المنتدى السعودى للإعلام يطلق فى نسخته الرابعة مبادرات واعدة وزير الطاقة السعودى الأمير عبدالعزيز بن سلمان: المملكة تفتح ذراعها للعالم سياحيًا وتجاريًا ورياضيًا واستثماريًا

الرياض صبحى شبانة
اختُتِمت فى الرياض، أمس الجمعة، أعمال المنتدى السعودى للإعلام 2025، فى نسخته الرابعة، التى شارك فيها أكثر من 2000 متحدث وإعلامى فى مجالات السياسة والطاقة والإعلام والاقتصاد وتقنيات الذكاء الاصطناعى وريادة الأعمال، شاركوا فى 80 جلسة وافتتح «المنتدى السعودى للإعلام» باكورة أعماله، الأربعاء، بجلسة حوارية للأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة السعودى، بعنوان «دهاليز الطاقة وصناعة القرار» حاوره خلالها سلمان الدوسرى، وزير الإعلام السعودى، وأكد وزير الطاقة السعودى أن صناعة التأثير تحتاج إلى صنّاع التغيير، عادًّا أنه «لولا وجود الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، صانع تغيير لما كان لصنّاع التأثير أثر».
ووسط حضور واسع لحفل الافتتاح والجلسة الحوارية، لفت وزير الإعلام السعودى إلى أنه يخلع عباءة الوزير ويرتدى عباءة الإعلامى لإدارة الحوار مع الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وأشار وزير الطاقة السعودى إلى أنه لم يكن له حضور إعلامى خلال مساره المهنى إلا فى السنوات الأخيرة، مضيفًا إنه تعمّد ذلك مهنيًّا لأنه يجب «أن تكون هناك واجهة للجهة يكون هو الوزير المسئول عن تلك الجهة فى العُرف العام».
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إنه لن يكرّر نفسه فى الظهور إذا لم تكن لديه مادة جديدة، وسلّط الضوء على مشاركته العام الماضى فى 14 مناسبة بحضور إعلامى مختلف، وكانت مشاركة مهمة لتعزيز مخرجات هذه المناسبة، وإن هناك بعض المناسبات يتطلّع لها وبعض المناسبات يكون ملزمًا أو يستوجب حضوره بها، عادًّا أنه يستمتع بحضور مناسبات مؤسّسة «مسك» أكثر من غيرها، علاوةً على منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، بالإضافة إلى مناسبات الاكتفاء والتوطين فى «أرامكو»، ومؤتمر التعدين، والحوافز المعيارية، وغيرها من المناسبات.
وشدّد وزير الطاقة السعودى على أن بلاده أصبحت ترحِّب بالعالم، مؤكِّدًا أنها تتمتع بـ«الثقة الذاتية» بما تفعله لنفسها وللعالم، وأشار إلى أن السعودية لم ترغب أن تكون منطوية على تجربتها الجريئة «بل أردنا أن يكون لدينا دور عالمى نشاركه مع العالم»، وأضاف: «لن نكون بحالة سكون فى الدفاع عن قناعاتنا».
وأوضح أن هناك الكثير لتشاركه السعودية مع العالم على غرار «إكسبو 2030»، وكأس العالم 2034، والمناسبات الرياضية، وفتح المجال للتعامل مع البلاد سياحيًّا واستثماريًّا وتجاريًّا وغيرها، مشدّدًا على أن ذلك يوفّر مادة كبيرة للمسئول رغم وجود التحدّيات.
وعدّ الوزير السعودى أن مفهوم «صنّاع التغيير» بات مفهومًا شموليًا، وأن مَن يصنع التغيير هو مَن يستفد منه، وعند سؤاله حول «ما تبقّى من عبدالعزيز بن سلمان المحاضر فى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن»، كشف عن أنه ما زال يُحاضر من حين لآخر، وأنه لو ترك وظيفته وزيرًا فسيعود إلى شغفه الأساسى معلِّمًا، ودار حوار لفت الحضور بين الوزير ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون، حول استمرار الأخير فى إعطاء المحاضرة بجامعة أكسفورد فى المملكة المتحدة، واتفقا أن عملية التعلم مستمرة.
