
عبدالرحمن رشاد
أى إعلام نريد؟ (2)
لابدَّ أن نجعل من حديث الرئيس عن الإعلام محطة مهمة فى مسيرة الإعلام تذكرنا وتعيد تنبيهنا بقيمة الإعلام وبأثر الإعلام وبضرورة التصحيح الواجب واللازم لأمننا القومى والمجتمعى ولقوتنا الناعمة ولمستقبل وطننا، وإذا كان البدء من الأسرة والمدرسة والتعليم والخطاب الديني، فالإعلام ومجموع قيم هذه الأسس يصنع بل يبنى مواطنًا مصريًا عربيًا ملتزمًا.
الإعلام ليس الاتصال فقط، الإعلام مصدر السعادة والقلق والدهشة، الإعلام مرآة المجتمع بطموحه وآلامه وآماله.. الإعلام المصرى يهتم له المواطن كالملح فى الطعام.
يهتم به صانع السياسة ورجل الشارع لأنه مصدر البهجة وصانع السعادة والذى يصل بالقرار السياسى إلى الشعب، الإعلام ليس رسالة اتصال أو إخبار أو تسلية؛ بل رسالة قيم واتجاهات وسلوك وعندما يعتب الرئيس فعتابه فى محله إجمالاً وتفصيلاً.
«ثلاثية الإعلام والتعليم والدين» هى محتوى ومضمون الرسالة أو المنتج الإعلامي، الإعلام برسائله المتنوعة يظل رافدًا مواكبًا ومهمًا للغاية فى بناء منظومة قيم المجتمع سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا ويظل يبنى فيها وينميِّ حتى تصل لمستقبلها.
أى إعلام نريد: إعلام جماهيرى أم إعلام رقمي، إعلام المنتج الذى لا يعتمد الإعلان مدخلاً رئيسًا أم الإعلام والإعلان مجرد مكمل له، الموازنة بين الشكل الباهر تكنولوجيًا والمضمون والمحتوى الواعى بالقيم المجتمعية والقضايا الجادة دون تهويل أو تهوين. الإعلام مضمونًا يحمل:
- قيم الأسرة المصرية، وعيًا بتاريخ الدولة المصرية، شعبيات المصريين، تراثًا رسميًا وتراثًا غير رسمي.
كيف نقدم هذا نحن الإعلاميين؟
سؤال صعب يحتاج وعيًا وتعليمًا ومهارات عديدة، هل نقدم القضايا الآتية أو الرؤى المستقبلية ومعها استراتيجية الدولة، الاختلاف فى الرؤى يلزم ويجب، هذا الاختلاف يؤدى إلى تعدد ملكية الوسيلة الإعلامية، من الضرورى أن يكون لدينا إعلام الدولة قويًا، وأن يكون لدينا إعلام المؤسسات والشركات لا إعلام الأفراد لأسباب تتعلق بالرسالة والمضمون والربح والخسارة والتزام الموضوعية فى النقل والتسويق بلا تحيز لفرد أو مالك.