجم عن إلقاء القمامة على الطريق، ولا بد من التوعية بمخاطر إلقاء الزجاجات وفوارغ الأطعمة، والتى تتسبب فى انقلاب السيارات فى بعض الأحيان، وكذلك تعميم تحليل تعاطى المخدرات بجميع الطرق السريعة والمهمة، ليكون ذلك أداة ردع.

التعويضات

وأوضح أن الجمعية تسعى لمساندة الضحايا فى توفير سبل العلاج، وأيضا حقوقهم التعويضة بالتوعية القانونية، وفى حالة حوادث السيارات المجهولة يتم التنسيق مع الجهات الحكومة لدفع تعويضات للمصابين والمتوفين من الصندوق الحكومى لضحايا حوادث النقل، ونطالب مؤخرا بزيادة قيمة التعويض من 40 ألفًا لنصف مليون جنيه.

مؤشر الجودة 

وكشف د.حسن المهدى، أستاذ الطرق، أن جودة  الطرق المصرية طبقا لتقرير التنافسية العالمية تقع فى المرتبة 28 بعدما كانت فى المرتبة 118، وأغلب حوادث الطرق سببها العنصر البشرى وسوء استخدام الطريق، لأن الكثير من سيارات النقل تكون مخالفة لاشترطات الحمولة، وهو ما يعرض الطرق الحديثة للتهالك، وأيضا كثرة الحوادث «كل طريق جديد له كود واشتراطات حمولة، ولقلة سيارات النقل يقوم السائقون بمضاعفة الحمولة، وهو ما يسبب الحوادث وتهالك الطرق».

وأضاف: طالبنا مرارًا بتغليظ عقوبة المخالفات، وأن يتم تطبيق نظام نقاط الرخص، لتكون رادعًا للسائقين، وفى حال تكرار المخالفات يتم سحب الرخصة ومنع السائق من القيادة نهائيًا، وحتى الآن ما زالت تعديلات قانون المرور الجديد بالبرلمان، ولم يتم اقرارها. وأوضح أن أسطول النقل البرى متهالك، وأكثر من 90 % من البضائع المصرية يتم نقلها عبر عربات النقل، وطالبنا مرارًا بضرورة منح تسهيلات لاستيراد سيارات النقل، لمنع تجاوزات الحمولات المخالفة.

«التريلات»

فى دراسة مهمة حول حوادث الدهس، كان لسيارات النقل الملحقة بها مقطورة، والمعروفة شعبيًا باسم «التريلات» نصيب الأسد فى تلك الحوادث، حيث أشارت الدراسة التى أعدتها وزارة النقل بالتعاون مع وزارة الداخلية، إلى أن النقل الثقيل يتسبب فى 60 % من حوادث الطرق فى مصر، المقطورة وحدها تتسبب فى 13 % من تلك الحوادث، وأن 30 % من سائقى «التريلات» يتعاطون المخدرات.

البرلمان 

تقدمت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، بشأن التأخر فى استكمال بعض مشروعات الطرق، وهو ما يؤدى إلى إهدار أرواح المواطنين نتيجة عدم تسليم الطرق أو تطويرها وتحديد السرعات الآمنة عليها.

وأوضحت أن استمرار تلك الأوضاع دون تدخل حاسم بات يعرّض المواطنين للخطر، لا سيما بسبب مشاركة سيارات النقل الثقيل مع السيارات الملاكى على طرق غير مؤهلة، فضلًا عن سير المركبات فى الاتجاهين على مسار واحد، مما يفاقم من حوادث التصادم. وطالبت بسرعة إحالة طلب الإحاطة إلى اللجنة النوعية المختصة بمجلس النواب، ومناقشته على وجه السرعة، بهدف الوصول إلى حلول عاجلة وفعالة للحد من الحوادث، وإنقاذ حياة المواطنين.

 

 

أجهزة تحديد سرعة النقل

أكد اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الشرطة المتخصصة، أن قانون المرور الجديد تم عرضه منذ 2015، ورفض بحجة عدم التأهيل التكنولوجى للطرق، لكننا نمتلك حاليًا طرقًا ذكية ولهذا لا بد من إعادة عرضه وإقراره، ولدينا مدارس تدريب وتأهيل للسائقين، مثل مدرسة 15 مايو للتدريب على القيادة الآمنة، وأغلب سائقى الأتوبيسات يتم تدريبهم بها، وهذا أسهم فى تقليل نسب الحوادث والخطأ البشرى.

وأوضح أنه لا بد من وجود جهاز تحديد السرعة فى كل سيارات النقل، ولا بد من تفعيل بند وجود سائقين اثنين فى سيارة النقل الثقيل، وألا يكون الثانى «تباع» بل سائقًا برخصة مهنية لتقاسم الرحلات الطويلة، حيث إن هناك عددًا معينًا من الساعات يجب على السائق ألا يتجاوزها فى قيادة النقل الثقيل، كما طالب بفتح المجال وتقديم تسهيلات لاستيراد سيارات النقل الثقيل لزيادة أعدادها، مع ضرورة زيادة أعداد سائقى النقل الثقيل وتدريبهم على القيادة الآمنة.

تحذيرات مرورية

أعلنت الإدارة العامة للمرور، عدة تحذيرات ووصايا لقائدى السيارات من القيادة المتهورة على الطرق، وشددت على ضرورة اتباع العديد من طرق الوقاية لتجنب وقوع الحوادث، خاصة بالمحاور الرابطة بين المحافظات.

وشملت قائمة الوصايا: الصيانة الدورية تحافظ على أرواح سائقى المركبات، والتأكد من صلاحية الإطارات والفرامل يقلل وقوع الحوادث، والالتزام بالسرعات المحددة قد يمنع انقلاب السيارة، وتجنب الانشغال بغير الطريق يزيد التركيز أثناء القيادة مع تجنب تخطى السيارات أثناء السير قدر الإمكان، والالتزام بقواعد المرور وعدم تعاطى المواد المخدرة، وأرفقت الإدارة العامة للمرور أرقام هواتف للإبلاغ الفورى عن حوادث الطرق وهى:  01221110000 - 136 - 144 - 01155554444 - 01205344444