وفى كلمته فى افتتاح المنتدى قال سلمان الدوسرى وزير الإعلام السعودى: «إن المنتدى السعودى للإعلام فى نسخته الرابعة، يرسم ملامح عالم التأثير الذى يتجاوز الحاضر إلى المستقبل ويرصد قصة إعلام سعودى تليق بحجم الرؤية الطموحة، فالسعودية أعظم قصة نجاح فى القرن 21 يرويها إعلامها الذى يعمل بأدوات المستقبل وبحراك لا يعرف التوقف، حيث شهدت المملكة فى عام 2024 وحتى الآن زيارة 24 زعيمًا من مختلف دول العالم للإسهام فى صناعة مستقبل الإنسانية، كما احتضنت أيضًا أكثر من 15,625 فعالية من المؤتمرات والمناسبات بحضور يفوق 42 مليون زائر، وذلك يعادل فعاليتين كل ساعة تقريبًا طوال العام».
وأضاف: «إن المملكة هى صانعة التأثير كونها المركز الأهم لاستضافة الفعاليات الكبرى من إكسبو 2030 الذى سيعيد تعريف معارض الابتكار، إلى كأس العالم 2034، حيث ستتحول التجربة الرياضية إلى قصة تروى بتقنيات الواقع المعزز والإنتاج والبث الذكى».
وأكد أن قطاع الإعلام سيوفر قرابة 150,000 وظيفة بحلول عام 2030، ليكون حاضنة للمواهب ومسرعًا للابتكار، لافتًا النظر إلى أن تطلعات عام التأثير 2025 بدأ تحقيقها بوضع أولويات واضحة تتضمن: تطوير استراتيجية الإعلام غير الربحى والمسئولية الاجتماعية والتطوع، والإعلان عن تنظيم مؤتمر دولى لمستقبل الأخبار لترسيخ مكانة «واس» العالمية للإسهام العالمى فى ابتكار تقنيات صناعة الأخبار، واستكمال رقمنة أرشيف «واس» التاريخى، وافتتاح مقر الزمالات الصحفية الإخبارية، والعمل على وثيقة حوكمة قطاعات الإعلانات الرقمية لتنظيم هذا القطاع وإنشاء معمل الذكاء الاصطناعى والتقنيات الناشئة للإعلام.
وأشار الوزير الدوسرى إلى أن العالم الآن يعيش فى معادلة تفاعلية بين الإنسان والإنسآلة، فى تحدٍ إبداعى يدركه المهنى الشغوف معرفيًا، ويعرف بأن المعادلة الحقيقية تبدأ بالإنسان أولًا، الذى متى ما تعمق فى اكتشاف قدراته علم أن الإبداع هو القدرة على الوصول أولًا وقيادة المستقبل.
وتابع قائلًا: «عندما نتحدث عن الإعلام فإننا نتحدث عن المستقبل، نتحدث عن عالم يولد من الخوارزميات التنبؤية والروبوتات الصحفية والذكاء الاصطناعى، وتتحول فيه المملكة إلى مختبر عالمى مفتوح للأفكار الكبرى يندمج فيها الإعلام الذكى مع الذكاء الاصطناعى والبيانات الضخمة وتقنيات الواقع المختلط والواقع الافتراضى، ومن الصحافة التنبؤية إلى الإعلام التفاعلى والإعلام الغامر، يتشكل مستقبل جديد تكتب فصوله فى معرض المستقبل الإعلام «FOMEX» الذى يشارك فيه أكثر من 250 منظمة وشركة من أكبر الشركات الإعلامية والتقنية من كل مكان فى العالم ليصنع فارقًا فى خريطة الإعلام والاتصال العالمية.
وفى إطار مشاركته فى المنتدى السعودى للإعلام، التقى المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وزير الإعلام السعودى، سلمان الدوسرى، وذلك على هامش مشاركته فى المنتدى السعودى للإعلام، وتم خلال اللقاء مناقشة سبل التعاون وتوثيق العلاقات الإعلامية بين مصر والسعودية، بما يعزّز التكامل الإعلامى بين البلدين الشقيقين، كما تم مناقشة وبحث برامج التعاون المشتركة فى مجالات تدريب الإعلاميين، وبلورة التوافق الكبير فى الرؤى والتوجهات والسياسات فى برامج إعلامية بين البلدين.
