الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
كلمة و 1 / 2.. مأمون الشناوى يكتب وشيخ الأزهر يتلقى الإعجاب!!

كلمة و 1 / 2.. مأمون الشناوى يكتب وشيخ الأزهر يتلقى الإعجاب!!

العديد من رجال الدين عندما تسألهم عن الفن عمومًا والغناء تحديدًا، تأتى الإجابة أشبه بالمحفوظات العامة (حلاله حلال وحرامه حرام)، وهى نفس الكلمات التى قالها مؤسس الجماعة حسن البنا فى منتصف الأربعينيات، عندما التقاه أنور وجدى صدفة وسأله عن الفن.



مقياس الحلال والحرام يعنى أنك ستطل على العمل الفنى بعدسة دينية، وستطبق عليه المعيار الذى أطلقه الشيخ الشعراوى عندما سأله حسن يوسف عن الزواج فى الأعمال الفنية، حذره تمامًا من تقديم هذه المشاهد، لأنها تعنى الزواج الفعلى، ومن بعدها بات حسن يوسف حذرًا من إتمام مراسم الزواج أمام كاميرات السينما والتليفزيون.

لدىَّ الكثير للحديث عن هذا الكنز الإبداعى لمأمون الشناوى، سأكتفى هذه المرة بتناول العلاقة بين الشعر والدين فى هذه العائلة، التى وصل فيها الأب إلى منصب رئيس المحكمة الشرعية، بينما شقيقه يعتلى كرسى مشيخة الأزهر، ورغم ذلك لا ترى أبدًا تلك الهوة بين الدين والفن، وعندما ظهرت علامات كتابة الشعر على عمى مأمون بعد شقيقه كامل الشناوى بنحو 6 سنوات، قال والدهما (جدى) الشيخ سيد :(عندما تُنجب قبيلة شاعرًا واحدًا تقيم الأفراح والليالى الملاح، فما بالكم بشاعرين)!.

تأملوا تلك الواقعة.. كان مأمون يكتب فى نهاية الأربعينيات أشهر وأرق الأغانى لعبدالوهاب وفريد وفوزى وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، بينما عمه الشيخ مأمون الشناوى «الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر»، يتلقى بين الحين والآخر التهنئة من شيوخ أجلاء، كان يحرص فقط على التصحيح مؤكدًا أنها من تأليف ابن شقيقه، الذى يحمل اسمه، ولكنه أبدًا لم يُجرّّم أو يُحرّم هذه الأغنيات.

 مأمون الشناوى (الإمام الأكبر) كان له دور بطولى فى مواجهة الكيان الصهيونى، فلقد دعا للجهاد من فوق منبر الأزهر مع بداية نكبة 48، لو عدت لنهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ستكتشف أن لقب شيخ كان يسبق دائمًا كبار الموسيقيين، أمثال سلامة حجازى وسيد درويش وأبو العلا محمد وزكريا أحمد وصولا إلى سيد مكاوى، والمقصود بشيخ أنه حافظ وقارئ للقرآن، عبدالوهاب والقصبجى لم يحملا لقب شيخ، إلا أن كل منهما ارتدى الزى الدينى وحفظا ما تيسر من القرآن، حتى الموسيقار الكبير داود حسنى اليهودى الديانة، كان حافظًا للقرآن،وله قول مشهور يؤكد: (إن الموسيقى الشرقية ستظل للأبد تنبض بالحياة طالما القرآن الكريم ينبض فى قلوب المؤمنين).. حسمت عائلة الشناوى مبكرًا أى صراع قد يراه البعض حتميًا بين الدين والدنيا، التحق الشقيقان كامل ومأمون الشناوى بالأزهر، ثم قفزا تباعًا فوق السور، وانطلقا للحياة، وكتبا بالفصحى والعامية، فكان الشعر بكل ألوانه، تعبيرًا عن الإيمان، فيض من الله يتدثر بالجمال الإبداعى (الفكرة وصلت ولا نقول كمان)!.