وأشار المهندس خالد عبدالعزيز، إلى أهمية توظيف العمل الإعلامى العربى لدعم القضية الفلسطينية، موضحًا ضرورة التعاون العربى وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المشتركة، بما يخدم القضايا العربية.
وأوضح أهمية التعاون للوصول إلى عمل عربى مشترك لمواجهة مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الأجنبية التى تبث أفكارًا غريبة عن العادات والتقاليد، وكذلك أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الإعلام العربى.
وأكد سلمان الدوسرى، حرص المملكة على تدعيم التعاون الإعلامى بين البلدين، مضيفًا إن العلاقات «المصرية - السعودية» تاريخية متفردة وهى انعكاس للعلاقات السياسية التى تعد الآن فى أقوى مستوياتها وهناك توافق تام فى مختلف القضايا.
وأجرى المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، جولة تفقدية فى قناتى العربية والحدث، بالإضافة إلى المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام وخلال الجولة، استمع المهندس خالد عبدالعزيز إلى شرح وافٍ عن المحتوى الإعلامى والإخبارى الذى تقدمه قناتا «العربية والحدث».
كما تعرف على الخدمات والمنتجات الإعلامية التى تقدمها المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وأبدى اهتمامًا خاصًا بالتقنيات الحديثة والمتطورة المستخدمة فى العمل الإعلامى.
وأشاد عبدالعزيز بالعلاقات الإعلامية المتينة بين مصر والسعودية، مشيرًا إلى أن كلا البلدين يمتلكان مقومات حضارية وثقافية تتيح لهما التعاون المشترك وتبادل الخبرات فى جميع المجالات.
واعتبر أن هذه العلاقات تمثل أساسًا قويًا لدعم العمل الإعلامى العربى. وأوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أهمية التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة التى تواجهها.
وأكد على ضرورة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الإعلام العربى، مشيرا إلى أهمية الوصول إلى عمل عربى مشترك للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعى ومواجهة المحتوى الذى يتعارض مع العادات والتقاليد والقيم.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء البريطانى السابق بوريس جونسون إن ما حدث في غزة «كان مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنه اعتبر الحل موجودًا ليس على المجتمع الدولى إلا أن يجمع عليه طرفي الصراع، فوعد بلفور كان دولتين».
جاء ذلك فى حوار معه ضمن المنتدى السعودى للإعلام فى الرياض بحضور دولى وعربى كبير، أكد فيه أنه يعول على شجاعة القيادة السعودية التى قال إنها صنعت التاريخ فى المنطقة والعالم بجمعها بين أمريكا وبريطانيا، معربًا عن اعتقاده بأن الرياض ستواصل القيام بدورها وتجلب السلام للمنطقة بأسرها فى ظل قيادة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف: الذى أحاول قوله إن بلدان المنطقة والسعودية تحاول المساعدة (فى الأزمة الفلسطينية)، والمملكة تلعب دورًا تاريخيًا فى جلب السلام للمنطقة، وهو ما أوشكت أن تنجح فيه قبل السابع من أكتوبر، لكنها ستواصل مساعيها.
وأقر جونسون بأن الحرب خلفت أزمة إنسانية كبيرة وأن ما حدث فى غزة كان مأساة بما تحمله الكلمة من معنى، وشعرت بالأسى لشعب غزة. لا بد من حل، وهو السلام. المطلوب أن نجمع الراغبين فى السلام من كلا الطرفين».
وشدد على أنه فى النهاية الجانب البريطانى عليه أن يفى بالوعد، وهو الدولتان فى وعد بلفور 1917، بأن تكون هناك دولة عربية وأخرى يهودية فى فلسطين، وهكذا فإنه لا بد من حل الدولتين.
ويطالب المجتمع الدولى والسلطة الفلسطينية والعرب الآن بإقامة دولة فلسطين على حدود 67 فقط، وهى القدس الشرقية (بما فيها المسجد الأقصى) ومناطق سيطرة السلطة الفلسطينية و«حماس» فى الضفة وغزة.